ظلت ممارسة الفتيات للعزف على الأدوات الموسيقية أو الغناء من الأنشطة المستترة في المملكة لسنوات طويلة، وبخطى جريئة بدأت عدد من الفتيات في المملكة (مواطنات.. ومقيمات من جنسيات عربية) بالظهور في مراكز بيع الأدوات الموسيقية لاقتناء آلات الموسيقى والتدرب على العزف. ولا يخفى، ما يمتلكه المجتمع السعودي من ثراء ثقافي كبير في مجال التقاليد الموسيقية بأشكال وثقافات فرعية متعددة، ظلت تحت سلطة العادات والتقاليد المجتمعية خاصة فيما يتعلق بالمرأة ولم تر النور ومن تلك القوانين والتقاليد المجتمعية، تجريم ممارسة الفتيات لهواية العزف أو الغناء إلا في نطاقات ضيقة جدا ووسط حضور نسائي فقط، إلا أن الحياة العصرية ومتطلباتها اليوم أباحت للفتيات ممارسة العزف على الآلة الموسيقية، وأعطتها الكثير من الخيارات لعيش حياتها بعيدا عن تلك العادات والتقاليد التي كانت تحكمها في السابق. «الرياض» ترصد شبكات مشبوهة لتعليم العزف عام تمكين المرأة بالسعودية يوصف عام 2017 م بأنه «عام تمكين المرأة بالسعودية» إلا أن عام 2018 قد زاد عليه بتمكينها في أمور مستجدة منها قيادة المركبة، وتبعها إقرار قانون التحرش الذي يؤكد حرص ومتابعة القيادة على المحافظة عليها كقيمة معيارية إنسانية، وقرار ممارسة الرياضة للفتيات بالمدارس والسماح للأسر بدخول مباريات كرة القدم، وكذلك السماح للسعوديات بالمشاركة في الألعاب الأولمبية، ومنح تراخيص قيادة الطائرات للمرة الأولى في تاريخ المملكة، ثم زاد عام 2019 عليهما بأن تبوأت المرأة السعودية لأول مرة منصب «سفير» في صورة مشرقة لقدرات وكفاءة السعوديات في كل مجال. عيون الفتيات بالمملكة تتخطى مقود السيارة ومع تحقيق المزيد من الصلاحيات الممنوحة للمرأة بالمملكة ضمن رؤية 2030 التي تستهدف رفع نسبة مشاركة المرأة السعودية في سوق العمل بنسبة 30 في المئة، إضافة إلى تبوئها مناصب سياسية، فضلاً عن مشاركتها الفعالة في مجلس الشورى والمجال الأمني، وتوليها المناصب العليا في قطاع التعليم، وترشيح نفسها لعضوية رئاسة البلدية، وتمكين المرأة السعودية ودعم قدراتها بالتأهيل وإتاحة الفرص لجعلها شريكًا حقيقيًا فاعلاً في بناء الوطن والتنمية. نجد أن (عيون الفتيات) واهتماماتها تخطت موقود السيارة فحلم الفتاة في السابق بقيادة السيارة أو تولي القيادة كانت تحكمه العادات والتقاليد المجتمعية واليوم أصبح الحلم حقيقة ولم تعد عيون الفتيات تركز على قيادة السيارة فقط أو تولي مسؤولية القيادة في موقع معين، فأصبحت حرية التعبير وحرية ممارسة الهواية حقا مشروعا وممارسا لها، وأصبحت هناك العديد من المهن والهوايات التي أصبحت تمارسها الفتاة بالسعودية سواء المواطنات أو المقيمات حسب التغير الاجتماعي الذي يعيشه المجتمع اليوم ويشهده العالم من حولنا. «الرياض» في تقريرها اليوم ترصد أقبال الفتيات على دراسة العزف والغناء وهي من الهوايات التي كانت من المحظورات اجتماعيا على النساء بالمجتمع السعودي، وكان من يمارسها عدد محدود فقط من طبقات معينة أما اليوم فأصبحت مثل هذه الهوايات من الأمور الروتينية، وربما تصبح ضرورة ومتطلب في الجامعات والمدارس قريبا أو مهنه مطلوبة في بعض مؤسسات الترفيه بعدما بدأت بعض الجامعات والمعاهد تعلن عن دروات تدريبية قصيرة لتعلم العزف والغناء لطالباتها، وربما يأتي يوم نسمع فيه عن عازفة حارتنا، أو ربما يتقدم شاب لخطبة فتاة وتكون من شروط قبولها الزواج أن تستمر في عملها كعازفة!. سوزان تهرب من الجامعة للعزف!. الطالبة الجامعية سوزان، واحدة ممن وجدن ملاذها في تَعلُم العزف على الغيتار، الذي تلجأ إلى نغماته ليلاً بعد