أمير حائل يستقبل سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى المملكة    وكيل إمارة المنطقة الشرقية يستقبل القنصل العام المصري    «حساب المواطن»: بدء تطبيق معايير القدرة المالية على المتقدمين والمؤهلين وتفعيل الزيارات الميدانية للأفراد المستقلين    الوداد لرعاية الأيتام توقع مذكرة تعاون مع الهيئة العامة للإحصاء    أمير الرياض يطلع على جهود إدارة تعليم المنطقة في تنفيذ مشروع التحول والحوكمة    مدير فرع وزارة الصحة بجازان يفتتح المخيم الصحي الشتوي التوعوي    311 طالبًا وطالبة من تعليم جازان يؤدون اختبار مسابقة موهوب 2    ضيوف الملك يغادرون المدينة إلى مكة    د. الربيعة ل"الرياض": "التوائم الملتصقة" من دول الأزمات تخضع للرعاية السعودية    أمير منطقة تبوك يستقبل القنصل الكوري    ترسية المشروع الاستثماري لتطوير كورنيش الحمراء بالدمام (الشاطئ الغربي)    السند يكرِّم المشاركين في مشروع التحول إلى الاستحقاق المحاسبي    حسين الصادق يستقبل من منصبه في المنتخب السعودي    غربلة في قائمة الاخضر القادمة وانضمام جهاد والسالم والعثمان وابوالشامات    السجن والغرامة ل 6 مواطنين ارتكبوا جريمة احتيالٍ مالي واستعمال أوراق نقدية مقلدة والترويج لها    وزير الاستثمار: 1,238 مستثمرًا دوليًا يحصلون على الإقامة المميزة في المملكة    الجامعة العربية بيت العرب ورمز وحدتهم وحريصون على التنسيق الدائم معها    تعطل حركة السفر في بريطانيا مع استمرار تداعيات العاصفة بيرت    جبل محجة الاثري في شملي حائل ..أيقونه تاريخية تلفت أنظار سواح العالم .!    NHC تطلق 10 مشاريع عمرانية في وجهة الفرسان شمال شرق الرياض    وزير الصناعة في رحاب هيئة الصحفيين بمكة المكرمة    التدريب التقني ترصد 298 مخالفة تدريبية في النصف الأول من العام 2024 م    القيادة تهنئ رئيس جمهورية سورينام بذكرى استقلال بلاده    أمير الشرقية يفتتح أعمال مؤتمر الفن الإسلامي بنسخته الثانية في مركز "إثراء"    مدينة الأمير عبدالله بن جلوي الرياضية تستضيف ختام منافسات الدرفت    الدفاع المدني يحذر من الاقتراب من تجمعات السيول وعبور الأودية    بركان دوكونو في إندونيسيا يقذف عمود رماد يصل إلى 3000 متر    لندن تتصدر حوادث سرقات الهواتف المحمولة عالمياً    صفعة لتاريخ عمرو دياب.. معجب في مواجهة الهضبة «من يكسب» ؟    بمشاركة 480 خبيراً ومتحدثاً.. نائب أمير مكة يدشن «مؤتمر الابتكار في استدامة المياه»    16.8 % ارتفاع صادرات السعودية غير النفطية في الربع الثالث    «التعليم»: السماح بنقل معلمي العقود المكانية داخل نطاق الإدارات    «الإحصاء» قرعت جرس الإنذار: 40 % ارتفاع معدلات السمنة.. و«طبيب أسرة» يحذر    مصر: انهيار صخري ينهي حياة 5 بمحافظة الوادي الجديد    اقتراحات لمرور جدة حول حالات الازدحام الخانقة    أمر ملكي بتعيين 125 عضواً بمرتبة مُلازم بالنيابة العامة    «كل البيعة خربانة»    مشاكل اللاعب السعودي!!    في الجولة الخامسة من دوري أبطال آسيا للنخبة.. الأهلي ضيفًا على العين.. والنصر على الغرافة    في الجولة 11 من دوري يلو.. ديربي ساخن في حائل.. والنجمة يواجه الحزم    «واتساب» يغير طريقة إظهار شريط التفاعلات    أسبوع الحرف اليدوية    مايك تايسون، وشجاعة السعي وراء ما تؤمن بأنه صحيح    ال«ثريد» من جديد    ترحيب عربي بقرار المحكمة الجنائية الصادر باعتقال نتنياهو    الإنجاز الأهم وزهو التكريم    الأهل والأقارب أولاً    اطلعوا على مراحل طباعة المصحف الشريف.. ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة يزورون المواقع التاريخية    أمير المنطقة الشرقية يرعى ملتقى "الممارسات الوقفية 2024"    السودان.. في زمن النسيان    لبنان.. بين فيليب حبيب وهوكشتاين !    انطلق بلا قيود    مسؤولة سويدية تخاف من الموز    جينات وراثية وراء تناول الحلويات بشراهة    أمير الرياض يكلف الغملاس محافظا للمزاحمية    111 رياضيًا يتنافسون في بادل بجازان    محمية الأمير محمد بن سلمان تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش    قرار التعليم رسم البسمة على محيا المعلمين والمعلمات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحج ليس موطناً للشعارات ودعوات الأحزاب والحركات

توافدت جموع غفيرة من حجاج بيت الله الحرام منذ وقت مبكر إلى مسجد نمرة في مشعر عرفات أمس لأداء صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً؛ اقتداء بسنة النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم والاستماع لخطبة عرفة، وامتلأت جنبات المسجد الذي تبلغ مساحته (110) آلاف متر مربع والساحات المحيطة به التي تبلغ مساحتها ثمانية آلاف متر مربع بضيوف الرحمن.
