تواصل أوروبا خروجها من العزل بعد أسابيع من الشلل جراء انتشار فيروس كورونا المستجدّ (كوفيد - 19) الذي أودى بحياة أكثر من 343 ألف شخص في العالم ولا يزال يتفشى خصوصاً في أميركا اللاتينية. في مدريد وبرشلونة، تنفّس السكان الصعداء، فبعد خضوعهم لتدابير عزل صارمة لمواجهة الوباء الذي ظهر في الصين أواخر العام 2019، بدأ سكان أبرز مدينتين في إسبانيا الاثنين الاستمتاع بأولى تدابير تخفيف العزل، مع إعادة فتح الباحات الخارجية للمطاعم والمقاهي والحدائق. ومنذ ساعات الفجر، هرع عدد كبير من سكان مدريد إلى حديقة ريتيرو التي فتحت أبوابها للمرة الأولى منذ ستّة أسابيع. وقالت روسا سان خوسيه (50 عاماً) التي جاءت للتنزه: "إعادة فتح حديقة ريتيرو تمنحني نوعاً من الهدوء وبعض الارتياح"، وأُعيد فتح الشواطئ على قسم كبير من الساحل الإسباني. من جهتها، تجاوزت إيطاليا مرحلة جديدة من رفع القيود، مع إعادة فتح الصالات الرياضية وأحواض السباحة، بعد أسبوع من إعادة فتح المطاعم. في اليونان، عادت الباحات الخارجية للمطاعم والمقاهي الاثنين إلى استقبال الزبائن من جديد، قبل أسبوع من الموعد المحدّد لدعم قطاع المطاعم قبل عودة السيّاح منتصف يونيو. في حيّ تيسيو قرب الأكروبوليس، استأنف سكان أثينا عاداتهم وعادوا لاحتساء قهوة "فريدو" المعروفة في اليونان تحت أشعة الشمس. في كييف، العاصمة الأوكرانية، استأنف المترو رحلاته. وفي كافة دول العالم، ينبغي احترام التباعد الاجتماعي لتجنّب حصول موجة إصابة ثانية، تخشاها منظمة الصحة العالمية. وأعلنت اليابان الاثنين رفع حال الطوارئ التي كانت لا تزال سارية في طوكيو بهدف السماح بإعادة تحريك العجلة الاقتصادية في ثالث قوة اقتصادية في العالم، في وقت يتواصل تراجع عدد الإصابات بكوفيد-19 في البلاد. في الهند، استؤنفت الرحلات الداخلية الاثنين بعد حظر استمرّ شهرين، لكن بشكل جزئي وفي ظل بعض الارتباك، مع إلغاء عدد منها في اللحظة الأخيرة. ومن بين الشروط للتمكن من الصعود إلى الطائرة: قياس حرارة الجسم وتنزيل تطبيق الرصد الخاص بالحكومة. ورغم الاجراءات المتخذة، فإن التوتر كان واضحاً على موظفي مطار نيودلهي، وقالت موظفة: "الاحتكاك بهذا الكمّ من الأشخاص في هذه الفترة هو أمر خطير جداً، لقد تواصلت مع ما لا يقلّ عن مئتي شخص منذ هذا الصباح". وإذا بدا الوباء تحت السيطرة في أوروبا ومتباطئاً في الولايات المتحدة، إلا أنه يجتاح بقوة أميركا اللاتينية، "بؤرته الجديدة" وفق منظمة الصحة العالمية. وتبدو البرازيل الدولة الأكثر تضرراً في القارة مع أكثر من 22600 وفاة. لم يتردد الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو، المناهض لتدابير العزل والتباعد الاجتماعي، في الاختلاط بحشود من الأنصار بدون وضع كمامة حتى الأحد في برازيليا، فصافح العديدين منهم وحتى حمل طفلا على كتفيه. ومقابل تدهور الوضع في البرازيل، منع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، رغم أنه حليف بولسونارو، دخول