أعلن معهد أيكمان للبيولوجيا الجزيئية بجاكرتا أمس الأحد رصد سلالة متحورة أكثر عدوى من فيروس كورونا المستجد في إندونيسيا في وقت تشهد فيه البلاد ارتفاعا في عدد الحالات، وأظهرت بيانات الصحة الإندونيسية الأحد تسجيل 2858 حالة إصابة جديدة، ووصل إجمالي الحالات إلى 172 ألف إصابة وعدد الوفيات إلى 7343. وقالت هيراواتي سودويو نائبة مدير المعهد لرويترز إن الطفرة D614G من الفيروس، «المعدية لكن الأخف تأثيرا»، وُجدت في بيانات تسلسل الجينوم بعينات جمعها المعهد، مضيفة أن هناك حاجة لمزيد من الدراسة لتحديد ما إذا كانت الطفرة هي سبب ارتفاع الحالات في الآونة الأخيرة. وعُثر أيضا على هذه السلالة، التي تعرفت منظمة الصحة العالمية عليها في فبراير والتي تنتشر في أوروبا والأميركيتين، في سنغافورة وماليزيا المجاورتين. وطالب سياريزال سياريف، اختصاصي الأوبئة بجامعة إندونيسيا، المواطنين بأن يبقوا حذرين حيث إن نموذج الانتشار يشير إلى أن عدد الحالات في البلاد قد يصل إلى 500 ألف بحلول نهاية العام. وأضاف «الوضع خطير. انتقال العدوى محليا خارج حاليا عن السيطرة». عالمياً، تجاوز عدد إصابات كورونا، 25 مليوناً حتى أمس الأحد، في وقت شددت دول عديدة القيود في مسعى لاحتواء تفشي الوباء. ويتم تسجيل مليون إصابة إضافية في العالم كل أربعة أيام تقريبا منذ منتصف يوليو، وفق حصيلة وكالة الأنباء الفرنسية، بينما سجّلت الهند الأحد ارتفاعا يوميا قياسيا في عدد الإصابات بلغ 79 ألف حالة. وجاء ارتفاع عدد الإصابات في الهند التي تعد 1,3 مليار نسمة في وقت خففت الحكومة المزيد من القيود خلال عطلة نهاية الأسبوع على أمل تخفيف الضغط عن الاقتصاد. وحتى دول على غرار نيوزيلندا وكوريا الشمالية التي سبق وأن سيطرت بشكل كبير على تفشي الوباء لديها، وجدت نفسها الآن أمام مجموعات جديدة من الإصابات. وفي الجانب الآخر من العالم، لا تزال أميركا اللاتينية، التي تعد المنطقة الأكثر تضررا بالفيروس، تحاول السيطرة على الموجة الأولى من الإصابات إذ تجاوز عدد الوفيات بكوفيد -19 في البرازيل 120 ألفا، وهو العدد الأكبر بعد الولاياتالمتحدة. وقال الباحث لدى معهد الصحة العامة في البرازيل «فيوكروز» كراستوفام بارسيلوز إن المنحنى في البلاد «استقر حاليا لكنه لا يزال عند مستوى خطير للغاية: نحو ألف وفاة و40 ألف إصابة في اليوم». وأضاف أن «البرازيل لم تتجاوز الذروة بعد». وأودى الوباء بحياة نحو 843 ألف شخص حول العالم حتى الآن ولم يتم اكتشاف أي لقاح أو علاج بعد. وأجبرت الحكومات على اللجوء إلى فرض شكل من أشكال التباعد الاجتماعي وتدابير الإغلاق لمنع تفشي الفيروس. وستصبح الكمامات إلزامية اعتبارا من الاثنين على متن وسائل النقل العام والرحلات الجوية في نيوزيلندا التي بقيت لأكثر من مئة يوم دون تسجيل حالات عدوى محلية قبل ظهور المجموعة الحالية من الإصابات. وتم تشديد القيود الإلزامية لاحتواء الفيروس اعتبارا من الأحد في كوريا الجنوبية، التي تعمل جاهدة كذلك لاحتواء مجموعات جديدة من الإصابات، بما في ذلك في منطقة سيول الكبرى التي يقطنها نصف سكان البلاد. مناهضون للتباعد الاجتماعي على الرغم من ارتفاع أعداد الإصابات، ما يزال العالم يشهد احتجاجات مناهضة لتدابير الإغلاق والتباعد الاجتماعي، بسبب كلفتها الاقتصادية في كثير من الأحيان. وتجمع المعارضة لهذه التدابير تيارات يمينية ويسارية على حد سواء، إلى جانب أنصار نظريات المؤامرة والمناهضين لحملات التلقيح، وتجمّع نحو 18 ألف متظاهر في برلين السبت احتجاجا على القيود المفروضة جرّاء فيروس كورونا المستجد. لكن الشرطة منعتهم لاحقا نظرا لعدم احترام كثيرين لقواعد التباعد الاجتماعي. ولوّح المتظاهرون بأعلام ألمانيا وهتفوا بشعارات مناهضة للمستشارة أنجيلا ميركل يستخدمها عادة حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني، ورفع العديد منهم لافتات تروّج لنظريات مؤامرة تم دحضها بشكل واسع بشأن اللقاحات والكمامات واتصالات شبكة الجيل الخامس من الإنترنت (5G).