أدرك الشعب اللبناني أن الوحدة الوطنية ونبذ الطائفية هي طريق الخلاص من قبضة حزب خائن يتلقى الدعم المالي والعسكري من إيران ويتحكم في سياسة البلد, ويفرض توجهاته السياسية المتعارضة مع مصلحة لبنان وحريته ومستقبله. حزب لبناني مسلح يخدم مصالح إيران ويقف ضد مطالب الشعب المنطقية, شعب يرفع علم لبنان يطالب بعصر جديد مختلف, عصر يتوحد فيه اللبنانيون ضد الطائفية, والمصالح الحزبية, والفساد, شعب يطالب بالخدمات الأساسية في الحياة, الماء والكهرباء والنظافة, شعب يطالب بالتنمية الاقتصادية والفرص الوظيفية والحياة الآمنة. شعب يطالب بحكومة تخدم الشعب لا تخدم نفسها وتخدم مصالح دولة أخرى. شعب ينتمي لمحيطه العربي ويرفض الهيمنة الإيرانية, شعب يكتشف خدعة المقاومة ويطالب بجيش وطني واحد, ويرفض سلاح حزب الله. لبنان يقدم اليوم جيلاً جديداً متسلحاً بالعلم والثقافة والأمل والطموحات نحو لبنان أفضل في جميع جوانب الحياة. لبنان جديد تحت علم واحد يقوده أبناؤه المخلصون لبلدهم وليس لبلاد أخرى. جيل جديد يرفض الاحتكام للسلاح والانتماءات الحزبية, جيل ينتمي للعلم والإدارة الحديثة واحترام حقوق الإنسان, ويتمسك بالسيادة والعدالة الاجتماعية ورفض التدخلات الخارجية. هذه التطلعات المشروعة التي تصب في مصلحة لبنان, لماذا يعترض عليها حزب الله, لماذا يعتبر حكومة التكنوقراط انقلاباً عليه.؟! السبب أدركه الشعب اللبناني فانتفض من أجل الحرية والاستقلال والسيادة والتنمية بدلاً من الصراعات السياسية التي عطلت التنمية والاقتصاد واختطفت القرار السيادي. إن أزمة لبنان ليست محصورة في قضية الفساد, أزمتها الكبرى التي انتجت كل مشاكلها هي وجود دويلة حزب الله داخل الدولة. القضية مرتبطة بالسيادة بالدرجة الأولى, وبالنظام السياسي المتجمد الذي يعيش بفكر قديم لا يتناسب مع فكر العصر وتطلعاته ومتطلباته, وهو الفكر الذي قاد شباب لبنان وطلابه وشيوخه وأطفاله وكافة فئات المجتمع رافعين العلم اللبناني فقط تعبيراً عن فكرهم الذي ينشد الاستقلال من أجل مستقبل أفضل بأيدي اللبنانيين لا بيد غيرهم.