حتى بعد اعتزال لاعب وسط الطائي قبل عقدين من الزمن لايزال ابداعه عالقاً في ذاكرة الكثير من جمهور "صائد الكبار" وكان الورقة الرابحة في قائمة المدربين الذين اشرفوا على تدريبه ومنحوه الثقة تقديرا لموهبته ونجوميته وحضوره المميز على المستطيل الأخضر، ولكن سرعان ما اصبح صديقا للإصابات التي اجبرته على عدم الاستمرار، وتقديم المزيد من العطاء والإبداع اللذين كانا سمته مع كوكبة نجوم قدمهم فريقه إلى الساحة وفرضوا حضوره في دوري الأضواء واحراج الفرق الكبيرة واللعب على نهائي كأس ولي العهد وتمثيل الكرة السعودية في بطولة العرب للأندية، ولم يكتف الصقري بقرار الاعتزال انما ابتعد عن الإعلام والعمل الإداري والفني على الرغم من مكانته وحسه الكروي المميز وخبرته الرياضية، ولكن "الرياض" توصلت إليه وطرحت عليه العديد من الأسئلة التي كان أولها.. أين خالد الصقري من المشهد الرياضي؟.. فقال: "أهلاً وسهلاً بكم أنا بعيد جداً عن الرياضة وأعترف بذلك ربما لأني كسول أو لأني وجدت نفسي حرا طليقا بعيدا عن كل الإرتباطات". * بمَا إنك النجم الأبرز في كرة القدم بحائل لمَ لا نشاهدك تستمر وتواصل العمل في المجال الرياضي مدربا أو إداريا ؟ * بالعكس أنا عملت ولكن لعام واحد مديرا للفريق الأول أثناء فترة رئاسة نواف السبهان ولكن الوضع اختلف عن السابق ولايشجع على الاستمرار لأسباب كثيرة منها عدم اهتمام اللاعبين واخلاصهم للنادي كما كان في زمننا اضافة إلى أن الإحتراف في الرياضة السعودية لايخدم الأندية ويخدم اللاعبين ولا أخفيك حماسي الزائد لايتناسب مع ما أراه من تخاذل وبرود وعدم اهتمام، فاللاعب الآن لاتهمه مصلحة النادي بقدر ماتهمه مصلحته الشخصية والأهم من كل هذا أنا كمدير فريق في النادي لا أستطيع الوفاء بوعودي للاعبين سواء من مكافأة أو رواتب وغيرها لأننا في الطائي لانملك المال الكافي لقلة الدعم ومن خلال هذه التجربة فضلت الابتعاد. * ذكرت الاحتراف في إجابتك السابقة فهل كنت تتمنى تطبيقه عندما كنت لاعبا ؟ * بالطبع وهذا ماكان ينقصنا فتخيل أنني عندما التقي بزملائي اللاعبين السابقين يكون أكثر نقاشنا عن هذا الموضوع لأننا كنا مجتهدين ونطبق الاحتراف بحذافيره وبعيدين كل البعد عن السهر والتدخين ومواظبين على التدريبات ونحضر للنادي محبة وعشقا ونلعب بتضحية وروح وقتالية من أجل الشعار لذلك من الظلم أن لانكون محترفين. * الجماهير تتساءل لِمَ لايعمل خالد حتى لو مستشارا لرئيس نادي الطائي فهل تم طلبك من إدارات الطائي السابقة أو الحالية العمل معهم ؟ * نعم طلبني اللواء عبدالله العديلي مع كل الأمنيات له بالتوفيق ولكن وجود الثنائي زبن الصادر وناصر الحماد يكفي لثقتي بعملهما. * كيف ترى الوسط الرياضي الحالي ؟ * أصبح ماديا بحتا ولأنه يعتمد على الأمور المادية في المقام الأول تجد أغلب اللاعبين السابقين والمحبين للنادي لايرغبون في العمل فيه وهم يعرفون امكانيات ناديهم المادية منعاً للإحراج مع اللاعبين والعاملين في النادي بشكل عام ومن جانب آخر لم تكن المتعة ذاتها في السابق لأن الهدف اختلف بكثير والفرق كبير بين من يلعب للشعار وبين من يلعب بمزاجية تأخر الراتب أو المكافأة في مباراة . * هل أنت مع من يقول بأنه لايمكن النجاح لمنظومة العمل في الأندية إذا لم يكن فيها لاعبون سابقون كمستشارين فنيين أو من خلال وجودهم في لجان فنية لها كامل الصلاحيات ؟ * نعم صحيح ومن الخطأ أن لاتستعين الأندية بلاعبين سابقين لديهم الخبرة الفنية الكافية وخير دليل نادي الطائي في الدور الثاني عندما استعان بلاعبي الخبرة الزملاء ناصر الحماد وزبن الصادر الكل شاهد تطور المستوى واستمرار الانتصارات لجولات متتالية حتى ابتعد عن شبح الهبوط، كل هذا فقط لأنهم جلبوا مايحتاجه الفريق من عناصر وفي خانات معينة حسب رؤية فنية كذلك من خلال جلب مدرب متمكن خبير بأندية الدرجة الأولى وهذه تحسب لهم. * كررت في حديثك المادة واللاعب فهل ترى أن اللاعب السعودي الآن مبالغ في قيمته ؟ * نعم مبالغ في قيمته مقابل مايقدمه داخل المستطيل الأخضر ونادراً مانشاهد لاعبا مستمرا في العطاء المميز لموسم كامل وهذا السبب الأول وراء ديون الأندية * من يعجبك من اللاعبين المحليين؟ للأمانة يعجبني لاعبا وسط الهلال سلمان الفرج وعبدالمجيد الرويلي . * مارأيك في قرار الاتحاد السعودي الأخير في السماح للأندية بالتعاقد مع حارس أجنبي ؟ * أكون معك صادقا لا أراه مناسبا لأنه سيقلل من مشاركة الحارس المحلي وربما يحبطه ويتسبب في ضعف حراسة المنتخب السعودي ولو لاحظت بعد اعتزال محمد الدعيع الذي لن يتكرر لم نشاهد حارسا مستمرا كأساسي في المنتخب. * كيف تقارن ماضي الكرة السعودية وفي وقتنا الحاضر ؟ * في الماضي أفضل بكثير ولو كان في وقتنا احتراف أنا على ثقة تامة أن عشرات اللاعبين سيحترفون بالخارج . * بالعودة إلى ماضيك مع الطائي ماقصة لقب "صديق الإصابات" الذي أطلق عليك؟ * يعود هذا اللقب لكثرة إصاباتي التي أبعدتني عن تمثيل المنتخب والطريف في الأمر أنها جميعا كانت كسرا في اليد وأجريت لها عمليات متكررة على الرغم من إني لستُ حارس مرمى؟. * مباراة لاتزال عالقة في ذهنك ؟ * مباراة الشعلة في كأس ولي العهد كنا مهزومين بنتيجة 3-2 ولم يتبقَ من الوقت إلا دقيقة وسجلت فيها هدف التعادل من كرة ثابته استقرت بال90 وبعد التعادل تفوقنا بركلات الترجيح لذلك لا يمكن أن أنسى هذه المباراة وكنت نجمها الأول. * من أكثر اللاعبين الذين ترتاح للعب معهم ؟ * زبن الصادر وخليل المصري وسعود الحسين رحمه الله وابراهيم البكر الذي كان مزعجا في الهجوم بشكل مستمر لعمالقة الدفاع صالح النعيمة وأحمد جميل وناصر الحماد، كنا جداً متفاهمين لأننا أصدقاء حينها داخل الملعب وخارجه. * جمال كرة القدم في المتعة والإثارة .. ضد من يستمتع خالد في اللعب ؟ * كنت استمتع باللعب ضد المهاجمين السابقين ماجد عبدالله ويوسف الثنيان وهما الأفضل بلا شك. * أفضل لقب تعتز به ومن اطلقه ؟ * أحد جماهير نادي الطائي والمحبين له اسمه زبن السنيد لقبني بالورقة الرابحة ولاأخفيك أنه حتى هذه اللحظة وأنا فخور وأعتز بهذا اللقب. * ماذا يحتاج حتى يعود إلى "دوري جميل" بعد غياب ؟ * يحتاج لاعبين أجانب يصنعون الفرق في خانات مهمة مثل المحور وهو الأهم للربط بين الدفاع والهجوم ومهاجما قناصا وأنا متفائل هذا العام بكل خير للطائي. كلمة أخيرة ؟ أشكرك وأشكر القائمين على صحيفة الرياض المتألقة دائماً مع كل الأمنيات بأن أكون ضيفا خفيفا على الجميع وفقنا الله وإياكم. خالد الصقري مع اخوانه وليد وحسن ومبارك وفيصل ماجد عبدالله يوسف الثنيان