احتاج توماس أديسون مساعداً، فقيل له عن شاب ذكي فوظّفه وهو نيكولا تيسلا والذي أتى ليعمل في مكتب أديسون في نيويورك عام 1884م، ولكن لم يكن تيسلا ذكياً فحسب بل عبقرياً فاق أديسون نفسه، وصمم عدة اختراعات لأديسون آملاً في المكافأة السخية الموعودة والتي تعادل 4 ملايين ريال اليوم، لكن أديسون ماطله، فلما يئس تيسلا تركه، وصنع اختراعاً ينافس التيار الكهربائي المباشر الخاص بأديسون وهو التيار المتناوب الذي انتصر في النهاية. كما ترى فإنه مفيد أن يكون لديك منافس. إنه محرك قوي لإبداعك، والقلق والترقب المستمر وقود الإنتاج والتجديد، واسأل الأخوين في القصة التالية، فقد أسس أدولف ورودولف داسلر شركة أحذية رياضية في العشرينات الميلادية في ألمانيا، وبدأت خلافات صغيرة استفحلت حتى سئما بعضهما وفضا الشراكة، وبعد افتراقهما أسس كل منهما شركته الخاصة، لعلك سمعت بهما، شركة بوما وشركة أديداس. ومن شدة المنافسة عُرِفت مدينتهما الصغيرة باسم مدينة الأعناق الملتوية، لأن الناس كانوا دائماً يحنون رقابهم ليشاهدوا حذاءك وأي الأخوين اخترت. غير أنه من المهم أن يكون خصمك مقارباً لمهاراتك وإلا كانت المنافسة معدومة كما يقول رود جودكنز في كتابه، ولدينا اليوم مثال يعرفه الكل للمنافسة، بل ربما أنت الآن تمسك به! إنها المنافسة الساخنة بين ستيف جوبز (أبل) وبيل غيتس (مايكروسوفت)، والتي كان ينتصر فيها غيتس، لكن ظفر جوبز لما صارت أبل أكبر شركة في العالم عام 2012م. أما الغريب في علاقتهما فهو أنه في وسط تلك الحرب الشرسة شارفت أبل على الهلاك عام 1997م وكادت تفلس، فأتى بطل أنقذها بأن استثمر 150 مليون دولار فيها. المنقذ؟ بيل غيتس! لماذا أنقذ خصمه؟ ربما لأنه يعرف أهمية المنافسة وأنها مثل المسن الذي يشحذ سيف الإبداع. أنت أيضاً فكّر هكذا!