عنا المذاكرة وانتهاء المحاضرات الجامعية على حد تعبيرها وتجدها أيضا فرصة للاسترخاء وتأمل التغيرات التي يمر فيها المجتمع اليوم، والأحداث العالمية . تقول سوزان ل«الرياض»، إن «العزف على الغيتار ولو لوقت قصير يُذيب متاعب الاستذكار وإزالة إرهاق متابعة المحاضرات اليومية، ودائماً أجلسُ ليلاً بغرفتي، فتأخذني فأبدأ بالعزف وممارسة التأمل في أحداث العالم، وكأنني أغسل روحي، حيث تنسيني الموسيقى كل شيء آخر، وتجعلني أشعر بسعادة غامرة». وتضيف «بدأتُ تعلّم العزف على الغيتار منذ نحو ثلاثة أعوام، عندما كنت في المرحلة الثانوية، وكنت في وقتها أمارس هوايتي بالخفية داخل الأسرة، وأتعلم من بعض مواقع التواصل الإجتماعي ( اليوتيوب)، وساعدني أن ترتيبي الأولى من بين شقيقاتي وعدم وجود أشقاء لدي ذكور لي ممارسة هوية العزف، وكان الوالد في البداية يعارض هذه الهواية لكنه مع الوقت لم يمانعني في ممارسة هوايتي خاصة أنها تخضع لرقابة داخل المنزل، وربما في خفيه عن كثير من الأقارب. وعن أبرز المشاكل والصعوبات التي تواجه الفتيات في ممارسة هواية العزف قالت سوزان ل»الرياض» في أعوام كانت هناك مشكلات تتمركز قوة سيطرة العادات والتقاليد وطبيعة المجتمع المحافظة خاصة في القيود المرتبطة بالمرأة في المجتمع السعودية، أما اليوم في الوقت التي منحت فيها الفتاة في السعودية العديد من الصلاحيات ومنها قيادة السيارة، والعمل في مختلف المهن، ومع بروز ثقافة الترفيه وغيرها وثورة الإنترنت أصبحت الأمور مسيرة وبدأت الفتيات ينظرن الى العزف ليس كهواية كما كان في السابق لكن ربما يأتي وقت وتصبح مهنة ووظيفة لكثير من الفتيات في المجتمع السعودي خاصة بعد مبادرة بعض الجامعات على عقد دورات لتعليم العزف مما فتح باب الأمل أمام الفتيات الهوايات للعزف ولتذوق النغم الموسيقي. بدور: زميلتي حلمت بي عازفة المستقبل فيما تقول بدور طالبة ثانوي إنها كانت تزور زميلتها في منزلها بين فترة وأخرى وكانت زميلتها مولعة بهواية الآلات الموسيقية وكنت أتابعها على استحياء، وفي أحد الأيام قالت لي زميلتي أن أرى فيك عازفة مستقبل لكن يجب عليك أن تتشجعي وتمارسي العزف وبدأت تدربني في منزلها عندما كنت أزورها في عطلات نهاية الأسبوع وأخيرا أهدتني أحدى آلاتها الموسيقية وقالت صارحي أهلك ومارسي هوايتك، وتشجعت وأبلغت والدتي التي كانت معارضة في البداية ومع إلحاحي المستمر وافقت على أن أقبل هدية صديقتي وأمارس هوايتي في المنزل بالعزف وكانت زميلتي بالمدرسة هي السبب وراء تعلمي العزف على الآلات الموسيقية سرا عن أهلي في البداية الذين كانوا رافضين فكرة تعلمي للعزف في بادئ الأمر وتقبلوا رغبتي بعد إصرار مني، ومنذ عامين بدأت التعلم على آلة الكمان وكان صعبا خاصة عند عدم وجود معلم وبعد سنة تعلمت العزف على آلتي الناي، وبدأت منذ شهرين تعلم العزف على الجيتار على يد معلم من جنسية عربية عثرت على كرت له في سوق الآلات الموسيقية بالحلة وسط الرياض. وقالت بدور في حديثها ل»الرياض» إنها اكتشفت كثيرا من الفتيات يردن تعلم العزف لكنهن يواجهن صعوبة عدم وجود من يعلمهن ولا يوجد مؤسسات رسمية تمارس تعليم الموسيقى، وأبدت بدور مخاوفها من شبكات تمتهن تعليم الموسيقى ومدى احترافهم للتعليم، مضيفة إنها درست العزف على حسابها الخاص رغم كون أهلها من ذوي الدخل المنخفض، متمنية أن تصبح محترفة بالعزف وتدرس في معهد معتمد، لتعليم العزف على كل الآلات الموسيقية. هواية العزف تشهد إقبالا من الفتيات بالسعودية تقول (أماني) إحدى الفتيات المقبلات على تعلم العزف ل «الرياض» عن تجربتها مع من يقيمون تلك الدورات التدريبية