أدلى الناخبون الإيرانيون أمس بأصواتهم في الانتخابات الاشتراعية، التي وقف فيها المحافظون والجناح المتشدد من أنصار الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، لضمان احتفاظهم بالسيطرة على البرلمان المقبل. وفي انتخابات لم يكن متوقعاً أن يشارك فيها أكثر من 50 في المئة من الناخبين البالغ عددهم 43 مليوناً، اختار الناخبون مرشحين ممن وافق مجلس صيانة الدستور على أهليتهم للمنافسة على 290 مقعداً يتشكل منها مجلس الشورى. ورفض مجلس صيانة الدستور طلبات ترشّح نحو 1700 سياسي بحجة عدم أهليتهم، معظمهم من الإصلاحيين. وأبكر الناخبون في مناطق عدة بالتوجه إلى صناديق الاقتراع، في وقت أكد وزير الداخلية الإيراني مصطفى بور محمدي"نسعى إلى الإعلان عن نتائج الانتخابات في دائرة طهران قبل بدء عطله النوروز". بداية السنة الجديدة في 20 الشهر الجاري. وأدلى المرشد الأعلى للثورة علي خامنئي، صباح أمس بصوته. وقال:"هذا يوم حساس بالنسبة إلى بلادنا وأمتنا... لحظة حساسة ستحدد مصير الأمة". وهاجم الولاياتالمتحدة والدول المقربة منها، واتهمها بالوقوف خلف الانتقادات الأخيرة الموجهة إلى الانتخابات في بلاده، والادعاء مسبقاً بأنها لن تكون عادلة أو نزيهة. وتحدث المرشد الأعلى عن"ليلة القدر التي يتم فيها تحديد مصير الإنسان كل عام". وقال أن"الشعب يقرر في هذه الانتخابات مصيره لفترة محددة"، داعياً الإيرانيين إلى الإفادة من كل حقوقهم في الانتخابات. وأرسل أمس تأييد خامنئي الرئيس محمود أحمدي نجاد في رسائل نصية على الهواتف المحمولة. وأدلى أحمدي نجاد بصوته في مركز اقتراع في مسجد جنوب شرقي طهران، بُعيد وصوله من السنغال، حيث شارك في قمة منظمة المؤتمر الإسلامي. وأشاد لدى خروجه من مركز الاقتراع، بما وصفه"العدد الهائل للمشاركين". وقبل عودته إلى طهران، وصف أحمدي نجاد من دكار، واشنطن بأنها"عدوة الانسانية جمعاء"بسبب العمليات العسكرية التي تقوم بها في الشرق الأوسط ودعمها إسرائيل. وأضاف :"ليست فقط عدوة الاسلام بل عدوة الانسانية جمعاء". وأعرب عن اعتقاده بأن النزاع مع أميركا وشركائها الغربيين حول مسألة البرنامج النووي الإيراني انتهى،لكن العمليات العدائية ستستمر. أما رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني، فقال بعد الإدلاء بصوته شمال إيران،:"إن تشكيل مجلس نيابي جيد، ومدافع عن الناس والثورة، والبلاد، سيصيب الأعداء باليأس والإحباط، وأن الجميع سينتصر ماعدا الأعداء". وشدد على أن المشاركة في الانتخابات هي"واجب إسلامي ووطني". تجاوزات في المقابل، تحدث رئيس مجلس الشورى الإيراني السابق مهدي كروبي، احد زعماء التيار الإصلاحي عن"بعض التجاوزات"في سير العملية الانتخابية. وقال ان بعض انصاره اخبروه ان اشخاصاً كانوا يدخلون مراكز اقتراع"بنيات سيئة... ويضعون لوائح على الطاولة"التي كان الناخبون يملأون اوراق اقتراعهم عليها، ويطلبون منهم الاقتراع للاسماء على اللوائح. وعبر عن"الأمل"بأن يوضع حد لهذه التصرفات"بعد ان تكلمت مع الداخلية"، لكنه قال في المقابل ان"مشاركة الشعب في الانتخابات كانت جيدة". وفي مدينة قم، أدلى السكرتير السابق لمجلس الامن القومي علي لاريجاني بصوته وكذلك صوت في المدينة عدد كبير من علماء الدين. وحض امام جمعة المدينة ابراهيم اميني، على مشاركة واسعة في الانتخابات واختيار النواب الأكثر كفاءة. اللوائح والتحالفات وبرز العديد من التحالفات، أبرزها ثلاث قوائم رئيسة واحدة تجمع الأصوليين، واثتنان أخريان للإصلاحيين. ويتجمع الأصوليون تحت قائمة مركزية واحدة تسمى"الجبهة الموحدة للأصوليين"، في حين يتوزع الإصلاحيون على قائمتين منفصلتين لكنهما متحالفتان في العديد من المناطق، وهما"ائتلاف الإصلاحيين"التي تضم أنصار الرئيس السابق محمد خاتمي، ولائحة حزب"اعتماد ملي"الثقة الوطنية، من أنصار رئيس البرلمان الإيراني السابق مهدي كروبي. وتعتبر قوائم"الائتلاف الشعبي للإصلاحات"و"الاعتدال والتنمية"و"الجبهة الشاملة للمعتدلين"و"الإصلاحيون الشباب"من القوائم الأخرى الفاعلة في الجبهة الانتخابية للإصلاحيين. وتضم"الجبهة الموحدة للأصوليين"ثلاثة توجهات مؤثرة، وهي"الرائحة العطرة للخدمة"، وهم الداعمون لحكومة الرئيس الحالي محمود أحمدي نجاد، و"جبهة السائرين على نهج الإمام والقيادة"، و"الأصوليون الداعمون للتطور والفدائيون"، وهي تحظى بدعم أطياف واسعة في التيار الأصولي، وتبلورت خلال الشهور الماضية إثر مشاورات طويلة مع الشخصيات البارزة فيه. وهناك قوائم أخرى تمثل الجناح الأصولي، وهي"الائتلاف الشامل للأصوليين"التي تنتقد الحكومة الحالية، إضافة إلى العديد من القوائم الموازية للقائمة المركزية لدى التيار الأصولي، تمثل أطيافاً عدة في هذا التيار أهمها"الجبهة الشعبية للأصوليين المستقلين"و"حزب العدالة والتنمية"القريبة من الأصوليين المعارضين للحكومة، و"الائتلاف الكبير لحزب الله"و"الجبهة الموحدة للنساء الأصوليات"، ويترشح فيها 10 نائبات، و"حزب إيران الشامخة"و"مجمع الوحدة الإسلامية الإيرانية"و"ائتلاف المفكرين الأحرار". صوت لضرب"العدو" وجاء في فيلم دعائي بثه التلفزيون الرسمي قبل فتح نحو 45 الف مكتب اقتراع صباحاً، ان"كل بطاقة اقتراع توضع في الصندوق تشكل ضربة قاسية للعدو". وفي مكتب تصويت اقيم في حسينية ارشاد المسجد الواقع في وسط طهران، اشار موظف رسمي الى نسبة مشاركة ظهراً"تقارن بتلك التي سجلت المرة الماضية". ووصف نائب وزير الداخلية الإيراني علي رضا افشار يوم أمس بأنه"يوم مجيد"، مشيداً بنسبة المشاركة المرتفعة في الانتخابات، من دون ان يعطي اي ارقام حول هذه النسبة.