أكد خليجيون مختصون في الشأن السياسي على أن القمة العربية تعقد في وقت مهم جداً، ولابد أن يخرج الصوت العربي بفعل قوي وصارم ضد تدخلات إيران في شؤون البلدان العربية ونشرها للإرهاب والتطرف. وقالت رئيسة لجنة الشؤون التشريعية والقانونية عضوة مجلس الشورى البحريني المحامية دلال جاسم الزايد ل"الرياض": إن دور المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- بارز في دعم مكانة الدول العربية والعمل على كل ما يدعم ويعزز من أواصر العلاقات العربية. وأضافت: نتطلع لصدور قرارات تخدم وتحفظ أمن الدول العربية وسيادتها، وخاصة الأطماع والأخطار والأزمات التي تواجهها عدد من الدول من نزاعات وصراعات وتدخل في شؤونها الداخلية والهجمات من الميليشيات والتنظيمات الإرهابية، وبشكل خاص التدخلات الإيرانية التي تدعم الإرهاب وتدرب الإرهابيين وتمولهم. وأردفت الزايد أن التدخلات الإيرانية السافرة تمثلت مؤخراً باعتداء ميليشيات الحوثي الانقلابية على المملكة بإطلاق صواريخ باليستية إيرانية الصنع، وأيضاً استهداف طهران المستمر للبحرين، وذلك يمثل خطورة على الاستقرار والأمن للدول العربية، وانتهاكاً لمبدأ حسن الجوار وانتهاكاً صارخاً لقواعد القانون الدولي في احترام الدول وسيادتها. وأكدت أن من التحديات أيضاً ما تشهده بعض دول المنطقة كالوضع في فلسطين وسورية واليمن والعراق وليبيا والتي تتطلب عمل جاد وواضح للتصدي لها، ومكافحة الإرهاب وتعزيز منظومة التعاون الأمني والمعلوماتي بين الدول العربية بمواقف موحدة وثابتة لمكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه وإحباط مخططاته التي تستهدف أمن واستقرار وسيادة الدول العربية، مشددة على أهمية التعاضد والتعاون والعمل على تفعيل الاتفاقيات والمعاهدات العربية والدولية المعنية في مكافحة الإرهاب. وذكر المحلل السياسي خالد الزعتر أن القمة العربية تنعقد في وقت مهم جداً، وهو الأهم ليس على صعيد التحديات والتهديدات بقدر ما هو على صعيد الحفاظ على الاستحقاقات والإنجازات التي حققتها الدول العربية منها ما حققه التحالف العربي في اليمن، وكذلك هزيمة داعش في العراق وتراجع قوته في سورية، ولذلك فهناك أولويات للقمة العربية تستند على هذه الإنجازات وأول الأولويات مكافحة الإرهاب. واستطرد الزعتر أن الحديث اليوم ليس عن محاربة داعش الذي تراجع وجوده في الأرض العربية، وإنما منع عودة مثل هذه التنظيمات وولادة غيره من التنظيمات الإرهابية سواء في العراق أو سورية، وهو ما يطرح أهمية الدفع باتجاه تحقيق العملية السياسية والقضاء على الأزمات، وتحقيق المصالحة الداخلية، والحفاظ على الدولة الوطنية، والقضاء على خطاب الكراهية، الذي وفر الأرضية الخصبة لولادة داعش. وتابع أن الأولوية الثانية للقمة نجدها على صعيد التعاون العسكري العربي، وأهمها الاستفادة من تجربة المملكة في اليمن التي نجحت بقيادة تحالف عربي، والتي لم يقتصر تأثيرها على الأرض اليمنية وإنما تخطاها للصعيد الدولي من خلال القرارات الأممية التي تؤكد نجاح التحالف العربي ليس عسكرياً فقط بل وسياسياً، لذلك لابد من الاستفادة من هذا الإنجاز العربي الذي حققته المملكة لتفعيل معاهدة الدفاع العربي المشترك، التي ظلت هذه المعاهدة منذ إقرارها معطلة برغم التحديات والتهديدات التي عاشها ويعيشها الأمن القومي العربي. وأكد الزعتر أن القمة العربية تنعقد في وقت تواجه السيادة العربية الكثير من الانتهاكات كالتدخلات الإيرانية في سورية ولبنان والعراق واليمن، وكذلك التحركات التركية العسكرية في سورية والوجود العسكري التركي في الدوحة، وهو ما يطرح تحديات تواجه القمة العربية، مشيراً إلى أن ضرورة تجديد العمل العربي المشترك، والخروج بمسار موحد يتناول الكيفية التي يتم التعامل بها مع هذه الملفات. Your browser does not support the video tag.