بعد عشقي العزف على البيانو قبل سنوات وأثناء تسوقي في أسواق بيع آلة الموسيقى وسط العاصمة الرياض بدءا الكثير من العاملين في السوق وبعض الجائلين بعرض خدماتهم لي للتدريب على الموسيقى من خلال كروتهم الشخصية والتعريف بأنفسهم وبدأت أتعامل مع أحدهم بعد التفاوض معه على سعر معين ومكان تلقي الدورة التدريبية، وأكدت أماني أنها رغم رفضها التعليم بهذه الصورة وعلى أيدي غرباء على حد تعبيرها إلا أنها قالت إن ذلك كان الحل الوحيد للتدرب وممارسة الهواية على العزف حيث لم نجد أي معهد أو أي جمعية تعلن مبادرتها لتعليم الموسيقى خاصة للفتيات، كما طالبت أماني الجهات المعنية بوضع تنظيم خاص لتعليم الفتيات الموسيقى وفق ضوابط ورقابه للمحافظة على الخصوصية الشخصية، خاصة أن هواية العزف على الموسيقى بدأت تشهد إقبالا كبيرا من الفتيات بالسعودية سواء من المقيمات أو من المواطنات، بعد الصلاحيات التي منحت للفتيات في السنوات الأخيرة للمرأة بالسعودية بدءا من قيادة السيارة، وحفظ الحقوق، والعمل في عدد من المهن التي كان يمنع عملها فيها، والتشجيع على ممارسة الرياضة النسائية، وكذلك حضور المباريات، وبرامج الترفيه. شبكات مشبوهة في غياب المؤسسات الحاضنة وفي وسط العاصمة (الرياض) وبالقرب من سوق (الحلة) رصدت «الرياض» شبكات مشبوهة لبعض (المخالفين) من العمالة من جنسيات عربية لاستقبال الفتيات الراغبات في التدرب على تعلم الموسيقى بدورات غير رسمية ربما تقام بداخل محلات بيع الأدوات الموسيقية، وربما في بعض المنازل القريبة من السوق، إضافة أن عددا من المدربين يقدم خدماته في المنزل للفتيات الراغبات في تعلم الموسيقى لجميع الفئات وتدريبهن على اختيار الآلة الموسيقية المحببة للفتاة سواء آلة غربية وشرقية للتّعلم عليها، مثل البيانو والعود والغيتار والكمان والقانون وغيرها، وذلك من خلال دورات تدريبية مقابل مبالغ مالية عالية، بعد عرض خدماتهم لتعلم الموسيقى للموهوبات. طالبات وموظفات يقفن في طوابير تعلم العزف!. فيما يؤكد أحد العاملين بالسوق أن دورات التدريب على الموسيقى تشهد في السنوات الأخيرة إقبالا كبيرا خاصة من الفتيات (مقيمات. ومواطنات) مشيرا أن غالبية الفتيات لم يعدن يخشن الحرج أو الخوف في السؤال عن مدرب أو معلم للتعليم والتفاوض معه مشيرا أن غالبية المدربين ممن يعرضون خدماتهم داخل السوق على المتسوقات أو المتسوقين يقدمون عروضا في التعليم ومناهج تعليمية تطابق إلى حد ما المناهج الأكاديمية التي تقدم في المدارس الخارجية ومطابقة لما يُدرس في الكليات والمعاهد الموسيقية بالخارج على حد تعبيرهم، وعن المقبلين على المدربين المتواجدين بالسوق يقول أبو عمر هناك إقبال كبير في الفترة الأخيرة حيث تتراوح الأعمار ما بين 10 و50 عاماً، يختار كل منهم المستوى الذي يريد الوصول إليه في مراحل الدراسة، فالبعض يكتفي بتعلم مهارة العزف على الآلة التي يعشقها، ثم يواصل التدريب منفرداً، وآخرون يكملون الدراسة والتدريب ويتعلمون النوتة الموسيقية والمقامات». ويستدرك (أبو عمر) حديثه ل»الرياض» أننا هنا نقوم ببيع فقط الأدوات الموسيقية أما من يقدمون تلك الدورات هم من خارج السوق مشيرا أن الوتريات مثل العود والغيتار والكمان، وآلات النفخ مثل الناي، تعد من أكثر الآلات الموسيقية التي تشهد إقبالاً واسعاً على تعلمها، وتجتذب هواية العزف على الآلات الموسيقية مهناً كثيرة، بينهم موظفات وطالبات، ومهن متنوعة. فتاة تعزف على الكمان زميلتي بالمدرسة توقعت أن أكون عازفة مستقبلاً التدريب على العزف يلقى رواجاً كبيراً سلطة العادات والتقاليد المجتمعية حجمت من بروز هواية العزف