تشهد الساحة الرياضية النسائية في المملكة العربية السعودية حضوراً فاعلاً للسعوديات في مختلف المسابقات والألعاب الرياضية، فضلاً عن تحقيق أرقام ومراكز متقدمة في بطولات ومنافسات عربية وعالمية. وبفضل رؤية المملكة 2030، تم فتح المجال أمام المرأة السعودية للدخول إلى الساحة الرياضية والمشاركة في المنافسات المحلية والعربية والدولية. وفي هذا السياق، أقامت الهيئة العامة للرياضة العديد من الفعاليات الرياضية النسائية داخل المملكة؛ بهدف تأهيل المرأة السعودية للمشاركة في المحافل العربية والدولية، أسوة بالمرأة في المجتمعات الأخرى. دوليا، كان للسعوديات مشاركات متميزة في المحافل العالمية بانضمام أربع فتيات للوفد السعودي المشارك في أولمبياد ريو دي جانيرو في أغسطس 2016م، وخلاله قدمت المشاركات صورة مشرفة للمرأة السعودية، حيث عادت العداءة سارة عطار للظهور مجدداً بعد مشاركتها في أولمبياد لندن 2012م كأول عداءة سعودية تشارك في هذا المحفل العالمي. وفي أولمبياد البرازيل 2016، شارك إلى جانب سارة ثلاث سعوديات أخريات، هن لبنى العمير في رياضة السلاح، وجود فهمي في رياضة الجودو، وكاريمان أبوالجدايل في رياضة العدو. وتستعد كاريمان حالياً لدورة طوكيو 2020، مدفوعة بطموح كبير في تمثيل مُشَّرِف للمملكة، خاصة وهي ثاني عداءة في تاريخ المشاركات السعودية في الألعاب الأولمبية. وفي أولمبياد جورجيا 2018م، كانت نساء المملكة حاضرات في داليا السميري، ومنار مليباري، ودينا إسحاق، ضمن أول منتخب سعودي رسمي يمثل المملكة في محفل خارجي للشطرنج. ولم يكن مضمار الفروسية بعيداً عن منصات التتويج الدولية للسعوديات، حيث أصبحت الفارسة العنود الفيصل أول فارسة سعودية دولية تعتلي منصة التتويج بعد تحقيقها المركز الثاني في سباق الأردن الدولي 2018 للقدرة والتحمل. كما حصلت أم كلثوم البارقي على شهادة فض نزاعات الفروسية للألعاب الأولمبية، كأول حكم سعودية معتمدة من منظمة الأيكاهو “الهيئة الأوروبية لمسابقات جمال الخيل العربية الأصيلة”. ومن رياضة الفروسية إلى مغامرة الغوص في المياه المتجمدة، حيث تستعد الطبيبة السعودية مريم فردوس، البالغة من العمر 33 عاماً، للغوص في القطب الجنوبي في أبريل 2019م، كأول امرأة في العالم تغوص في القطبين المتجمدين، بعد أن تمكَّنت عام 2015 من الغوص في أعماق القطب الشمالي، لتدخل التاريخ باعتبارها أول امرأة عربية تغوص في أعماق المحيط القطبي الشمالي، وثالث امرأة تتمكَّن من تحقيق هذا الإنجاز بعد سيدتين روسيتين. ولم يكن الحضور النسائي السعودي في المحافل الدولية قاصراً على المشاركة في المنافسات فقط، بل امتد إلى ارتقائهن مناصب رفيعة في اتحادات دولية. وتُعَدُ أسيل الحمد أول سعودية تنضم إلى عضوية الاتحاد الدولي للسيارات، كما أنها ممثل السعودية في رياضة السيارات للسيدات لدى الاتحاد الدولي للسيارات منذ ديسمبر 2017م. كما عيَّن الاتحاد الدولي للتسويق والاستثمار الرياضي، في يوليو الماضي، الإعلامية فدوى الطيار، في منصب رئيس لجنة الأنشطة الاجتماعية، لخدماتها الكبيرة في إطار المسؤولية الاجتماعية، والمساهمة في تحقيق التنمية الاقتصادية للاتحاد، وذلك خدمةً للمجتمعين المحلي والدولي، لما تتميز به من امتلاك علاقات واسعة؛ بوصفها إعلامية خبيرة. على مستوى المنافسات التي أقيمت في العالم العربي، توجت المُلاكِمَة السعودية دونا الغامدي، بأربع ميداليات في بطولات عربية ودولية مختلفة، أقيمت جميعها في الأردن بين عامي 2017، و2018م. حيث حازت لقبة بطلة العرب في ” البوكسينج” عام 2017م، وحصدت في البطولة التي استضافتها المملكة الأردنية، الميدالية الذهبية في وزن 74 كيلوجراماً، والميدالية الفضية في وزن 65 كيلوجراماً. كما حصلت على الميدالية البرونزية في بطولة أخرى في الأردن، رغم معاناتها من الإصابة قبل انطلاق المنافسات. وشاركت الغامدي للمرة الثالثة في مسابقة دولية بالعقبة، محققة المركز الأول بانسحاب الخصم والضربة القاضية. وفي فبراير 2018م، توجت الغامدي بلقب بطولة القائد الدولية التي جرت بمحافظة البلقاء الأردنية، وهي حالياً تجهز للمشاركة في بطولة العالم القادمة بتايلاند. وفي رياضة المبارزة، حققت اللاعبة حسناء الحماد أول ميدالية فضية للفتيات في تاريخ المملكة، وذلك في منافسات البطولة العربية التي أقيمت في العاصمة الأردنيةعمان في أغسطس 2018م. وبعد عدة مشاركات في مسابقات محلية داخل المملكة من أجل اكتساب خبرة المنافسات، تَكَوَّن المنتخب السعودي النسائي الأول لرياضة البولينج، الذي ضمَّ كلًا من: مشاعل عبدالواحد، غادة نمر، دانة الفرج، ونهلة عدس. وقد قام المنتخب بالمشاركة في البطولة العربية الخامسة للسيدات بالقاهرة، في أول ظهور لهن خارج المملكة. وعلى الصعيد المحلي، اختيرت أضواء العريفي كأول سيدة تنضم للاتحاد السعودي لكرة القدم، وهي عضو لجنة المسؤولية الاجتماعية وعضو الاتحاد السعودي للرياضة المجتمعية، ومستشار لهيئة الرياضة، بالإضافة لكونها أحد مؤسسي نادي اليمامة النسائي لكرة القدم، وهو أول ناد سعودي للنساء. لحقتها في هذا المنصب، رهام العنيزان مدير الأداء المؤسسي والمبادرات في الهيئة العامة للترفيه، لتصبحا أول سيدتين تنضمان للاتحاد السعودي لكرة القدم. وقبل أيام قليلة، أصدر الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، رئيس مجلس إدارة اللجنة الأولمبية السعودية، قراراً بإنشاء الاتحاد السعودي للأولمبياد الخاص، وتعيين سفيرة المملكة بواشنطن، الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان رئيساً له، وذلك بالتزامن مع إعلان المملكة مشاركتها في الأولمبياد الخاص للألعاب العالمية 2019، المقرر إقامته في أبوظبي خلال الشهر الجاري.