يطل علينا يوم الوطن والمواطن، اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية هذا العام بثوبه الجديد والمتجدد بإنجازات أبنائه وارتفاع بنائه وتعدد إنجازاته، بعمل دؤوب واحد من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وإشراف مباشر منه، ومتابعة دقيقة من ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- صاحب الرؤية العالمية للمملكة، والتي كان لكل المجالات فيها نصيب، ولعل الحركة الرياضية النسائية حظيت مؤخراً بهذا الدعم الكبير على مستوى الممارسة والمنافسة والإنجاز، لذا طاب لنا في هذا التقرير أن نحظى ببعض الآراء والرؤى والانطباعات من قبل إعلاميين لديهم الخبرة الكبيرة في هذا المجال. تنمية وتطور وتحدث نعيم تميم الحكيم -إعلامي وناقد- قائلاً: إن ممارسة المرأة للرياضة جدلية ظلت متداولة قرابة عقدين من الزمن في تأرجح بين الرفض المطلق والموافقة المشروطة، وكانت بدايته بالمشاركة الرمزية في أولمبياد لندن 2012م بيد أن الخطوة التالية في تفعيل ممارسة المرأة للرياضة بشكل حقيقي في المدارس والاتحادات لم تأخذ طابع الرسمية على الرغم من التفاعل المجتمعي الذي وجد في الوقت ذاته تأييداً شرعياً من فقهاء وعلماء شريطة الالتزام بالضوابط الشرعية إلى أن جاء عهد الملك سلمان وعضده الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- اللذين فتحا للمرأة السعودية مجالات عديدة للتنمية والتطور والعمل ومن ذلك المجال الرياضي فكان السماح للنساء بدخول عالم الرياضة وشرعنة ممارستها بقرار رسمي في المدارس الخاصة بها، مع فتح المجال لها بالانضمام للاتحادات الرياضية المختلفة وتمثيل المملكة في المحافل العالمية، وتوجت المرأة السعودية هذا الانفتاح وهذه الرؤية في تحقيق العديد من المنجزات في عام 2018م كان من ضمنها إقامة ماراثون الجري الأول في الأحساء الذي شهد مشاركة 1500 فتاة وسيدة في فعاليات "الحسا تركض"، كأول ماراثون نسائي في السعودية، وفازت بالمركز الأول السعودية مزنة نصار عن فئة السيدات، تلتها نساء وافدات في المراكز المتبقية، كما اشتملت الإنجازات على إقامة أول دوري نسائي للشطرنج، الذي احتضنه مجمع الأمير فيصل الأولمبي بالرياض، حيث تمكَّنت اللاعبات، اللاتي تجاوز عددهن 50 لاعبة، من لفت الأنظار إلى مهاراتهن، وخطفن الأضواء من 250 لاعباً مشاركاً في البطولة، التي اختتمت بتتويج ثلاث فائزات في المنافسات النسائية من قِبل الاتحاد السعودي للشطرنج، وتأهلت الفائزات داليا السميري، ومنار مليباري، ودينا إسحاق لتمثيل السعودية في أولمبياد جورجيا، ضمن أول منتخب سعودي رسمي يمثل الوطن في محفل خارجي للشطرنج، وتابع الحكيم: من المنجزات للمرأة السعودية في مجال الرياضة تحقيق اللاعبة حسناء الحماد الميدالية الفضية في سلاح السيبر، والتي تعد أول ميدالية فضية للفتيات لأول مرة في تاريخ المبارزة السعودية، وذلك من خلال البطولة العربية التي أقيمت في العاصمة الأردنيةعمان، والتي شهدت حضور الأميرة هيفاء بنت محمد أثناء تتويج حسناء، وحملت أمجاد العمري لقب أول بطولة نسائية للكارتينج في السعودية، وحصلت على مبلغ خمسة آلاف ريال، تاركةً المركز الثاني لمنافستها إيناس حمزة، التي نالت ثلاثة آلاف، والثالث للمياء الحسين مع ألفي ريال. إنجازات رياضية وأوضح نعيم الحكيم أنه جاء السباق النهائي لبطولة الكارتينج على حلبة "إن تن سو" في جدة، تحت رعاية الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية، وتوَّج