تحل اليوم الذكرى الخامسة لمبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - وتوليه مقاليد الحكم ملكاً للمملكة العربية السعودية، ونستذكر اليوم حجم الزيادة المالية التي تقدمها الدولة - حفظها الله - لمواطنيها في ميزانية هذا العام 2019م، حيث رصدت حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - ميزانية إنفاق تتخطى التريليون ريال، تدخل "المملكة" ب"رسالة" واضحة تؤكد الدولة من خلالها أن "التنمية" خيارُها الإنساني والاجتماعي والاقتصادي الأول، وأن "مواطنَها" هو هدَفُها الاستراتيجي، وأنها عازمة على استكمال مسيرتها في طريق التنمية، وحيث تضع المواطن مشغلاً رئيساً لمحركات الاقتصاد الوطني. ميزانية التريليون وطرح أرامكو للاكتتاب ومواسم المملكة تشير إلى بوصلة «السعودية الجديدة» فعندما أعلنت المملكة ميزانيتها الأولى كانت قبل نحو 88 عاماً، حيث بلغت آنذاك 14 مليون ريال، وبالمقارنة مع ميزانية اليوم 1440 - 1441ه، فقد قفزت إلى 80 ألف ضعف، لتصل إلى 1,106 تريليون ريال، في الوقت الذي أكدت حكومة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - أن ميزانية ال"تريليون" ستوجه لتحقيق رؤية المملكة 2030 من خلال التركيز على المشروعات المستدامة، والتنمية الداخلية، والبنى التحتية والمشروعات، بالإضافة للشراكات الأجنبية، وستتولى الدولة استكمال عجلة التنمية بتحسين مستوى الخدمات، الأمر الذي يستدعي المزيد من الإنفاق، فيما يبقى النفط أهم الموارد الرئيسة للإيرادات خلال السنوات المقبلة، إلا أن الدولة تعمل على عدم الاعتماد على النفط فقط حيث تراجع نسبة الاعتماد على النفط 57 % من الإيرادات، مما يقلل من العجز في نهاية العام. وأشارت الميزانية إلى أن الإنفاق يبلغ "تريليون ومئة وستة مليارات ريال" بزيادة تبلغ 7 % وجاءت الميزانية متناغمة مع التوقعات، إذ يتوقع أن تبلغ الإيرادات "تسع مئة وخمسة وسبعين مليار ريال" بزيادة تبلغ 9 %. فتح الآفاق وشهدت المملكة منذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - مقاليد الحكم، سلسلة من التغييرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والهيكلية، طالت العديد من الملفات المفتوحة، والمؤجلة، واستهدفت بالدرجة الأولى تحضير البلاد لاقتحام العصر الحديث بأدوات تنافسية، بحيث تتخلص من تبعات الاقتصاد الريعي، باتجاه صناعة اقتصاد منتج ومتعدد الجذور، لا يهتز لاهتزاز الأسواق، ولا يخضع لحساباتها، كما استهدفت في نفس الوقت تحضير البيئة الاجتماعية لفتح المسافات المطلوبة لاقتصاديات التنوع، وفتح آفاقها أمام شباب الوطن على اعتبار أنهم هم سواعد هذا البناء الجديد، وكان لزاما أن تحرك هذه التغييرات ملفات كانت فيما مضى مما لا يمكن الاقتراب منه حفاظاً على الرتم السائد، والذي كانت تسيطر عليه بعض الأفكار الأيديلوجية التي قيدته وحرمته من استثمار قدراته الاقتصادية، لدفعه للمنافسة الدولية عوضا عن حشره في خانة الاستهلاك. صناعة التغيير وبوصول خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - أيده الله - إلى سدة الحكم، وإيمانه العميق بضرورة وجود قيادة شابة تعي متطلبات هذا العصر واستحقاقاته، لتنفيذ إرادته السياسية بنقل المملكة من محطتها السابقة كدولة غنية لها اقتصاد كبير، إلى استثمار هذه المكانة، والبناء عليها لوضعها في المكان الذي تستحقه، لذلك كان اختيار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - ولياً للعهد بمثابة إعلان انطلاق السعودية الجديدة برؤية هذا الشاب الذي يتقد نشاطا وحماسا، وهو الذي يمتلك كل مقومات صانع التاريخ، حيث أحرزت