يوافق يوم غد اليوم الوطني لبلدنا الحبيب المملكة، ففي كل احتفال نعمد إلى ذكر كل محاسن المحتفل به، ولا ضير أن نتحدث قليلاً عنا نحن أبناء الوطن من نعمل لبناء وطننا وبناء أنفسنا، كيف يمكن أن يكون العمل قيمة شخصية لنا؟ فنحن حتى الآن لم نصل لمرحلة التعامل مع العمل كقيمة مضافة لوجودنا الإنساني، فنتعامل معه بفرح يفوق فرح الأطفال الطيبين، فضيلة العمل تحتم علينا احترامها وتقديرها كهبة من الله سبحانه وتعالى، حيث منّ بها علينا لنبهج أنفسنا من ركام قد يحط عليها بفعل الجمود والفراغ، ولو تأملنا واقعنا وجدنا أننا نقضي أكثر من نصف اليوم في العمل وهذا كفيل بفتح أبواب كثيرة لتطبيق استراتيجيات إدارية تساعدنا على التمتع بالعمل والتعايش معه، كجزء من كينونتنا، لكن لن يتوافر هذا إلا بوجود منظومة إدارية قوية تهتم بالفرد وبتوفير بيئة عمل صحية خالية من كوليسترول الضغوط، التي تشتت مجهود الفرد. ولا يختلف اثنان على أن ثقافة المنظمة تمثل جانباً مهماً في تشكيل الانتماء والولاء، فالثقافة تتلخص في الممارسات والقيم والسلوكيات التي تحكم عمل المنظمة، وتدفعها نحو الإنجاز. فالممارسات المحكومة بقواعد وقيم تولد سلوكاً يؤثر في الإنجاز إلا أن الثقافة التنظيمية لبعض منظماتنا تهمل جوانب كثيرة وتتعامل مع المسميات الإدارية بشكل صوري، فلا يوجد تفعيل حقيقي للأنظمة، وليس هناك جهود ملحوظة لمحاولة إرساء قيم أو بذر ثقافات للموظفين والمنظمة، ما يؤدي إلى فقدان الهدف بالنسبة لهم فيقعون في شرك الرتابة والملل. أما حرية التفكير والإبداع للموظفين فتحكمها أمزجة البعض «من قادة ومديرين» الذين يخافون شبح التفكير والتغيير نحو الأفضل، وفي مقولة لإيمانويل كان يعبر فيها عن ضرورة تفعيل الإنسان يقول: «كيف يشغل المرء في حياته على نحو لائق ذلك الحيز في الخلفية المخصصة للإنسان؟ وكيف يتعلم منه الذي يجعله جديراً بأن يكون إنساناً». عادة نضع أنفسنا موضع أناس حكماء قد تدربنا على صياغة عقولنا بطريقة حسنة النية، لكنها خاطئة بالتأكيد. لقد تمت برمجتنا عن طريق وسائل تسيطر على الوعي ضللت سلوكنا وطريقة تفكيرنا، تعودنا على طريقة الفكرة الواحدة والمنهج الواحد، فالاختلاف عن الآخر شذوذ عن القاعدة، والتفكير بحرية الرأي هي نوع من معاكسة التيار «دون تركيز العقل لن يكون للأداء أي ثمرة. روجر نانسيتر»، فالتفكير بسلوكياتنا وطريقة تفكيرنا نحو التغيير والتقدم والإنجاز هي أجمل ما يمكن أن نهديه للوطن في عامه ال88. هذه المناسبة الوطنية والذكرى المجيدة لتوحيد المملكة على يد المؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله -، تأتي ترسيخًا لاعتزازنا بوطننا وقيادتنا الرشيدة، وتعميقًا للقيم الوطنية في نفوسنا كمواطنين نعشق أرض هذا الوطن، وانطلاقًا من مضامين رؤية المملكة «2030» في تعزيز المواطنة والعمل والتقدم، فلنفكر خارج الصندوق، ولنعتنق قيماً جديدة ومفاهيم مختلفة، لعلنا نحدث تغييراً منشوداً، يهدف دائماً إلى التقدم والتميز. Your browser does not support the video tag.