الكاريزما هي الجاذبية الشخصية، وبينما يرى البعض أن الجاذبية شيء في طبيعة الإنسان فإن الكاتبة أوليفيا فوكس وضعت كتاباً تصف فيه عناصرها وتقول إنه علم يمكن أن يتعلمه أي شخص، ومما أتت به أن الجاذبية أنواع منها نوع يغفل عنه الكثيرون وإن كانوا يتبعونه بلا شعور، وهو جاذبية السلطة. تقول أوليفيا إن ولع الإنسان واتباعه للسلطة يمكن أن يصل إلى درجات مبالغ فيها. أدمغتنا مبرمجة أن تتبع وتهاب السلطة، والسلطة يُقصد بها أي مصدر له منصب قيادة أو خبرة وليس بالضرورة سلطة القوة. الذين يتحلون بهذا النوع من الجاذبية ليسوا بالضرورة محبوبين، منهم أسطورة كرة السلة مايكل جوردان الذي دائماً أسخط فريقه بكلامه وتصرفاته لكنه أوصلهم للبطولة باستمرار. هذا النوع من الجاذبية يعتمد على إحساس الناس بقوة وسلطة الشخص وأن لديه القدرة على التأثير في عالمنا. إننا نقيّم جاذبية السلطة بناء على 4 عناصر: لغة الجسد، المظهر، المنصب، ردة فعل الآخرين، والأولى أهم ما ننتبه له. يعدها نلاحظ المظهر، فنحن مبرمجون أن نلاحظ هذا لنعرف مدى تأثيره على حياتنا، فذوو النفوذ يستطيعون التأثير على الناس بالضرر أو النفع، نبحث عن أمارات القوة مثل الخبرة (معطف طبيب) أو السلطة (لباس شرطي)، وننتبه لعلامات الثراء والنجاح كالملابس الغالية. دراسة وجدت أن الناس تبعوا الذين يقطعون الشارع بشكل مخالف لأنظمة السير ممن لبسوا لباساً غالياً أكثر ممن تبعوا شخصاً في لباس عادي. دراسة أخرى فيها حاول شخص أخذ استبيان من متسوقين ولبس لباسين متطابقين غير أن أحدهما عليه علامة تجارية راقية، فلما لبسها وافق أكثر الناس، أما الأخرى فلم يوافق على أخذ الاستبيان إلا أكثر بقليل من العُشر. بل حتى أثرت على نيات الناس الخيرية، فأحدهم أتى بضعف العدد من التبرعات لما لبس لباساً عليه علامة تجارية شهيرة وكان هذا هو الفرق الوحيد بينه وبين لباسه الآخر. أخيراً يأتي منصب الشخص وردة فعل الناس تجاهه، وهذان أقل وزناً. لا تظن أنك ستنظر للناس بحيادية، فهذه التقييمات تحصل في عقلك رغماً عنك وفي أقل من ثانية!