المملكة خلال هذه السنوات بهذه الإرادة السياسية العظيمة من زعيم الأمة وقائدها، وبخطى وديناميات سمو ولي عهده ما لا يمكن إنجازه في أربعين عاما، وقد استعرضت الكلمة الملكية أمام الشورى مؤخرا بعض ملامح هذه المنجزات، حيث لم يسبق أن سجل التاريخ طفرة في صناعة التغيير، تميزت بالثقة، والتمكن، والإيمان بالأهداف، مثلما حدث في بلادنا، والتي أصبحت محط أنظار العالم بما تنجزه على مدار الساعة، حتى بات اسم سمو ولي العهد أيقونة دولية لقوة القرار، ومثالا عصريا يحتذى في القدرة على صناعة التغيير، وفهم واستيعاب تطلعات الناس، ثم صهرها وصياغتها في الحال بمشروعات تنموية لبناء المستقبل الذي يحلم به كل مواطن لبلاده. إن ما حدث ويحدث في المملكة أشبه ما يكون بعملية "نفض السجاجيد"، للتخلص من غبار الفساد، وعث المصالح الأنانية، وسوس الإهمال، ومن ثم رش العطر "مشروعات ومبادرات"، تمهيدا لانطلاق وطن يعانق بهامته قرص الشمس. و"الرياض" تطرح بعض ملامح ومنجزات الدولة في ذكرى البيعة الخامسة، فعلى الصعيد الاجتماعي والثقافي والفني والترفيهي والسياحي، أطلقت المملكة التأشيرة السياحية ودخل المملكة منذ سبتمبر الماضي 50 ألف زائر بالتأشيرة السياحية، وعدد المتقدمين 140 ألف شخص، إلى جانب بدء "مواسم السعودية" التي تعمل عليها الهيئة العامة للترفيه ووزارة الثقافة وعدة جهات أخرى، بهدف أن تكون المملكة مقصدا سياحيا أولياً على مستوى دول المنطقة، إلى جانب رفع الإيرادات من دون الاعتماد على النفط. اكتتاب أرامكو وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - طرحت جوهرة النفط العالمية شركة أرامكو السعودية جزءا من أسهمها للاكتتاب للمواطنين، وهي خطة اقتصادية كشف عنها ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - في 4 يناير 2016، ووعد بتنفيذها كجزء من مشروع إصلاح اقتصادي شامل تقدّم بهِ وعُرِف باسم رؤية السعودية 2030، بهدف استحداث أسلوب الإدارة ونظام التدقيق الغربي في أرامكو السعودية الموصوفة بأنها "عملاق النفط العالمية"، وتحويل الاقتصاد السعودي القائم على النفط ليصبح اقتصادًا مُتنوعًا وعالميًا، وحسب التقييم الأولي، ستتراوح قيمة الشركة السوقية إثر الاكتتاب بين 1.6 و1.71 تريليون دولار، ومن المتوقع أن تصل قيمتها إلى تريليوني دولار أميركي وذلك مع إدراجها في مؤشرات الأسهم العالمية. فيما تسلمت المملكة رئاسة G20 في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - وأعلنت أن البرنامج يدعم نمو والابتكار في العالم، يمكن شعوب العالم ويحافظ على الأرض، يحقق الرفاهية للشعوب، يتوافق مع برامج ورؤية 2030، يتضمن صياغة سياسات وحلول للتصدي للتحديات. وعلى الصعيد الإنساني أعلن مشروع إعادة وتأهيل الأطفال المجندين والمتأثرين بالصراعات في اليمن، الممول من مركز الملك سلمان للإغاثة الإنسانية، أعلن إعادة تأهيل 426 طفلاً يميناً جندهم الحوثي. مدن سياحية وترفيهية وتسللت التغييرات التي شهدتها المملكة في السنوات الماضية إلى عدد من المجالات بينها الاجتماعي إذ شهدت السماح للنساء بالقيادة وحرية السفر بعد سن ال21، حيث أعلنت المملكة لائحة جديدة من التعديلات تمنح المواطنات السعوديات الحق في الحصول على جوازات سفر، والسفر دون موافقة أولياء أمورهن "مثل جميع المواطنين"، وتغيرات أخرى في المجال الفني والثقافي والترفيهي عبر تنظيم حفلات غنائية غير مسبوقة بمشاركة فنانين عرب وأجانب، وفتح دور سينما وغيرها، إلى جانب البدء في إنشاء مدن سياحية وترفيهية واقتصادية مثل نيوم والقدية ومشروع البحر الأحمر.. وغيرها، والعمل على جذب الاستثمارات