يتربص فيروس كورونا المستجد، بواردات السيارات الجديدة خلال العام الحالي (2020)، وبخاصة وارادت الصين وغيرها من الدول المصنعة للسيارات والمصابة بفيروس كورونا، وتتجه هذه الصادرات إلى تسجيل تراجع جديد هذا العام، يضاف إلى التراجع الذي شهدته أسواق السيارات في الأعوام الماضية. ويتفق عاملون في معارض السيارات على أن هناك حالة من الارتباك والركود في مبيعات معارضهم خلال الشهر الماضي، وهي الفترة التي شهدت انطلاق موجة فيروس كورونا الجديد في العديد من دول العالم، مؤكدين أن هذا الحالة مستمرة على ما هي عليه، حتى انتهاء فترة القلق الصحي الذي أصاب العالم. وكانت واردات المملكة من السيارات خلال العام الماضي (2019) قد شهدت تراجعاً بنسبة 20.5 %، لتبلغ 440.922 ألف سيارة، مقارنة ب554.581 ألف سيارة في العام 2017. وسجلت واردات المملكة من السيارات خلال العام 2018، أدنى مستوى في 14 عاما، وبالتحديد منذ العام 2005، كما أنها سجلت تراجعا للعام الثالث على التوالي، وتراجعت قيمة واردات المملكة من السيارات بنسبة 18.4 %، لتبلغ نحو 35.601 مليار ريال في 2018 مقارنة ب43.635 مليار ريال في 2017. وتتوزع واردات السيارات إلى أربعة أنواع «السيارات الصغيرة والجيب»، التي تشكل نحو 87.8 % من إجمالي واردات السيارات في 2018، تلتها «سيارات النقل»، حيث تشكل نحو 10.1 %، ثم «الأتوبيسات»، حيث تمثل نحو 1.9 %، وآخرها «سيارات لاستعمالات خاصة»، إذ تشكل 0.2 % من إجمالي واردات السيارات العام الماضي، وتراجعت واردات المملكة من السيارات في العام 2018 بنحو 113.659 ألف سيارة بسبب انخفاض «السيارات الصغيرة والجيب»، إذ تراجع عددها بنحو 88.501 ألف سيارة بنسبة 18.6 % ليبلغ عددها في العام 2018 نحو 387.221 ألف سيارة كأدنى مستوى منذ العام 2005، مقارنة ب475.722 ألف سيارة في العام 2017. ويقول سلطان الحبيب المدير المسؤول في أحد معارض السيارات في الرياض: إن مبيعات معرضه آخذة في التراجع الملحوظ منذ الحديث على فيروس كورونا الجديد، وقال: «السيارات سلعة استهلاكية مهمة، ولكنها لا تنفصل عن الحالة الاجتماعية التي يعيشها الأفراد، وعندما يصاب هؤلاء الأفراد بالقلق أو عدم الاستقرار لأي سبب كان، تتراجع هذه المبيعات على الفور، وهو ما يحدث لنا الآن». وأضاف الحبيب: «ليس هناك فرق بين السيارات الصينية واليابانية والألمانية وغيرها من بقية الأنواع، فالجميع تعرض لتراجع مبيعاته هذا العام، إذا ما استمرت موجة فيروس كورونا في الانتشار، ولكن أستطيع التأكيد أن السيارات الثمينة أكثر تراجعاً من غيرها». من جانبه قال رضا اللويم: إن مبيعات السيارات الصينية في العدد، تفوق بقية الأنواع الأخرى، لرخص قيمتها، وقال: «المعرض كان يبيع نحو 8 سيارات في الشهر من الأنواع الصينية، وخلال الشهر الماضي تمكنا من بيع 4 سيارات فقط، والأمر نفسه ينطبق على بقية الأنواع التي تراجعت الأخرى، ولكن أملنا كبير في استعادة السوق لعافيته ونشاطه خلال الفترة المقبلة، وخاصة قبيل موسم الحج، حيث يزداد الإقبال على بيع السيارات من جميع الأنواع، خاصة سيارات الفان التي تستخدم في موسم الحج». وأضاف اللويم: «لا يقتصر التراجع على مبيعات السيارات الجديدة، وإنما شمل أيضا قطع الغيار، التي شهدت هي الأخرى بعض التراجع لم تتضح معالمه بعد، وينتظر أن تكشف المرحلة المقبلة المزيد من هذه الملامح». وحول تدوين بعض وكلاء السيارات في المملكة الآن عبارة «صنعت في دولة معينة» وليست في الصين قال، رئيس اللجنة الوطنية لوكلاء السيارات فيصل أبوشوشة: ليس باستطاعة أي وكيل في المملكة أن يتلاعب في مكان الصنع أو يغيّره، مؤكدا أن معلومات جميع السيارات الواردة إلى المملكة تكون مدونة وموثقة ولا يمكن تغييرها أو تحريفها من قبل الوكلاء، مشيرا، أنه لا تأثير على واردات المملكة من السيارات، ولكن قد يكون هنالك تأثير إذا استمر فيروس كورونا مدة أطول. ويرى الدكتور سالم باعجاجة أن «تراجع المبيعات في واردات السيارات أمر طبيعي، مع حالة التوجس من فيروس كورونا». وقال: «هذا الترجع لم يكن وليد فيروس كورونا، وإنما هو بدأ قبل نحو عامين، إذا تراجعت مبيعات السيارات في الأسواق السعودية بنحو 20 %، وهي نسبة كبيرة، تشير إلى تشبع الأسواق المحلية بشتى الأنواع، واتجاه المواطنين والمقيمين لشراء السيارات المستعملة نظراً لتراجع أسعارها». عمال يقومون بتجميع سيارات في أحد المصانع الأوروبية