الفائزات عبدالله باخشب بطل الراليات السعودي، والمهندسة أسيل الحمد عضو اتحاد السيارات، كما تعد أسيل الحمد أول سعودية تنضم إلى عضوية الاتحاد الدولي للسيارات، والاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية، وسجلت الفارسة العنود الفيصل، اسمها كأول امرأة سعودية تشارك في سباق الأردن الدولي 2018م للقدرة والتحمل، وتنافس الرجال على اللقب، كما أنها أول فارسة سعودية دولية تعتلي منصة التتويج بعد تحقيقها المركز الثاني على صهوة الفرس "النجمة"، مضيفاً أنه تأهلت الفارسة السعودية العنود إلى العديد من السباقات الدولية، وتملك الموهبة والقدرة على تحقيق الإنجازات والمراكز المتقدمة في سباقات التحمل، ومن النماذج النسائية المشرفة الملاكمة السعودية دونا التي تحصلت على أربع ميداليات بعد أربع سنوات من الجد والمثابرة والإصرار والعزيمة، حيث شاركت العام الماضي في بطولة العرب للملاكمة، التي أقيمت في الأردن، وحصلت على المركز الأول في وزن 74 كيلوجراماً، وعلى الميدالية الفضية في وزن 65 كيلوجراماً، بعدها شاركت في بطولة أخرى في الأردن، وكانت تعاني من إصابة، وعلى الرغم من ذلك حصلت على الميدالية البرونزية، وفي المشاركة الثالثة في العقبة بالأردن -بطولة دولية-، حصلت على المركز الأول بانسحاب الخصم والضربة القاضية، أما هالة الحمراني مؤسِّسة نادي "FlagBoxing" لتعليم السعوديات رياضة الملاكمة في جدة، فتعلمت الملاكمة منذ صغرها، إضافة إلى رياضة قتالية جديدة هي "جيو جيتسو" اليابانية، وتدرجت في المهارات إلى أن وصلت إلى الحزام الأسود، ثم انتقلت إلى رياضات أخرى، منها الكيك بوكسينج، والملاكمة التايلاندية، قبل أن تصبح مدربة معتمدة في الملاكمة، وتحصل على شهادات خبرة في احتراف عددٍ من رياضات القوة والدفاع عن النفس. ثقة وتقوية وذكر نعيم الحكيم أنه من النماذج الإيجابية الشابة السعودية ريم العودة التي سافرت إلى واشنطن لإكمال دراستها، وهناك تعلمت رياضة الدفاع عن النفس "الدوجا"، كونها حسبما قالت كانت مستهدفة بسبب حجابها، انضمت ريم إلى تجمعات للتدريب على تعزيز مهارات الدفاع عن النفس، ولم يكن صفها اعتيادياً للتدريب، بل صف لتعليم فن الدوجا القتالي، أحد أشكال فنون الدفاع عن النفس التقليدية، الذي تمارسه بعض الجماعات الفلبينية العرقية الأصلية، واليوم تقوم ريم بتدريب مجموعة من الشباب والشابات السعوديين على هذه الرياضة، وحول ذلك، قالت: هدفي هو تقوية المرأة، وجعلها واثقة وقادرة على الدفاع عن نفسها في حال تعرضها إلى أي تحرش، وأضاف نعيم الحكيم: من السعوديات اللاتي حفرن اسمهن في مجال الرياضة النسائية مريم فردوس، الطبيبة السعودية، التي تمكَّنت من الغوص في القطب الشمالي لتدخل التاريخ باعتبارها أول امرأة عربية تغوص تحت جليد القطب الشمالي، مختتماً قوله: هذا غيض من فيض من منجزات لفتيات سعوديات أمن بحقوقهن وسعين لخدمة وطنهن من هذا المنبر من دون أن يتجاوزن الضوابط الشرعية، والقادم أفضل بدعم المجتمع وإيمانه بقيمة الرياضة النسائية على المستوى الصحي أولاً ومن ثم منح المرأة حقها في ممارستها تماماً كالرجل ضمن الأطر الشرعية والقوانين التي وضعتها الدولة وذلك لبيئة آمنة وإيجابية للرياضية السعودية. قفزات للأمام من جانبه أكد بندر الرزيحان -إعلامي وناقد رياضي- على أنه مما لا شك فيه أن المرأة السعودية في عصرها الذهبي في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -أيدهما