خطيب عرفة: سورة الحجرات نهت عن تصديق الشائعات والتجسس
وتقدم المصلين صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية وسماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، حيث ألقى فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الدكتور حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ، خطبة عرفة -قبل الصلاة- استهلها بحمد الله والثناء عليه على ما أفاء به من نعم ومنها الاجتماع العظيم على صعيد عرفات الطاهر.
أفضل الأخلاق
وأثنى فضيلته على الله سبحانه وتعالى على ما تفضل به على العباد بأنواع الأرزاق والدلالة على أفضل الأخلاق، موصياً بتقوى الله والاستجابة لأوامره وتعليق القلوب به سبحانه محبة وخوفاً ورجاءً، مؤكداً أن من اتقى الله أفلح وفاز في الدنيا والآخرة، وأن من اتقاه هدي إلى الحق، مستدلاً بقوله تعالى «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ» وبقوله في كتابه الكريم «وَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ» وبقوله عز شأنه «الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ» وبقوله جل وعلا عن إبراهيم عليه السلام «وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ».
دعاة التوحيد
وأشار فضيلته إلى أن من تقوى العبد لربه أن يوحد الله جل وعلا في عبادته وأن لا يصرف شيئاً من العبادة لغير الله، كما قال الله سبحانه وتعالى « يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ، الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ» وقال «وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ» وقال عز وجل «وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ».
وقال فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الدكتور حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ: جميع الأنبياء والرسل جاؤوا بالتوحيد وفي مقدمتهم أولو العزم من الرسل نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، وخاتم الأنبياء محمد -صلوات الله عليهم أجمعين-، فكل الأنبياء يقولون لأقوامهم «يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ».
وأشار فضيلته إلى أن الله جعل العاقبة الحميدة لأهل التوحيد واتباع الرسل، وجعل العقوبة على من خالف طريقهم كما ورد ذلك في كتابه الكريم «وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ».
وأكد أن هذا هو التوحيد الخالص الذي دعا إليه الأنبياء بإفراد الله بالعبادة وهو معنى شهادة أن لا إله إلا الله، كما قال الله جل شأنه «وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ» وقال جل وعلا «قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ» وقال عز وجل «وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ، وَلَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ، وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ، ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنكُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ».
الفوز والنجاة
وبين فضيلة الشيخ الدكتور حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ أن الفوز والنجاة يحصلان بتحقيق شهادة أن لا إله إلا الله مع شهادة أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم بحيث يطاع أمره ويصدق خبره ولا يعبد الله إلا بما جاء به.
وقال: إن الله أرسل محمداً صلى الله عليه وسلم للناس جميعاً ليخرجهم من الظلمات إلى النور ومن الضلالة إلى الهدى، قال تعالى « وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ» وقال جل وعلا « يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا، وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا، وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا».
وأضاف: إن الله سبحانه وتعالى بشر المؤمنين بالفضل الكبير بقوله جل وعلا «وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ».
أعظم الأركان
ولفت فضيلته النظر إلى أن الإيمان مبني على أركان فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره»، كما ذكر أركان الإسلام بقوله «الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً».
