لست من الذين يعتبرون الاجتماعات مضيعة للوقت. الاجتماعات ذات فوائد كثيرة منها ممارسة العمل بروح الفريق، والتوصل إلى حلول أو قرارات متفق عليها ومعروفة للجميع مما يساعد على الالتزام بها. ومن فوائد الاجتماعات اكتشاف المواهب والقدرات، وتعزيز العلاقات بين زملاء العمل. عوامل نجاح الاجتماعات كثيرة من أهمها تحديد مدة الاجتماع والالتزام بذلك. إدارة الوقت مهمة لجميع العاملين وليس للرئيس فقط. ولكل شخص طريقته في التعامل مع الوقت وإنجاز المهام. هناك من يجد الفوضى هي الأسلوب المناسب له كي ينجز ويبدع. صاحب هذا النمط يقول لك، اسألني عن إنجازي، ولا تسألني كيف توصلت إلى ذلك، ومتى، وكم من الوقت استغرق ذلك. الوقت حريتي، وإنجاز المهمة مسؤوليتي. صاحب هذا النمط يعتقد أن تنظيم الوقت بشكل دقيق يحوله إلى آلة. النمط الثاني في إدارة الوقت هو ذلك الإنسان الذي يدون المهام اليومية والموعد المحدد لإنجازها، هو الذي يجدول ساعات عمله بشكل يومي بكل دقة والتزام، هو الذي يقابلك في مكتبه لبعض الوقت، وفجأة يقول لك: انتهى الوقت المحدد لك، هو الذي يتناول وجبة الغداء بسرعة ودون متعة لأنه خصص لذلك 10 دقائق فقط! وربما يتناولها داخل المكتب أثناء العمل. الآن، سيكون السؤال المتوقع هو: أي النمطين أفضل؟ أعتقد أن من الخطأ أن أنصح باختيار أحدهما وإلغاء الآخر، لا يتفق مع المنطق ومع مبدأ الفروق الفردية أن أختار أحد النمطين وأقرر أنه هو الصحيح والمناسب للجميع. الفيصل في هذا الموضوع هو الإنجاز، والمصداقية في الالتزام بالمواعيد المحددة لتقديم الخدمة، أما التفاصيل المتعلقة بإدارة الوقت فهي تختلف من شخص لآخر وهذا أمر طبيعي. مصفوفة الوقت وإدارة الأولويات المشهورة التي وضعها ستيفين كوفي تحدد المهم وغير المهم، والعاجل وغير العاجل وتقترح التصرف المطلوب مع كل حالة. هذه المصفوفة قد تكون مناسبة للنمط الثاني المشار إليه، لكنها لا تناسب صاحب النمط الأول الذي يفضل العمل دون قيود. وهذا نمط يصفه البعض بالنمط الفوضوي الذي يؤدي إلى الإبداع خاصة في الأعمال الفردية الخاصة مثل الفنون، فهل يصلح هذا النمط للتطبيق داخل منظمات العمل.