قال عدد من تجار المنسوجات والملابس الجاهزة بأن الأجواء الباردة التي بدأت تعيشها بعض مناطق ومدن المملكة لم تبعد تخوفهم من ركود قد يصيب مبيعات الملابس الشتوية خلال هذا الموسم نتيجة للمنافسة الكبيرة التي تشهدها الأسواق المحلية في ظل وجود محال السوبر ستور والهايبر ماركت المركزية التي تستورد كميات كبيرة طوال العام وتشمل مبيعاتها الملابس ومختلف أجهزة التدفئة وتستوردها بكميات ضخمة، إلا أنهم يأملون في أن تدعم المواسم السياحية كموسم الرياض والمواسم في العلا وتبوك المبيعات، مشيرين إلى أن قطاعهم الذي قد يزيد حجمه على 16 مليار ريال يعيش حاليا فترة بدء دخول الموسم الشتوي التي تتضمن مراجعة التسعيرات وتعديل مواقع عرض السلع في مختلف المحال. وقال رئيس لجنة تجار الأقمشة والملابس الجاهزة بغرفة تجارة جدة محمد بن سلطان الشهري ل»الرياض» إن المنافسة الكبيرة التي يعيشها السوق وتراجع القوة الشرائية في سوق تتكدس فيه البضائع منذ سنوات تجعل غالبية المستثمرين في تجارة الملابس متخوفين من الكساد وضعف المبيعات خلال هذا الشتاء الذي يرى البعض بأنه جاء مبكرا إلا أن هناك نوع من التفاؤل لدى بعض تجار الجملة والمستوردين نتيجة لما بدأ يلاحظ من تأثير لنشاط الحركة السياحية والمواسم من دعم للمبيعات وهناك أمل بأن يكون للمواسم مثل موسم الرياض والمواسم في شمال المملكة دور في دعم حركة السوق وزيادة المبيعات. وأشار محمد الشهري، إلى أن سوق الملابس الجاهزة دخل منذ أشهر مرحلة انتعاش بعد أن عايش فترة كساد دامت لعدة أعوام وخرج خلالها عدد كبير من تجار التجزئة لأسباب متعددة منها تراجع معدل القوة الشرائية لدى المستهلك وعدم القدرة على تطبيق وتنفيذ الاشتراطات الجديدة المنظمة للسوق ولكن ذلك لم يمنع دخول مستثمرين جدد إليه. بدوره قال التاجر عبدالعزيز صديق حاليا السوق في مرحلة التجهيز للموسم الشتوي وغالبية تجار التجزئة أتموا تجهيز الأماكن المناسبة لعرض الملابس الشتوية وطرق لعرضها في واجهات المحال بدلا من الملبوسات الصيفية، كما أن غالبية نقاط بيع التجزئة في الهايبر ماركت والسوبر ستور التي تستورد كميات كبيرة من الملابس الشتوية بدأت فعليا في وضع البروشورات والإعلانات الخاصة بالملابس الشتوية، وهناك كثير من تجار التجزئة في مختلف مناطق ومدن المملكة الذين اشتروا بضائعهم الموسمية من أسواق الجملة المعروفة في جدةوالرياض كسوق وقف الباشا وباب شريف والبطحاء والمعيقلية وغيرها من أسواق الجملة المعروفة. وأشار عبدالعزيز صديق إلى أن كثيرا من تجار الملابس الجاهزة يأملون في أن تسهم الحركة النشطة جراء المواسم السياحية وأيضا الدخول المبكر للشتاء بمصاحبة توقعات بأنه سيكون شتاء باردا هذا العام في زيادة الإقبال على الملابس الثقيلة ذات السعر المتوسط والمنخفض والتي عادة تجد رواجاً بين أوساط العمال والطبقات ذات الدخول المنخفضة. وبين صديق، أن الإقبال على خياطة وتفصيل الثياب الشتوية ينشط في المناطق التي يكون شتاؤها باردا في وسط ويقل في المناطق الساحلية غرب المملكة، ويعتبر الشتاء موسما جيدا لمبيعات الثياب الشتوية الجاهزة والبيجامات الصوفية وهناك حوالي أربع شركات منتجة لتلك الأصناف تتقاسم حصة من السوق تبلغ 70 % تقريبا في حين تتبقى 30 % منه للخياطين وللبقية من صغار المنتجين والمستوردين. وتؤكد تقارير جمركية بأن حجم واردات المملكة من الملابس الجاهزة بلغ خلال العام الماضي 2018م، نحو 186 ألف طن، بقيمة إجمالية تقدر ب9.38 مليارات ريال وتستورد المملكة الملابس الجاهزة من العديد من الدول منها الصين، والهند، وبنجلادش، وتركيا، ومصر، وباكستان، وإندونيسيا، وأميركا، والمملكة المتحدة، وسورية، وفرنسا، وكوريا الجنوبية، كما تشير تقارير أخرى إلى أن عدد مصانع الملابس والمنسوجات بمختلف أنواعها في المملكة يناهز 116 مصنعا تتوزع في مختلف مدن ومناطق المملكة ولا يتجاوز حجم تغطيتها لأكثر من 15 % عموم المعروض في السوق.