جرت العادة في الموسيقى العربية أن يجيد فنان العزف على آلة موسيقية واحدة، وفي أحيان قليلة على آلتين. ولكنه عندما يعزف ضمن فرقة موسيقية، او يقدم عزفه الافرادي فإن ذلك يكون على آلة موسيقية واحدة. ولكن ظهر قبل فترة في دمشق عازف يلعب على آلات موسيقية عدة. وهو رامز غنيجة الذي كان نجم هذه الظاهرة. ورامز غنيجة في الأساس عازف كمان. درس العزف عليه على يد رعد خلف والخبيرة الروسية نتاشا، مدة خمس سنوات. ودرس الموسيقى العربية ومقاماتها على يد الموسيقي العراقي حميد البصري. وعزف ضمن الفرقة السيمفونية الوطنية السورية وأوركسترا"زرياب"، وأوركسترا طرب، وفرق أخرى. بعدها تعلم العزف على العود باجتهاد شخصي. ودرس آلتي البزق والتار على يد الخبير الأذري عسكر علي أكبر. والتار آلة أذرية من اذربيجان مؤلفة من وترين وشكلها شبيه بالكمان، لكن لها ذراعاً طويلة تشبه ذراع البزق. ومنذ نحو سنة ونيف أقام أمسية فريدة من نوعها في دمشق، حينما وضع على المسرح الآلات الأربع الكمان والعود والبزق والتار. وبدأ يعزف عليها الآلة تلو الأخرى، وسط دهشة الجمهور واستمتاعه. وفي آخر مرة قدم فيها رامز هذا النوع من العزف، فاجأ الجمهور بإضافة آلة خامسة هي الغيتار العادي الاسباني. ليشكل ظاهرة فريدة من نوعها في دمشق وربما في الموسيقى العربية. وهي أن يعزف على خمسة آلات موسيقية في حفلة واحدة. ورامز غنيجة مؤلف موسيقي أيضاً. فهو يعزف على هذه الآلات مقطوعات موسيقية من تأليفه، راعى فيها خصوصية كل آلة. وأحياناً يقدم الموسيقى التراثية. وعن الغاية من هذه الخطوة، أجاب أنه حقق فائدة كبيرة إذ ساعدته هذه الآلات على تطوير قدراته الموسيقية سواء في العزف أم التأليف الموسيقي. وأبدى تصميمه على إضافة آلات موسيقية أخرى إلى مجموعته، بحيث يشكل لوحده فرقة موسيقية يقدم فيها العزف الافرادي على آلات فرقة موسيقية كاملة... بالتناوب طبعاً. نشر في العدد: 17047 ت.م: 2009-12-06 ص: 35 ط: الرياض