توقع عدد من وكلاء السيارات عدم وجود تأثير كبير على معدل مبيعات السيارات بأسواق المملكة خلال هذا العام 2020م، جراء تفشي فيروس كورونا في بعض جهات العالم وانعكاس ذلك على تعطيل سلاسل إمداد الإنتاج في بعض الدول التي يتم توريد السيارات منها، نظرا لوجود مخزون جيد من موديلات العامين المنصرمين لدى مختلف الوكلاء والموردين والمسوقين، وأكدوا ل"الرياض" أن طبيعة سوق السيارات في المملكة تختلف عنها في كثير من الدول حيث يتوفر دوما لدى الوكلاء وفي السوق مخزون يتناسب مع حجم المبيعات وارتفاع الطلب المرتفع نتيجة لسهولة تمويل الشراء وقدرة المستهلك، ويسري ذلك على قطع الغيار التي تتوفر للسوق من عدد من الدول وليست مقصورة على بلد محدد. تنوع الإنتاج يكبح الأسعار والسيارات اليابانية أولاً ثم الكورية فالأميركية وقال رئيس اللجنة الوطنية لوكلاء السيارات بمجال الغرف السعودية فيصل عثمان أبوشوشة: إن تراجع مبيعات السيارات في الأسواق المحلية بالمملكة بتأثير تراجع التوريد من عدد من الدول المنتجة سواء بسبب كورونا أو غيره مستبعدا خلال هذا العام نتيجة لوجود مخزون مناسب ومطلوب لدى غالبية الوكلاء، كما أن حركة الشراء المتوقعة جيدة بدعم من استمرار تسهيل التمويل من طرف المصارف وشركات التمويل التي تتوسع في عمليات التمويل لأسباب عديدة في طليعتها ضمان التحصيل، وإضافة إلى ذلك فلا زالت هناك عوامل تدعم استمرارية حسنة للمبيعات منها قدرة المستهلكين وزيادة شريحتهم في المجتمع وهناك حسب علمنا قوائم كثيرة من السيدات اللواتي ينتظرن استخراج رخص القيادة كما أن نسبة النساء اللواتي يتملكن السيارات لا زالت في زيادة مضطردة تدعم مبيعات السوق، وأعتقد أن جل المبيعات من السيارات هذا العام سيكون مشابها للعام السابق فستبقى اليابانية محافظة على موقعها في طليعة المطلوبة ثم تليها السيارات الكورية والأميركية ثم السيارات الصينية التي بدأت تأخذ موضعا جيدا في السوق المحلي. بدوره قال عضو لجنة وكلاء السيارات بغرفة تجارة جدة المهندس عماد صالح محمد رجب: إن جميع المعطيات والبوادر منذ بداية العام الجاري 2020 تدعم استمرارية جيدة لمبيعات السيارات في أسواق المملكة، ورغما عن التأثيرات التي حدثت بسبب ظهور فيروس كورونا في عدد من الدول المصدرة وما قد يسببه ذلك من تعطيل للإنتاج وبالتالي الواردات إلا أننا متفائلون بمبيعات جيدة هذا العام فالقدرة الشرائية مرتفعة لدى المستهلكين نتيجة للتحسن الكلي للاقتصاد المحلي ولحجم السيولة في السوق بفضل ظهور نتائج إيجابية رؤية المملكة 2030 وصرف المستحقات للمقاولين والمتعاقدين مع الدولة. وقال عماد رجب: يمكننا القول إنه لا خشية على قطاع مبيعات السيارات هذا العام ولكننا قلقون تجاه طول فترة تعطل الإنتاج لفترات طويلة إذ يمكن أن يحدث ذلك نوعا من التباطؤ يتناسب مع طول تلك الفترة. بدوره قال الصناعي والمستثمر في تصنيع قطع الغيار خالد بحلس: إن توقف إمدادات قطع الغيار عن السوق المحلي بسبب عارض كورونا في عدد من الدول المنتجة غير وارد على المدى القصير والمتوسط وذلك نتيجة لعدم انقطاع الواردات من تلك الدول فحتى الصين أكثر دول العالم تضررا من الفيروس لا زالت هناك شحنات ترد للمملكة وهناك بدائل في دول كثيرة مثل ماليزيا وسنغافورة وتايلند وغيرها من الدول التي نقوم بالتصنيع فيها، ولكن خشيتنا تكمن في طول فترة التعامل مع الفيروس في الدول المتضررة والتي تكون مصدرا لقطع الغيار أو لبعض المواد المستخدمة في تصنيعه، فكلما طالت تلك الفترة كان التأثير أكبر على معدل الشحنات ويترتب على ذلك شح في المعروض وزيادة في السعر. وتضمن تقرير حديث صادر عن وكالة "موديز" للتصنيف الائتماني توقع تراجع بنسبة تصل 2،5 % في مبيعات السيارات في مختلف أنحاء العالم نتيجة لأزمة كورونا الجديد، تراجع المبيعات في الصين بنسبة 2.9 %، لتجنب الذهاب إلى معارض السيارات بسبب الخوف من العدوى ولأن الإنتاج قد انخفض بسبب وقف حركة التشغيل ونقص الإمدادات، وتوقعت "موديز"أن تصل نسبة التراجع في المبيعات في غرب أوروبا إلى 4 %، في حين سيكون تراجع مبيعات السيارات في السوق الأميركية بنسبة 1،2 %، في حين ستحقق السوق اليابانية نموا طفيفا في مبيعات خلال العام الحالي. وكانت سوق السيارات بالمملكة قد شهدت انتعاشا وعودة لزخم المبيعات خلال العام الماضي 2019م، حيث تجاوزت مبيعات سيارات الركاب والمركبات التجارية نصف مليون سيارة، نتيجة للنمو المضطرد في الاقتصاد الكلي للمملكة بدعم نجاحاتها المبكرة في برامج ومبادرات رؤية المملكة 2030، والتي انعكست إيجابياتها على قدرات المستهلكين إضافة إلى توسع شريحة المستهلكين في ظل إصدار عشرات الآلاف من رخص القيادة للسيدات. فيصل أبو شوشة عماد رجب خالد بحلس