دعا الزعيم الإيراني الأعلى علي خامنئي على تويتر الثلاثاء لإقبال كبير على الانتخابات البرلمانية لإظهار الوحدة في مواجهة "الأعداء" قبل أيام من التصويت الذي يعتبر استفتاء على شعبية المؤسسة الدينية الحاكمة. وقال خامنئي: "الإقبال الكبير سيظهر وحدتنا في مواجهة الأعداء". ورفض مجلس صيانة الدستور، المسؤول عن مراجعة طلبات الراغبين في الترشح، تأهل 6850 من المعتدلين والمحافظين للترشح مما صب في صالح المتشددين، كما لم يسمح لنحو ثلث النواب الحاليين بالترشح مجددا. وتجرى الانتخابات البرلمانية في إيران في 21 فبراير.ودعم خامنئي، الذي له القول الفصل في البلاد وسط نظام حكم مستبد، قرارات مجلس صيانة الدستور وقال إن البرلمان المقبل لن يكون به مكان لمن يخشون التحدث ضد الأعداء الأجانب.ونقل التلفزيون الرسمي عن خامنئي قوله "الانتخابات ستحيد النوايا الأميركية السيئة. التصويت هو هيبة إيران". وأردف، "نحتاج لبرلمان قوي لتحييد مؤامرات أعدائنا". إلا أن ثقة الإيرانيين اهتزت في الملالي بسبب الوعود الواهية والصعوبات الاقتصادية والكارثة التي تعرضت لها طائرة الركاب الأوكرانية الأمر الذي يخلق مشكلة عويصة للسلطات في الانتخابات البرلمانية. ومع اقتراب موعد الانتخابات، ساد جو من الوجوم بين الإيرانيين الذين أرهقهم تعاقب الأزمات مما ساهم في تحطيم ما كان لديهم من آمال في حياة أفضل قبل أربع سنوات فحسب. ولا يبشر ذلك بالخير للزعماء الذين يبتغون نسبة إقبال مرتفعة على مراكز التصويت. وقد بذل حلفاء خامنئي جهودا لضمان هيمنة المتشددين على الساحة الأمر الذي يعني أنه مهما كان الإقبال فإن الصقور الذين يريدون نهجا أكثر تشددا مع واشنطن ربما يشددون سيطرتهم على البرلمان. غير أن ضعف الإقبال سيضعف موقف زعماء إيران ويشجع منتقديهم سواء في الداخل أو في الخارج. وقالت طبيبة تواجه عيادتها في طهران صعوبات في توفير الأدوية المتخصصة "أنا شخص سبق أن أدلى بصوته. وكان أملي أن تتحسن الأمور عندما أدليت بصوتي في الماضي. والآن تم تجاوز كل الخطوط الحمراء". وأضافت، "هذه المرة لا أمل عندي. وبالتأكيد لن أدلي بصوتي". وتحطمت تلك الآمال بعد أن انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترمب من الاتفاق النووي في 2018 وأعاد فرض العقوبات على إيران في محاولة لفرض قيود أشد على أنشطتها النووية وتقييد برنامجها الصاروخي ووضع نهاية لدورها في حروب إقليمية تشنها أطراف أخرى بالوكالة.وقال علي العامل بمتجر للهواتف المحمولة في وسط مدينة أصفهان: "السبب الرئيسي لكل شيء هو الاقتصاد". وأضاف علي، لا أنوي الإدلاء بصوتي في الانتخابات. وقال "أدليت بصوتي عدة سنوات ولم يحدث ذلك أي فرق، فلم نشهد أي تقدم لكي نقول إننا نريد أن يتقدم هذا المرشح أو ذاك". وقال أحد المقيمين في طهران وهو من ملاك العقارات ولا يعتزم التصويت: "هذه السنة الأمور تسير من سيئ إلى أسوأ". وأضاف "بعد سقوط الطائرة فقدت الحكومة الكثير من أنصارها". ويتوقع المحللون أن يكون الإقبال منخفضا عن نسبة 62% المسجلة عام 2016 في الانتخابات البرلمانية.