وأوضح فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف أن الصلاة من أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين، حيث إنها هي العمل الذي يدل على الإسلام، وهي الصلة بين الإنسان وربه، وهي التي يناجي فيها العبد إلهه وخالقه سبحانه تعالى كما ذكر ذلك الله جل شأنه في كتابه «وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ» وقوله سبحانه وتعالى «أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا» وقوله «وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ».
وحث فضيلته المصلين على أداء زكاة الأموال مرضاة للرب ومواساة للفقراء ومساهمة في المنافع العامة المذكورة في مصارف الزكاة كما أمر الله بذلك في كتابه الكريم بقوله «وَأَقِيمُواْ الصَّلاةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ» وبقوله جل شأنه «وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ».
الصورة الحقيقية للإسلام
وأبان فضيلة الشيخ الدكتور حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ أن الصورة الحقيقية للإسلام تشتمل على أعلى الأخلاق وأحسن التعاملات، مبرزاً حاجة الخلق اليوم إلى اعتماد الأخلاق في معاملاتهم المالية وأنظمتهم الاقتصادية والسياسية ومناهجهم العلمية وطرقهم البحثية، وأنه لن تتمكن أمة من تشكيل مواطنين صالحين إلا بزراعة الأخلاق في نفوسهم، لأن الأخلاق تحفظ الحقوق وتقيم النفوس والمجتمعات على أفضل نهج.
وشدد فضيلته على الحاجة إلى اعتماد المعايير الأخلاقية في شتى مجالات الحياة، التي جاءت خطبة النبي صلى الله عليه وسلم في يوم عرفة لتؤكد أسس الأخلاق حيث نهى صلى الله عليه وسلم عن الاعتداء على الآخرين بقوله صلى الله عليه وسلم: «إن دماءكم وأمولكم وأعراضكم عليكم حرام» وقال عليه الصلاة والسلام: «لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض»، وأن من محاسن الإسلام الحث على الأخلاق كما جاء بقوله عليه أفضل الصلاة والسلام: «إن من خياركم أحسنكم أخلاقاً» مما يظهر فضل دين الإسلام وكمال شرعيته وسمو مقاصده.
لا رفث ولا فسوق
وحث فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الدكتور حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ حجاج بيت الله الحرام على وجوب تقوى الله تعالى والحرص على أداء نسك الحج على أفضل وجه مستدلاً بقول الله تعالى «فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ» وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه»، داعياً الجميع إلى الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم في مناسك الحج، كما قال عليه الصلاة والسلام: «لتأخذوا عني مناسككم» والاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع العبادات والسير على هديه وطريقته، حيث رتب الله سبحانه على ذلك محبته بقوله تعالى «قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ» وقوله في كتابه الكريم «لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا».
وقال فضيلته: لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم على أكمل الأخلاق وأفضل الآداب، كما وصفه ربه جل وعلا بقوله «وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ» وبقوله «فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ»، ووصف أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما لخلق النبي عليه أفضل الصلاة والسلام «كان خلقه القرآن».
حفظ المصالح
وأكد فضيلته أن الإسلام يحفظ المصالح ويدرأ المفاسد ويدعو إلى عمارة الكون ونفع الخلق، ويقرر مبدأ التآخي بين المسلمين، ونشر الرحمة والمودة فيما بينهم، والحث على نشر الخير والمعروف والبذل والعطاء والكف عن ظلم الناس، وترك العدوان عليهم.
وقال: لقد كانت أمة الإسلام أمة واحدة تجتمع على الهدى معتمدة على الكتاب والسنة بعيدة عن الأهواء والبدع سامية عن الشقاق والبغضاء تتجه إلى رب واحد سبحانه، وتتبع نبياً واحداً عليه الصلاة والسلام، وتهتدي بكتاب واحد وهو القرآن العظيم وتصلي إلى جهة واحدة وهي الكعبة المشرفة، وتحج إلى بيت واحد وتؤدي نسكاً واحدًا وتتناصر بعدل ورحمة وتكامل.
ولفت فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف النظر إلى أن مما حثت عليه الشريعة من الأخلاق، اختيار الأقوال الجميلة والألفاظ الحسنة، كما أمر بذلك الله في كتابه الكريم «وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ» وقوله سبحانه «وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا».
الوفاء بالعقود
وقال: إن مما جاءت الشريعة الإسلامية به هو الترغيب في صدق الأقوال والأفعال كما قال الله في كتابه الكريم «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ»، كما جاءت الشريعة بالأمر بالوفاء بالعقود والعهود عملاً بقوله تعالى «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ»، وبقوله سبحانه «وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً».
