التقى وزير النفط البحريني الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة مع كبير مسؤولي التقنية في شركة «أرامكو السعودية» أحمد الخويطر لمناقشة الشراكات المحتملة والجهود المشتركة لتنفيذ المشروعات التي يمكن أن تعزز إنتاجية النفط الخام حيث ركزت المباحثات بشكل رئيسي على التعاون بين الكيانين للاستفادة من تكنولوجيا حقن ثاني أكسيد الكربون، بما في ذلك إنشاء شبكة نقل وتوزيع ثاني أكسيد الكربون. ووقع الكيانان على اتفاقية لتبادل المعلومات وتشكيل فريق لإجراء دراسات جدوى حول الطرق المحتملة لزيادة إنتاج النفط ولتعزيز استغلال ثاني أكسيد الكربون الذي تنتجه شركة أرامكو السعودية. وقع الاتفاقية من الجانب البحرين الرئيس التنفيذي بالوكالة لشركة النفط والغاز القابضة د. ظافر الجلاهمة، ومن الجانب السعودي أحمد الحويطر. وسلط الخويطر الضوء على التقنيات المتطورة التي توظفها أرامكو لصناعة ثاني أكسيد الكربون وتنفيذها لأحد أكبر المشروعات لاستخلاص غاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه على مستوى منطقة الشرق الأوسط والذي تبرهن من خلاله بأن استخلاص غاز ثاني أكسيد الكربون وحقنه في مكامن النفط، واختبار جدوى استخلاص النفط بطريقة متطورة في هذه العملية صار أمرًا ممكنًا. في وقت تؤمن أرامكو بأن استخلاص غاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه يشكل خطوة أساسية للمساعدة في خفض الانبعاثات الكربونية بدرجة كبيرة وتُعرَف عملية استخلاص الكربون واحتجازه بأنها استخلاص عادم ثاني أكسيد الكربون الذي ينبعث من المرافق الصناعية الكبرى مثل محطات الطاقة الكهربائية، وتخزينه، واحتجازه تحت الأرض كي لا يختلط بالغلاف الجوي. وتملك أرامكو القدرة على استخلاص 45 مليون قدم مكعبة قياسية يوميًا من غاز ثاني أكسيد الكربون ومعالجتها في معمل الشركة في الحوية ومن ثم نقل غاز ثاني أكسيد الكربون المحتجز في خط أنابيب بطول 85 كيلومترًا إلى حقل النفط في العثمانية ويُحقَن في مكمن النفط. ويمكن بفضل هذه الطريقة احتجاز الغاز، والمحافظة في الوقت نفسه على مستوى الضغط في المكمن، والمساعدة في استخراج كميات أكبر من النفط. وقد نجحت الشركة في مضاعفة معدلات إنتاج النفط من أربعة آبار لديها، منذ تدشين فكرة حقن غاز ثاني أكسيد الكربون للمرة الأولى في عام 2015. وتدرس أرامكو حاليًا إمكانية تطبيق هذا المشروع على المرافق وحقول النفط الأخرى بالمملكة. وحظي مشروع الشركة لاستخلاص الكربون وتحسين معدلات استخلاص النفط بتكريم معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك) بالحصول على الجائزة الرفيعة لأفضل مشروع للصحة والسلامة والبيئة في قطاع النفط والغاز، كما فاز المشروع أيضًا بجائزة البيئة من معهد الطاقة. وبدأت أرامكو السعودية في يوليو الماضي، أول مشروع تجريبي تم في حقل العثمانية ومرافق الحوية لحبس غاز ثاني أكسيد الكربون وحقنه في المكمن لتعزيز استخلاص الزيت. وسيعمل المشروع على حقن 800 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنوياً.