أقام الصالون الثقافي لجناح المملكة وبرعاية "الرياض" إعلامياً في معرض الشارقة الدولي للكتاب، ندوة بعنوان "الوطن: مسؤولية.. ووفاء" للشيخ الدكتور عزيز فرحان العنزي، ادارها الدكتور محمد المسعودي. وأكد العنزي أنَ الأوطان مسألة غاية في الأهمية ذلك أن الله عز وجل جبل النفوس على محبة الأوطان، ولذلك ما من مخلوق الا ويحن الى وطنه، فالطير تحن الى اوكارها، والابل تحن الى معاطنها وكذلك الانسان يحن الى وطنه، ذلك ان الله جل وعلا غرز حب الأوطان في النفوس والقلوب، والمتأمل في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم يجد هذا فعندما اخرج صلى الله عليه وسلم من مكة، وقف عند مكان يقال له الحزوره فالتفت الى مكة وقال صلى الله عليه وسلم: "والله انكِ احب البقاع إلي"، ولما ذهب الى المدينة واستقر كان دائمًا الشوق الى مكة، فكلما قدم قادم الى المدينة سأله صلى الله عليه وسلم، عن ربوع مكة وأهلها، وكان اذا ذكر مكة خشيه اهل المدينة ان يتركهم، فدعا الله سبحانه وقال: "اللهم حبب لنا المدينة كحب مكة او أشد". واضاف: ان حب الأوطان جبلي طبيعي لا ينفك عن الانسان ولذلك قد يسافر الى بلد او وطن يرتاح فيه ولكن يبقى الحنين الى وطنه دائمًا في نفسه، والوطن لا يمكن لأحدٍ ان يزايد عليه، والله سبحانه أمر المسلم ان يحافظ على مثل هذه المكتسبات، فكما أن حب الوطن فطره، كذلك هو امر تكليفي في المحافظة على هذه الأوطان وحمايتها. ويرى أنَ حب الأوطان ليس شعار يُرفع ولا كلمةُ تقال مجردة عن الأحاسيس أو عن الواقع أو عن الترجمة العملية، انما واقع يترجمه الانسان من خلال اعماله واقواله، من خلال الوفاء للوطن الذي منه خرج وعلى ارضه درج. ويؤكد أنهُ من المهم جدًا الدعاء لولاة أمور البلاد، ذلك ان الله سبحانه حينما أمرَ بتنصيب الائمة والحكام والسلاطين انما لغايتين ومقصدين عظيمين، حفظ دين الناس، وحفظ دنية الناس، وعلى كل مواطن أن يشعر بالمسؤولية حتى يحافظ على الامن والأمان واللحمة الوطنية. وأشار إلى أنَ هناك فتن وحرب كونية تحاك ضدنا ويجب زيادة اللحمة الوطنية للحفاظ على المكتسبات والمقدرات.