وأضاف: إن الله سبحانه وتعالى أمر بالإحسان إلى الوالدين والقرابة والجيران كما ورد في كتابه الكريم «اعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا» وقوله جل شأنه في حق الوالدين «فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا، وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا».
حسن المعاشرة
وأكد فضيلة الشيخ الدكتور حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ أن الله سبحانه وتعالى أمر بحسن العشرة بين الزوجين بقوله عز وجل «وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا»، وأن مما جاء في خطبة النبي صلى الله عليه وسلم في عرفة قوله «واستوصوا بالنساء خيرًا»، مشيرًا إلى أن الشريعة الإسلامية أمرت بالإحسان إلى الخلق والعدل بينهم حيث قال عز وجل «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ» وقوله سبحانه «إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ».
وبين الدكتور حسين آل الشيخ أن الله عز وجل نهى عن الغش وتخفيف المكاييل فقال «وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ» وأمر بالمحافظة على الأمانات وأدائها إلى أهلها فقال جل وعلا «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ».
موسم التوبة
وقال فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف: إن الله أثنى على المؤمنين بقوله سبحانه «وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ»، كما أثنى على أهل الإيثار بقوله «وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ»، وأثنى على أهل الصدقات والنفقات في سبيل الخير بقوله جل شأنه «لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ».
وتطرق إلى ثواب أهل الأخلاق الفاضلة في القرآن حيث قال عز وجل «سَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ، الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ».
وأبان إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف أن الله تعالى فتح لعباده باب التوبة ليتجاوز بفضله عن ذنوب العباد كما ذكر ذلك في كتابه العزيز «إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا» وبقوله كذلك في كتابه الكريم «وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى».
وقال فضيلته: إن يومكم هذا أيها المسلمون من مواسم التوبة ومواطن المغفرة فلقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه أن النبي صلى لله عليه وسلم قال «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيداً من النار من يوم عرفة» كيف لا وهذا يوم عظيم أنزل الله فيه قوله «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا» فعندها كملت الأخلاق وتمت الشريعة المشتملة على الفضائل العالية والمحاسن الشريفة».
تصديق الشائعات
وحث فضيلة الدكتور حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ، المسلم إلى النظر في سورة الحجرات حيث نهى الله فيها عن تصديق الشائعات وأمر بالإصلاح بين المتخاصمين ورد الباغي عن الحق ونهى عن السخرية بالخلق والتنابز بالألقاب وسوء الظن والتجسس والغيبة والتكبر.
وقال فضيلته: العالم أجمع مدعو إلى مراجعة القرآن الكريم ليتعرف على أعلى درجات الأخلاق، كما قال الله سبحانه «إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ»، وكذلك ما جاء في خطبة النبي صلى الله عليه وسلم في عرفة «وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله»، مشيراً إلى أن مما دعا الله في كتابه إلى اجتماع كلمة المسلمين والحذر من البغي والخداع والخيانة وأخذ العظة والعبرة لمآلات ما سبق من الخونة والظالمين.
التعاملات المالية
وأكد الدكتور حسين آل الشيخ أن مراعاة الضوابط الأخلاقية الإسلامية في التعاملات المالية يسهم بازدهار التجارة وينمو به الاقتصاد لبناء ثقة الناس بعضهم بأخلاق بعض، ولذلك جاء تحريم الغش والربا وأكل أموال الآخرين بالباطل والقمار والميسر، مشدداً فضيلته على ما أمر الله به من توثيق الحقوق .
وقال فضيلته: إن مما أمر به الشرع مما له صلة بالأخلاق طاعة ولاة الأمور لما له من أثر عظيم في حفظ النظام العام، حيث قال الله تعالى «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُمْ»، فتلتزم الأمة بطاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وتجتمع تحت راية قادتها وولاتها بعيدة عن المنازعة والمنابزة، مؤدية الواجبات ومنتهية عن المخالفات، آمرة بالمعروف ناهية عن المنكر، وكانت بذلك خير أمة أخرجت للناس، فتنال ما وعد الله به من النصر والرزق والخير والاجتماع بعيدًا عن لوثات الفتن ودعاتها، مهما تلونوا وتقلبوا.
الدعوة للأحزاب
ولفت فضيلة الشيخ الدكتور حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ النظر إلى أهمية الحفاظ على الأخلاق في جميع البقاع وخاصة في هذه البقاع المقدسة، وأنه ليس من الخلق الفاضل جعل موسم الحج موطناً للشعارات أو التظاهرات أو الدعوة إلى الأحزاب والحركات، مبيناً أن النبي صلى الله عليه وسلم أكد في خطبة عرفة أن كل شيء من أمر الجاهلية موضوع تحت قدميه.
ودعا العالم أجمع إلى الالتزام بالأخلاق التي تهيئ أحسن السبل للحياة والعيش الكريم، حاثاً قادة الأمة وعلماء الشريعة والمسؤولين والمربين والآباء والأمهات والإعلاميين إلى إعطاء موضوع الأخلاق ما يستحقه من أهمية، وتربية النفوس عليه وجعل النفوس تستشعر مراقبة الله تعالى، وترتبط بالقرآن الكريم والسنة النبوية وترجو حسن العاقبة في الدنيا والآخرة عند تمسكها بالأخلاق الفاضلة.
حجة النبي
وقال فضيلة الدكتور حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب في عرفة، وأمر بلالًا فأذن، ثم أقام فصلى الظهر مقصورة ركعتين، ثم أقام فصلى العصر مقصورة ركعتين، ثم وقف في عرفة على ناقته يذكر الله جل وعلا يدعوه حتى غرب قرص الشمس، ثم ذهب إلى مزدلفة، وكان يوصي أصحابه بالرفق ويقول يا أيها الناس عليكم بالسكينة والوقار، فإن البر ليس بالإسراع، فلما وصل مزدلفة صلى المغرب ثلاثًا والعشاء ركعتين جمعًا وقصرًا، وبات بمزدلفة وصلى الفجر بها في أول وقتها، ثم دعا الله.
وأضاف فضيلته: إن النبي صلى الله عليه وسلم ذهب بعد ذلك إلى منى فرمى جمرة العقبة، بعد طلوع الفجر بسبع حصيات، ثم ذبح هديه وحلق، ثم طاف طواف الإفاضة وبقي في منى أيام التشريق يذكر الله عز وجل ورمى الجمرات الثلاث بعد الزوال، ودعا عند الصغرى والوسطى ورخص لأهل الأعذار في ترك المبيت في منى.
وأبان فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف أن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم هي المكث بمنى إلى اليوم الثالث عشر وهو الأفضل، وأجاز التعجل في الثاني عشر، وأن النبي عليه الصلاة والسلام لما فرغ من حجته وأراد السفر إلى المدينة طاف بالبيت.
موطن شرف
ونبه الحجاج إلى أنهم في موطن شريف وزمان فاضل ترجى فيه مغفرة السيئات وإجابة الدعوات، مشيراً إلى أن محمداً عليه أفضل الصلاة والسلام أفطر يوم عرفة في حجه ليتفرغ للذكر والدعاء، موصياً ضيوف الرحمن بالإكثار من الدعاء لهم ولمن يحبون وللمسلمين عامة بأن يصلح الله أحوالهم ويجمع كلمتهم على الحق، وقال: لا تنسوا الدعاء لمن أحسن إليكم كما ورد ذلك في حديث النبي عليه الصلاة والسلام «مَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُونَهُ فَادْعُوا لَهُ»، مبيّناً: «إن من الإحسان للمسلمين القيام بخدمة الحرمين الشريفين والسهر على راحة ضيوف الرحمن، وفي طليعتهم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين فادعوا الله لهما».
وسأل فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف، الله أن يوفق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ويؤيده وينصره ويعينه على كل خير، وأن يجزيه الله خير الجزاء على ما يقدمه من الخير والإحسان، وأن يبارك لولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ويشد به عضده ويجعله سبب خير للأمة كلها.
ودعا الله تعالى أن يتقبل من الحجيج حجهم، وأن ييسر لهم أمورهم وأن يكفيهم شر من أراد بهم سوءًا، وأن يعيدهم لبلدانهم سالمين غانمين، وقد غفرت ذنوبهم وقضيت حوائجهم، وأن يغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات، وأن يؤلف ذات بينهم ويصلح قلوبهم، وأن يتولى شأنهم وأمنهم في أوطانهم، ويهديهم لأحسن الأقوال والأعمال.
الشيخ د. حسين آل الشيخ ملقياً خطبة عرفة
جنبات مسجد نمرة اكتست بالبياض
Your browser does not support the video tag.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.