هناك من يعتقد أن رياضة الغولف مجرد لعبة الهدف الرئيسي منها العمل على إسقاط كرة صغيرة ذات مواصفات معينة في حفرة صغيرة بواسطة مضرب معين، ولكن من قُدر له أن يمارسها سيكتشف أنها ذات خصائص فريدة ليكون الصبر والسيطرة على الشخصية من أهم خصائصها المهارية، ومع الدقة والتركيز العاليين إلا أنها كما يؤكد محللوها والعارفون ببواطنها رياضة تُعلّم عدم الاستسلام للفشل وتقاومه، بل وتزيد من الاعتداد بالنفس والطموح، إذ يعتبر رئيس اتحاد الغولف ياسر الرميان من الذين اكتشفوا في رياضة الغولف كل تلك الصفات، كممارس ذي انتماء لهذه اللعبة وبما جعله أحد عرّابيها في المملكة العربية السعودية، كما استطاع الرميان أن يستقي التوجه الاستثماري والرقي التنظيمي للأحداث التنموية والرياضية من النموذج السعودي للفكر المتطور المتطلع نحو الأفضل، المتمثل بولي العهد رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية الأمير محمد بن سلمان، عرّاب وراعي رؤية السعودية 2030، التي ستجعل من السعودية مقصدا استثماريا وتنمويا ورياضيا متفوقا ومتقدما، لا سيما أن من أساسيات الرؤية السعودية جذب المجتمع العالمي للاستثمار في المملكة. من جهته، أعلن رئيس اتحاد الغولف ياسر الرميان استضافة المملكة للجولات الأوروبية لمحترفي الغولف، المقرر إقامتها نهاية الأسبوع الحالي من 31 يناير وحتى 4 فبراير بملعب الغولف «رويال غرينز» في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، بمشاركة المصنفين الأوائل عالميا، مشددا على أن «هذه الاستضافة تعكس سعينا الحثيث نحو جعل هذه البطولة واحدة من أهم بطولات الغولف على مستوى العالم، ونطمح منذ البداية إلى تنظيم حدث يبرز الوجه الحضاري للمملكة ومستقبلها المشرق للمنطقة والعالم، وها نحن نسير على الطريق لتحقيق ذلك». ويضيف الرميان: «من خلال منشأة الغولف عالمية السمات لدى نادي رويال غرينز للغولف، فإننا نتطلع لأن نصبح محط أنظار العالم ونسلط الأضواء على الأصول والثقافة والتراث العريق وبيئة الأعمال المميزة التي تحتضنها المملكة وما نملكه من مقومات وكوادر لإنجاح هذا الحدث، وسيحظى اللاعبون العالميون المشاركون في البطولة بإحدى أروع البطولات تنظيما وأكثرها تميزا». وأوضح الرميان أن إقامة البطولات الكبرى على أرض السعودية لا تتوقف فقط على الاستثمار ونشر الرياضة، بل تتعداه ووفقا لرؤية 2030 من أجل بعث حياة جديدة بدنياً وتطلعات بطولية أكبر للشاب والشابة السعودية، إضافة إلى أنها وسيلة من أجل بناء الفكر السعودي الجديد والإيمان بأن الرياضة جزء مهم من الثقافة العامة للبلاد، مؤكدا أن هذه البطولة ستكون ذات تميز كبير جدا وفقاً لمشاركة أفضل لاعبي الغولف في العالم في منافساتها مع نخبة من نجوم العالم، في مقدمتهم متصدرو التصنيف العالمي لمحترفي الغولف. ويتنافس المشاركون في البطولة على حصد جوائز تقدر قيمتها ب3.5 مليون دولار، وستساهم في تحديد هوية المتصدر للترتيب العالمي، ولعل اللافت أكثر في هذه البطولة، التي ستنقلها نحو 240 قناة تلفزيونية وسيحضرها محبو هذه الرياضة من كثير من دول العالم، أن المستضيف، نادي الغولف «رويال غرينز»، هو أحدث الملاعب العالمية التي تنظم سلسلة بطولات الجولات الأوروبية، وأول ملعب غولف بالمملكة يستضيف إحدى البطولات المصنفة على مستوى العالم.