الله- حيث حققت إنجازات متسارعة وقفزات للأمام أذهلت بها العالم، وهذا يدل على ما تمتلكه المرأة السعودية اليوم من إمكانيات مميزة، إذ تتلقى الدعم اللا محدود من القيادة الرشيدة قيادة خادم الحرمين الشريفين وبرؤية ومتابعة حثيثة من ولي عهد الأمين الذي وضع أمام عينيه أن تكون المرأة السعودية في الرياضة في وضعها الطبيعي وتعود بإنجازات تسجل باسم الوطن. وتابع: صاحبة السمو الملكي الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان كانت عرابة رياضة المرأة السعودية ومن رسمت الخطوط العريضة في مجال الرياضة النسائية، وهذا غير مستغرب من سموها وهي مؤهلة أكاديمياً بشكل مميز، فكان لها دور فعّال وكبير في قضية إعادة المرأة السعودية للواجهة الرياضية، والحقيقة كان هناك إنجازات كبيرة للمرأة السعودية قياساً بالوقت أذهلت العالم كله، ولا يفوتني أن أذكر أمجاد العمري التي حصلت على أول لقب للكارتنق، وكذلك منال الدباغ والتي تم تكريمها في القاهرة لأكبر موسوعة عربية للأرقام القياسية، حيث إنها أول امرأة سعودية تدخل للملاعب السعودية كمصورة وهذا إنجاز جديد يسجل لنا، أيضاً مريم فردوس تمكنت من الغوص في القطب الشمالي ودخلت التاريخ باعتبارها أول سعودية في الغوص، إضافةً إلى ريما العودة في رياضة الدفاع عن النفس، وأسيل الحمد في رياضة السيارات، جميعهن يتسابقن لرفع علم السعودية في جميع المحافل الدولية، مشيراً إلى أن كل ذلك يصب ويسجل باسم الوطن، فبالدعم من القيادة الحكيمة ستكون في مقدمة العالم إنجاز خلف إنجاز، واعتقد أنه خلال الأعوام القادمة -بإذن الله- سيزداد بريقها وسيكون اسم المرأة السعودية خفاقاً. تطور واهتمام وأوضح عايد الرشيدي -إعلامي وكاتب رياضي- أن المملكة حرصت وفق رؤية 2030 على ترسيخ ثقافة الرياضة وإنشاء فرق رياضية نسائية في جميع مجالات الرياضة وتأهيلها لتكون قادرة على المنافسة، وتحقيق الإنجازات في مختلف البطولات المحلية والإقليمية والدولية، حيث شهدت الرياضة النسائية في السعوديه حضوراً فاعلاً للسعوديات في شتى المجالات والألعاب الرياضية وتحقيق إنجازات غير مسبوقة في بطولات ومنافسات محلية وعالمية، وكان هناك رصد من قبل اللجنة الأولمبية الدولية، فهناك العديد من الأسماء السعودية التي نالت مناصب وجوائز ليست فقط محلية بل وعالمية، ومن تلك الأسماء التي أجبرتني على حفظها فخراً واعتزازاً -على سبيل المثال لا الحصر- صدور قرار مجلس الوزراء بتعيين الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان -وكيل رئيس الهيئة العامة للرياضة للقسم النسائي سابقاً-، أيضاً أسيل الحمد وهي تعد أول سعودية تنضم إلى عضوية الاتحاد الدولي للسيارات والدراجات النارية، وفي الفروسية كانت الفارسة العنود الفيصل أول امرأة سعودية تشارك في سباق الأردن الدولي 2018 للقدرة والتحمل، كما أنها أول فارسة سعودية دولية تعتلي منصة التتويج، لافتاً إلى أنه في بطولة المبارزة حققت اللاعبة حسناء الحماد الميدالية الفضية في سلاح السيبر والتي تعد أول ميدالية فضية للفتيات لأول مرة في تاريخ المبارزة السعودية، مُختتماً: نحن اليوم وتحت رعاية سيدي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين نشهد تطوراً واهتماماً ملحوظاً في الرياضة النسائية، فدام عزك يا وطن والقادم أفضل -بإذن الله-. لعبة الشطرنج لم تعد حكراً على الرجال فقط عايد الرشيدي بندر الرزيحان نعيم الحكيم