1 - كمال البداية. «اللغة العربية بدأت فجأة على غاية الكمال، وهذا أغرب ما وقع في تاريخ البشر، فليست لها طفولة ولا شيخوخة». ويكمل المؤرخ والكاتب الفرنسي إرنست رينان «فهذه اللغة تبدو لنا فجأة بكل كمالها، ومرونتها، وثروتها التي لا تنتهي، لقد كانت هذه اللغة منذ بدايتها على درجة من الكمال». 2 - مستوى الفجوة في اللغة العربية بين الفصيح واللهجات وإلى أين سيصل في المستقبل؟! .***بالنظر إلى الرأي الذي يقر بارتباط الفكر باللغة وليس انعزال أحدهما عن الآخر، وأن كل تنامٍ لطرف منهما هو تنامٍ للآخر ربما نستطيع بناءً على ذلك القول أن تفرع اللغات إلى لهجات ما هو إلا نوع من أنواع نمو الفكر وبالتالي نمو اللغة. وهذا النمو اللغوي بطريقته الدائرية بين العربية الفصحى واللهجات المحكية؛ يعد تطورًا وليس نقصًا لها. هذا قد يصدم الخائفين على العربية الفصحى، الذين يرون في توزيعات العربية على هيئة لهجات انقسامًا خطرًا في النسيج الاجتماعي والثقافي العربي، وتهديدًا لوحدته بالعموم، ومؤشرًا على زوالها في المستقبل. ومما يدحض القول بوجود فجوة بين الفصحى واللهجات اكتشفنا في مراتٍ عديدة أن المحكي لهجة تعود جذورها إلى الفصحى كهذا المثال التالي: (أَشْوَى) يستعمل بعضنا هذا اللفظ بمعنى (أَهْوَن وأَيْسَر)، والاستعمال عربي فصيح على وزن (أَفْعَل) مِن الشَّوَى، والشَّوَى بمعاجم اللغة يعني (الأمر الهَيِّن)، إضافة إلى عديد من الكلمات العامية التي تعود جذورها إلى الفصحى في كل لهجات العرب؛ وباستثناء يطول أصول بعض الكلمات الدخيلة من لغات أخرى وهما في ذلك سواء العامي والفصيح. وعليه؛ نخلص إلى أنه إن كانت هناك فجوة بين الفصحى ولهجاتها، فهو بسبب وعند المتكلمين أنفسهم لعدم إدراكهم للجذور الفصيحة للهجاتهم التي يستخدمونها في وقتنا الحاضر، ونقص بالمعرفة اللغوية لديهم، وخصوصًا حين نعلم أن اللغة العربية الفصحى كانت في يومٍ من الأيام لهجةً تخص إحدى قبائل العرب الأوائل. 3 - جمال النهاية: فيما يلمح الأميركي ديفيد جستس عن حسن المآل: «اللغة العربية من حيث البنية لغة مطّردة ومصقولةٌ بشكل غير معهود، ويجب أن تسهم العوامل التالية في سهولة تعلمها.. إنّ الأفعال كلّها مطّردة.. أما التركيب فمطرد إلى حد بعيد».