أطلقت أرامكو السعودية أول مشروع في المملكة لفصل الكربون وتخزينه، وكذلك مشروع الاستخلاص المحسَّن للنفط باستخدام ثاني أكسيد الكربون، وذلك في مرافقها لسوائل الغاز الطبيعي في العثمانية والحوية، ويُعد مشروع الاستخلاص المحسَّن للنفط باستخدام ثاني أكسيد الكربون أكبر مشروع لفصل الكربون وتخزينه على مستوى الشرق الأوسط. وبحسب بيان نشرته شركة أرامكو على موقعها الإلكتروني فإن هذا المشروع التجريبي الذي يضم معمل تخزين ثاني أكسيد الكربون في الحوية ومشروع الاستخلاص المحسَّن للنفط في حقل العثمانية، يُبرهن على التزام الشركة أن تكون مثالًا يُحتذى به للمحافظة على البيئة؛ حيث سيعمل هذا المشروع على استخلاص ثاني أكسيد الكربون في الموقع من خلال حقنه في مكامن الزيت المغمورة بالماء كآلية لتخزين ثاني أكسيد الكربون، وسيؤدي حقنه تحت ضغطٍ عالٍ إلى تحسينٍ فوري في استخلاص النفط، الأمر الذي يجعل من احتجاز الكربون وتخزينه حلًا تقنيًا مفيدًا من جميع النواحي. ويشتمل المشروع على أربع آبار حقن وأربع آبار إنتاج، وبئرين آخرين للرصد والمراقبة، ويُقدّر أن نحو 40% من ثاني أكسيد الكربون المحقون سيُخزَّن بشكل دائم في المكمن، ويهدف المشروع أيضًا إلى تحسين استخلاص النفط بما يفوق الطريقة الأكثر شيوعًا والمعتمدة على حقن الماء. وتسعى الأهداف الرئيسة للمشروع التجريبي إلى تحديد كمية ثاني أكسيد الكربون التي تظل محتجزة أو مخزنة في المكمن، وكذلك تقدير الزيادة في استخلاص النفط -خلافًا لحقن الماء- وبحث المخاطر والجوانب المحتلمة بما فيها إمكانية ترحيل ثاني أكسيد الكربون في المكمن، وتقييم المحاذير التشغيلية. الجدير بالذكر أن هذا المشروع الذي يعد الأول من نوعه في المنطقة يأتي في الوقت الذي تؤكد مؤشرات انبعاث ثاني أكسيد الكربون أنها قد انخفضت انخفاضًا كبيرًا منذ أن أنشأت الشركة شبكة الغاز الرئيسة في سبعينيات القرن الماضي، إلا أن إدارة الكربون تُعد جزءًا مهمًا من عمل أرامكو السعودية في الوقت الحالي، بخلاف العمل على خارطة طريق تقنية يشرف عليها مركز البحوث المتقدمة في مركز التنقيب وهندسة البترول (الإكسبك) تقوم على عديد من المحاور المهمة مع التركيز على هدفٍ أساس يتمثل في ابتكار التقنيات اللازمة للحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.