المسافرين غير الأميركيين القادمين من البرازيل إلى الأراضي الأميركية. ويُتوقع تخطي عتبة المئة ألف وفاة هذا الأسبوع في الولايات المتحدة، الدولة الأكثر تضرراً من الوباء في العالم، حيث نُكّست الأعلام لثلاثة أيام تكريماً لضحايا الوباء. إلا أن رفع اجراءات العزل يتواصل في كافة أنحاء البلاد بسبب الرغبة في تحريك العجلة الاقتصادية. وعاد سكان نيويورك إلى الشواطئ الأحد. لكن في المكسيك، حذر الرئيس أندريس مانويل لوبيز أوبرادور من أن البلاد بلغت "اللحظة الأكثر ألما من الوباء العالمي" مشيرا إلى أن الأزمة الاقتصادية ستقضي على مليون وظيفة في البلاد خلال العام 2020. من جهته صرح الرئيس التشيلي سيباستيان بينييرا لدى افتتاحه مستشفى ميدانيا أقيم بشكل عاجل في سانتياغو، أن النظام الصحي في تشيلي بلغ أقصى طاقته وبات "قريبا جدا من حدود" قدراته. ومددت البيرو تدابير العزل حتى 30 يونيو، فيما مددت الأرجنتين العزل الإلزامي حتى 7 يونيو في وقت ازدادت الإصابات في بوينوس أيريس بخمسة أضعاف خلال أسبوعين. في المقابل، تمكنت معظم المطاعم في ألمانيا من معاودة العمل الإثنين، فضلا عن بعض الفنادق في المناطق السياحية. وأكدت بريطانيا الأحد خطتها لرفع العزل تدريجياً، مع فتح جزئي للمدارس في الأول من يونيو. وقرر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الأحد إبقاء في منصبه كبير مستشاريه دومينيك كامينغز، في خضمّ عاصفة سياسية بسبب خرقه تدابير العزل عندما توجّه إلى منزل والديه، على بعد أكثر من 400 كلم من لندن في وقت كان يخشى من أن يكون مصاباً بكوفيد-19. وفي ظل هذه الأوضاع الصحية، يتصاعد التوتر بشكل متواصل بين الصين حيث ظهر الوباء لأول مرة في مدينة ووهان، والولايات المتحدة التي تتهم بكين بالإهمال في تعاطيها مع الفيروس، فيما يتهمها ترمب بالتسبب ب"عملية قتل جماعي عالمية". غير أن سلطات بكين تؤكد أنها لزمت الشفافية. «كوفيد - 19» يصيب وزيرة الشباب والرياضة السودانية وحذّر وزير الخارجية الصيني وانغ يي الأحد من أن البلدين على "حافة حرب باردة جديدة"، قائلا "هناك فيروس سياسي ينتشر في الولايات المتحدة" ويدفع المسؤولين الأميركيين إلى "اغتنام كل الفرص لمهاجمة الصين والتشهير بها". بدورها، أعلنت السلطات الفرنسية أنها سجلت أقل زيادة يومية في حالات الإصابة والوفيات بفيروس كورونا المستجد يوم الأحد منذ تطبيق إجراءات العزل العام يوم 17 مارس مما ينعش الآمال في أن الأسوأ في ما يتعلق بوباء كورونا في فرنسا قد انتهى. وقالت وزارة الصحة:" إن البيانات أظهرت تسجيل 155 حالة إصابة جديدة ليرتفع عدد الإصابات إلى 144921، و35 وفاة بالفيروس لتزيد حصيلة الوفيات إلى 28367، وهو ما يشكل زيادة بنسبة 0.1% فقط في الإصابات والوفيات على حد سواء". وواصلت أعداد المرضى في وحدات العناية المركزة الانخفاض دون انقطاع خلال الأسابيع الستة الماضية، حيث هبطت بنسبة 0.6% أو 10 أشخاص لتصل إلى 1655. وقال عالم الأوبئة لوران طوبيانا:" إن الأسوأ فيما يتعلق بفيروس كورونا قد انتهى وإن الفيروس قد لا يعود، على عكس الأوبئة السابقة مثل الإنفلونزا الإسبانية التي انتشرت عام 1918". وأضاف "إذا لم نشهد عودة سريعة للوباء، فقد نحصل على فترة راحة لبضعة أسابيع. وبعد ذلك، سنرى". من ناحيتها ، قالت وزارة الزراعة الهولندية الاثنين إنها اكتشفت ما تعتقد أنها ثاني حالة ينتقل فيها فيروس كورونا للإنسان بعد مخالطته أحد حيوانات المينك المصاب بالفيروس. وكررت الوزيرة كارولا شوتن في رسالة للبرلمان أن المعهد الوطني للصحة يعتقد أن خطر انتقال الفيروس من المينك للإنسان خارج المزارع التي تعيش فيها هذه الحيوانات "لا يذكر". وفي 26 أبريل أعلنت الحكومة اكتشاف إصابة حيوان المينك في مزرعة بجنوب البلاد بالمرض الأمر الذي أدى إلى إجراء تحقيق أوسع شمل مثل هذه المزارع التي يربى فيها الحيوان من أجل فرائه. وفي الأسبوع الماضي أعلنت الحكومة اكتشاف أول حالة لانتقال الفيروس من المينك للإنسان. وفي العراق، طالبت خلية الأزمة النيابية لمواجهة جائحة كورونا الاثنين بفرض حظر شامل للتجوال بعد انتهاء عيد الفطر المبارك، للحد من ارتفاع معدل الإصابات بفيروس كورونا المستجد، محذرة من تنامي الجائحة بسبب عدم الالتزام بالإجراءات الوقائية. ونقلت وكالة الأنباء العراقية (واع) عن عضو الخلية النائب علي اللامي قوله إن "خلية الأزمة النيابية طالبت بفرض حظر شامل للتجوال، بعد عطلة عيد الفطر، بسبب ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا"، لافتا إلى أن "دور خلية الأزمة ليس تنفيذيا، وإنما يقتصر على الرقابة ومتابعة إجراءات وزارة الصحة عن كثب". وأضاف أن "خلية الأزمة النيابية تتابع إجراءات مواجهة كورونا"، محذرا "من تنامي خطر الجائحة بسبب عدم الالتزام بتوجيهات وزارة الصحة وإجراءات حظر التجوال". وتابع أن "البلاد ستتعرض لكارثة كبيرة، وقد تسجل أرقاما مرتفعة إذا استمر عدم الالتزام بالإرشادات الصحية"، داعياً الحكومة إلى "اتخاذ إجراءات صارمة بحق المخالفين". وطالب عضو خلية الأزمة "المواطنين بالالتزام بحظر التجوال والتوجيهات الصادرة عن وزارة الصحة". وكانت وزارة الصحة والبيئة قد أعلنت أمس الأحد تسجيل 197 إصابة جديدة بفيروس كورونا. وأعلنت وزيرة الشباب والرياضة السودانية ولاء البوشي، عن إصابتها بفيروس كورونا المستجد " كوفيد-19". وغردت البوشي على صفحتها في شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، الاحد قائلة "تأكدت هذا المساء من إصابتي بفيروس كورونا. سألتزم بالإجراءات الصحية اللازمة، كما قمت بإبلاغ كل من قابلني خلال الفترة الفائتة بضرورة الإلتزام بالحجر الصحي لمدة أربعة عشر يوما. وأعلنت وزارة الصحة السودانية عن تسجيل 192 إصابة جديدة بالفيروس و19 حالة وفاة. وقالت ان العدد الكلي للاصابات حتى الاثنين إرتفع الى 3820 حالة وان عدد الوفيات بلغ 165 وفاة. الباعة الجائلون يعودون لممارسة أنشطتهم عقب تخفيف قيود الحجر (رويترز) الشواطئ اكتظت بالمرتادين مجدداً (رويترز)