منذ نشأة الحركة الرياضية في المملكة وحتى يومنا هذا هناك أسماء غادرت الساحة الرياضية بعد أن كان لها صيت، وكما يقال بالعامية «حنة ورنة»، وجاءت مغادرتها ميدان الرياضة طبيعية، وكسنة من سنن الحياة، إذ إن دوام الحال من المحال، لذا تعاقبت أجيال وأجيال، هناك من غادر، وهناك من أقبل، وحضر من مسؤولين في قطاع الرياضة ورؤساء أندية وإداريين ونجوم كرة ومدربين وأعضاء الشرف تحتفظ بهم ذاكرة الرياضة، ويحفظ لهم التاريخ ما قدموه لرياضة الوطن، و»الرياض» من باب واجبها تجاه هؤلاء ومهنيتها الإعلامية سلطت عليهم الأضواء من جديد رغبة في معرفة أحوالهم وذكرياتهم وانطباعاتهم عن الرياضة بين الماضي والحاضر، وضيفنا لهذا اليوم مدافع المنتخب الوطني والطائي السابق وليد الصقري. الثنيان لاعب موهوب بالفطرة.. والدعيع حارس لايتكرر * أين وليد الصقري حاليًا، ولماذا ابتعد تمامًا عن المشهد الرياضي؟ * من الصعب أن أهجر الرياضة وأنا عاشق لها ومن أسرة رياضية أنجبت عدداً من النجوم في كرة القدم، وماأزال أمارسها، إذ أعمل مدربًا في أكاديمية تهتم بالبراعم وتأسيسهم بمنطقة حائل. o لم تستثمر خبرتك في العمل بالأندية الرياضية، ما السبب؟ * الطائي بيتي الأول وسيظل، وسبق لي العمل من خلال الإشراف على براعم النادي إبان فترة الرئيس عبدالله العديلي ولكن الظروف حينها لا تساعد على الاستمرار في العمل، لعدم توفر الأدوات الكاملة وكان ذلك قبل الانتهاء من المنشأة الجديدة. o لو عرضت عليك الإدارة الحالية العودة للعمل في النادي، هل تقبل العرض أم ترفضه؟ * في بداية العام المنصرم اتصل بي رئيس الطائي ناصر الحماد لأتولى قيادة ملف الفئات السنية، واعتذرت لارتباطي بعمل، ولكنني رهن الإشارة في اليوم الأول من انتهاء عملي الحالي. o كيف ترى الوسط الرياضي حاليًا؟ * سأتكلم عن وجهة نظري بمنتهى الشفافية وبكل وضوح فكنت وماأزال أصر على أن رياضتنا السعودية لن تنهض إلا من خلال أمرين مهمين وأساسيين هما: إيجاد بيئة مناسبة للعمل وتوفير ملاعب حديثة ومجهزة، بعدها يأتي استقطاب الفئات السنية والاهتمام بهم ورعايتهم بمختلف الألعاب سواء كانت كرة قدم أو ألعاب قوى، وهذا لا يلغي العمل الجبار الذي يقوم به رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة تركي آل الشيخ. o هل أنت مع قرار زيادة عدد الأجانب؟ * القرار يزيد إثارة الدوري السعودي ويرفع التصنيف الدولي وهو أمر مشجع لحضور الجماهير بكثافة في الملعب، ومن جانب آخر فإن نسبة مشاركة اللاعب السعودي تعتبر ضئيلة وهذا ربما يؤثر على صعوبة اختيار اللاعب الجاهز والأنسب لمنتخبنا الوطني. o لو عدنا بك للزمن الجميل في الطائي، من اللاعب الذي تستمتع باللعب إلى جانبه؟ * في ذاك الزمن كانت أبرز سمات اللاعبين الإخلاص للشعار وكلهم أفتخر بهم، ولكن محمد الفايز حالة خاصة ونادرة بالنسبة لي، فله دور مهم في تشجيعي وكان يحفزني عند الإصابة أو في حال تقدم الخصم، بالإضافة إلى شقيقي خالد الصقري وزبن الصادر فكان وجودهما في التشكيلة أمراً إيجابياً ومحفزاً للعب من أجل الانتصار. *ما أفضل لقب أطلق على الطائي بالنسبة لك؟ * كنا مجموعة منسجمة وقوية تضم أفضل اللاعبين وكنا نلعب بكل حماسة وإخلاص، وفي حال تعثر أحدنا نكون جميعنا عوناً له ونسانده وندعمه وكنا نجتمع بعد كل مباراة وكل تمرين في منزلنا السابق خلف الملعب وكأننا أسرة واحدة، وحصل الطائي على أكثر من لقب كان أفضلها صائد الكبار. o هناك لاعبون مزعجون أثناء مقابلة الخصوم، من أكثر لاعب يزعجك؟ * بصراحة كانت ترهقني مراقبة ماجد عبدالله فهو نجم لا يتكرر، وكذلك اللاعب السابق والموهبة الفذة يوسف الثنيان. * هل هناك اسم مدرب كان له دور مهم في صقل موهبة وليد وتطويرها للأفضل؟ * بالتأكيد ولا يمكن أن أنسى المدرب البرازيلي كارلوس، فكنت أخرج من الدوام للتدريبات الصباحية حبًا وشغفاً بهذا المدرب الذي علمني الكثير وسرني بعد رحيله تحقيقه الكثير من البطولات. * في الطائي أجيال خدمت النادي ورحلت، وأسماء لاتزال تعمل فمن الأبرز برأيك؟ * الوفاء ميزة الطائيين يتوارثه الأبناء من الأحفاد، وهناك الكثير من الرجال المخلصين الذين استمروا في خدمة النادي ولا يمكن حصر تلك الأسماء، ولكن لا يختلف اثنان على أن رمز الطائي فرج الطلال يظل حالة استثنائية ويستحق كل الحب والتقدير وكل الشكر لإدارة الحماد وأعضاء الشرف القائمين على تكريمه. o بين جمهور الطائي ووليد الصقري علاقة ود ومحبة حتى يومنا الحاضر، على الرغم من أنك مدافع؟ * كنا نقاتل داخل الملعب ونحضر التمارين ونتحدى الظروف من أجل الجماهير فكنا نخجل منهم في حال الخسارة ولا يمكن أن أنسى دعمهم لي وتشجيعهم، ومحبة الناس أهم مكاسبي في الحياة. الفايز سبب بروزي.. وماجد أرهقني * أجمل محطاتك الكروية تمثيل المنتخب الوطني للناشئين والشباب والفريق الأول حدثنا عن ذلك؟ o ذكريات لا تنسى والأروع فيها تكرارها مرات عدة، مثلت من خلالها منتخب المملكة للناشئين والشباب والفريق الأول، ولا أخفيك حتى هذه اللحظة وأنا أشعر بالفخر والاعتزاز فكان حلم الطفولة وتحقق بعد جهد وتعب وصبر وإخلاص ولايزال أجمل أحلامي. o هل المنتخب الوطني مؤهل لتحقيق كأس آسيا المقبل؟ o كرة القدم تتطور من حين لآخر، وفي الوضع الحالي ربما تكون مشاركة لاعبي المنتخب مع أنديتهم أقل، لذا سيفتقد الكثير لحساسية الكرة وأجواء المباريات، ويجب أن يعمل المسؤولون في المنتخب مع اللاعبين على إثبات أنفسهم ومتابعتهم بشكل دقيق ومتواصل، ولابد من الاهتمام بالحارس السعودي، ولو لاحظنا لم يستقر المنتخب على حارس واحد وبمستوى متقدم بعد الحارس التاريخي محمد الدعيع. الطلال رمز الطائي.. وصائد الكبار أفضل الألقاب * ما تعليقك على نتائج الطائي ومستواه؟ o أنا مبتعد كليًا عن متابعة مباريات الطائي وتصلني النتائج عن طريق الأصدقاء، وكل ما أتمناه أن يعود الطائي لمكانته بين الكبار ويمتع الجماهير الرياضية بعناده وقوته. o كلمة أخيرة؟ o أقدم جزيل الشكر لصحيفة «الرياض» على هذه الاستضافة والاهتمام بالرياضيين السابقين الذين خدموا وطنهم، وجميل جدًا أن تهتم بهم عبر أحد موضوعاتها المميزة، وهذا جانب رائع من الوفاء ويحسب للصحيفة، وكل الأماني لوطننا بمزيد من التقدم والازدهار بقيادة حكومتنا الرشيدة. ماجد عبدالله الدعيع Your browser does not support the video tag.