كانت علامة عدم الإزعاج لاتزال تتأرجح على باب الغرفة 3327 في فندق نيويورك بعد يومين من وضعها، مما جعل خادمة الفندق ترتاب في الأمر، لتفتح الباب وتجد أن نزيل الغرفة الدائم قد فارق الحياة. ذلك (العالِم المجنون) الذي غير شكل العالم. لكنه مات فقيرا كما عاش. بعد أن غادر نيكولا تيسلا قريته الكرواتية الصغيرة لإكمال دراسته الثانوية، بدأ إعجابه بالرياضيات والفيزياء، لكن المدرسين كانوا موقنين من غشه في الامتحانات، وأنكروا أن لدى الصبي قدرة استثنائية على حل المسائل، وذاكرة فوتغرافية مكنته من إجادة ثماني لغات، أرجوك لا تستغرب بعد، فهناك أمور أكبر تثير الاستغراب في شخصيته كرفضه للزواج وزيارة الأطباء، أما إنجازاته فمنتهى الدهشة، فهو (أعظم مخترع في التاريخ). في نهاية القرن التاسع عشر، وبعد أن استقر في الولاياتالمتحدة ليعمل لدى ثوماس أديسون، بدأ سيل اختراعاته يفيض على هذا العالم، فالتيار الكهربائي AC ومصابيح النيون، ثم اختراع المذياع واللاسلكي والليزر، وأخيرا مساهمته الكبيرة في تاريخ التصوير، سواء الشخصي أو الطبي عن طريق الأشعة السينية. والآن أغمض عينيك قليلا وتخيل كيف سيبدو العالم بدون هذه الاختراعات. آمن تيسلا بإمكانية التحكم عن بعد في الأجهزة الكهربائية، فاخترع الريموت كنترول وسير به قاربا، كما آمن أن العلم مهما كان مصدره هو حق للبشرية فسجل اختراعاته للتوثيق، ودافع عنها في أروقة المحاكم، لكنه سمح باستخدامها دون دفع حقوق. «لا يقلقني أنهم سرقوا فكرتي، ما يقلقني أنه ليست لديهم أي فكرة خاصة بهم». ستيف جوبز وبيل جيتس اسمان مبدعان ساهما في تطور العالم، وقبضا ثمن أفكارهما ليصبح الأول مؤسس أكبر شركة في التاريخ، والثاني أثرى أثرياء العالم، بينما هناك آخرون أكثر تأثيرا كمخترع الإنترنت ونيكولا تيسلا وجوناس سولك مكتشف لقاح شلل الأطفال، اختاروا أن يقدموا اكتشافاتهم عربون محبة للعالم الذي يعيشون فيه، لذلك فمن حقهم علينا أن نقول لهم : شكرا..