في تغريدة رعناء ليست بمستغربة من صاحبها المرتزق المدعو فيصل القاسم على صفحة حسابه بتويتر تقول: "الفرق بين السعودية وإيران أن إيران تستفيد من الجماعات الشيعية فتقاتل بها، أما السعودية فتقاتل الجماعات السنية مع إيران وتصنفها إرهابية...". مشكلة من هم على شاكلة الإعلامي السوري الأصل فيصل القاسم ليس أنهم مرتزقة على قدر ما يُدفع لهم سيدافعون ويُظهرون الشيطان في صورة الملاك وراعية الإرهاب في صورة الحمل الوديع وبحسب من يشتريهم أكثر بل إن الأدهى من ذاك كلّه مستعدون لتصوير مغتصب أوطانهم بأنه الأب الشرعي لها! فيصل القاسم ومن على شاكلته يعلم أكثر من غيره أن وطنه سورية لم تتضامن قط منذ تسنّم سدة رئاستها بشار الأسد مع أيٍّ قضايا العرب بل كانت تزن كل تدخل تمارسه بمصلحة الأم إيران! وأن ما يروج له فيصل القاسم ويقوله ويكتبه إنما هو جزء من دفع سورية لضريبة اختيارها محور إيران بعد طول مزايدة على القضايا العربية وأوهام المقاومة! محاولة الضرب على وتر الطائفية البائسة من قبل القاسم التي أكل عليها الدهر وشرب ولم يعد يُرتجى منها شيء سوى عند البطاقات المحترقة كالقاسم الذي يحاول مُضحكاً التفريق بين الإسلام السياسي السني الذي يدعي القاسم فيه أن المملكة تحارب جماعاته بينما الإسلام السياسي الشيعي ترعاه إيران بذكاء وتستفيد منه خدمة لمشروعها التخريبي في المنطقة. كيف يفصل المدعو القاسم بين تلك الجماعات والإسلام السياسي الشيعي أصلاً هو صنو الإسلام السياسي السني، بل إن الثورة الإيرانية كانت سبباً من أسباب تشظي الحالة الإسلامية ونزوحها نحو المشروعات السياسية وتشجيعها على ممارسة العنف، لهذا لا عجب أن ترعى إيران حركات الإسلام السياسي السني، لأن مشروعها السياسي التخريبي في المنطقة واحد. إن أبسط الفروق بين السعودية وإيران حقيقة فيما لا يود القاسم أن يواجه نفسه بها سيجدها في موقف كل منهما تجاه وطنه الأم ذاتها! فسورية التي باتت الرئة التي تتنفّس عبرها إيران هواء النفوذ العربي، وصارت بسبب النظام السوري قاعدة عسكرية لإيران ولحرسها الثوري ولحزب الله وبقية المنظّمات الإرهابية بينما كانت ولا تزال المواقف السعودية المشرفة تجاه الشعب السوري وثورته أكبر من أن تستوعبها هذه المساحة الصغيرة من المقال. تغريدة المدعو القاسم ومن على شاكلته وَمِمَّا فيها الكثير من الخداع، كعادة الذين تربّوا على يد إيران وتنظيم الإخوان، التغريدة تعد أن من يقول بوجود مشروعٍ إيراني تخريبي مهدد للمنطقة بأسرها أو حقيقة المشروع الصفوي فهو ساذج، وترى أن المشروع الصفوي مجرد دعاية لبث الرعب في قلوب العرب، وعرب الخليج خصوصاً منكرين أن يكون الخطر الإيراني مهدداً للخليج أو حتى لوجود الخليجيين وأن تضخيم دور إيران سبب لاتجاه "بعض الدول" لاضطهاد المواطنين وفق منطلقات طائفية في محاولة بائسة وغبية لصورة إيران السوداء والمدججة بالإرهاب والدماء!