الأجنبية في قطاع السياحة، وفي هذا الخصوص، منحت المملكة تراخيص لشركات أجنبية عاملة في هذا القطاع، من بينها SIX FLAGS وهي أكبر شركة ترفيهية في العالم، ولذا سلطت الرؤية 2030 الضوء بصورة رئيسة على أهمية تطوير قطاع السياحة والترفيه من أجل تنويع مصادر دخل المملكة وتشجيع استثمار القطاع الخاص، وتحدثت عن خطط لتطوير مواقع سياحية وفق أعلى المعايير العالمية، وتيسير إجراءات إصدار التأشيرات للزوار، إضافة إلى تهيئة المواقع التاريخية والتراثية وتطويرها وآخرها كان مشروع تطوير الدرعية التاريخية وتدشين بوابة الدرعية التي تضم 20 فندقا ومنتجعا، و6 متاحف، جامعة و5 أكاديميات، 100 مطعم ومقهى، مراكز رياضية وترفيهية متطورة، وأن يقام فيها أشهر السباقات العالمية، ويقصدها السياح من مختلف دول العالم، لأنها أصبحت وجهة السياحة والثقافة والتاريخ. عدة مبادرات وفي جانب تمكين المرأة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أكد - حفظه الله - في كلمته التي ألقاها في افتتاح أعمال السنة الرابعة من الدورة السابعة لمجلس الشورى، على مواصلة المملكة العمل على تمكين المرأة ورفع نسب مشاركتها في القطاعين العام والخاص، وقال خادم الحرمين الشريفين: "نشير بكثير من الاعتزاز لارتفاع نسبة مشاركة المرأة من (19.4 %) بنهاية العام 2017م، إلى (23.2 %) بنهاية النصف الثاني من العام 2019م". وتعزيزًا لدور برنامج التحول الوطني في دعم المرأة في سوق العمل وتنمية الاقتصاد وتشجيعها لدخول سوق العمل تم إسناد هدف استراتيجي بقيادة وزارة العمل والتنمية الاجتماعية لدعم المرأة بشكل خاص وهو "زيادة مشاركة المرأة في سوق العمل"؛ وذلك من خلال عدة مبادرات منها ما يساهم بشكلٍ مباشر في توظيفها ومنها ما يساهم بشكل غير مباشر عن طريق تمكينها وتسهيل التحديات التي تواجهها، ومن أبرز مبادرات برنامج التحول الوطني التي تساهم بشكل مباشر في توظيف المرأة، مبادرة "تشجيع العمل عن بُعد"، والتي تهدف إلى خلق أسلوب مِرن في التوظيف للواتي يصعُب عليهُن الوجود في مقر العمل، وذلك من خلال منح أصحاب العمل قناة عصرية لإدارة وتفعيل القوى البشرية بطريقة أكثر كفاءة من الجوانب المالية والتشغيلية، ومبادرة "تشجيع العمل المرن" والتي تهدف إلى زيادة عدد العاملين بدوام مرن (بالساعة) في القطاعين العام والخاص، بالإضافة إلى مبادرة "التدريب الموازي لمتطلبات سوق العمل" والتي تهدف إلى تطوير برامج التدريب المنتهي بالتوظيف لتمكين الباحثات عن العمل من إيجاد الفرص الملائمة، حيث يتكون البرنامج من تدريب على رأس العمل من قبل الشركة الموظفة بالتوازي مع برنامج تدريبي لتطوير مهاراتهن الفنية والشخصية. وهناك مبادرات تُمكن المرأة وتساهم في استقرارها الوظيفي من خلال تنفيذ حلول معالجة لبعض التحديات التي تواجهها مثل المواصلات والتنقل من خلال مبادرة "توفير خدمات الرعاية لأطفال النساء العاملات"، ومبادرة "دعم وتسهيل نقل المرأة"، كما أن برنامج التحول الوطني يسعى إلى دعم عمل المرأة السعودية في القطاعين العام والخاص، والتي تُعنى بتمكين وتدريب المرأة لتتقلد المناصب العليا، ومن أهمها مبادرتا "التدريب والتوجيه القيادي للكوادر النسائية"، و"تمكين المرأة في الخدمة المدنية وتعزيز دورها القيادي"، فيما شاركت النساء السعوديات لأول مرة في تاريخ الدولة في العملية الانتخابية عن طريق مشاركتهن في انتخابات المجالس البلدية. الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية مُتسلماً رئاسة المملكة لمجموعة العشرين في العام 2020م طرح أسهم أرامكو للاكتتاب جزء من مشروع إصلاح اقتصادي شامل