أن تعيش اللحظة والحياة من بدايتها إلى نهايتها، يعني أن تحرر عقلك من كل ما يقيده، وتركز فقط على ما أنت فيه.. يعني أن تفهم ما أنت ومن أنت وما فيك وما ليس فيك، وتحب ذلك وتكون ذلك من غير محاولة لتغيير حقيقتك.. يعني أن تملك سلطة التحكم في عواطفك ومنطقك وما يصاحبهما، يعني أن تدرك سحر اختلافك الذي يمنحك قوة التغيير وأحداث ما لا يستطيع أحد إحداثه سواك.. يعني أن تسد كل ثغرة يتسلل منها خيط من خيوط الظلام وفكرة من أفكاره الحاكمة عليك بالهلاك.. يعني أن تتوقف عن منح وسوساتك الخيالية الحق في أن تكون حقيقة، أن تواجه ما يصيبك من الشر وتكمل مسيرك من غير أن تتلوث به.. أن تقطع لسانك عن التذمر وإلقاء اللوم على الأشياء والآخرين الذين لا يكون لهم سبب فيما تعيشه.. يعني أن يكون لك طقس وإيمان وفلسفة ما، أهداف عظمى وقدرة على رؤية الجمال في القبيح وأخذ الحكمة من الأشخاص والمواقف والأمور التي تمر في يومك من غير أن تفقد متعة عيشها، يعني أن يكون لك عالمك السري الذي تلجأ إليه في كل مرة تحتاج فيها للشحن وإعادة التوازن.. يعني أن تجن وتجن، فتضحك على ما لا يضحك وتبكي على ما لا يبكي، يعني أن تغني بصوتك البائس، وتمايل جسدك من غير قوانين تحكمه، يعني أن تحب من غير قيود وتبعد نفسك عن كل ما يخالف الحب من شعور، وأن تستمر في حب الأشياء، واستلهام الشغف من كل ما حولك وداخلك، فتعي من أنت وما أنت وكيف أنت وأين أنت، وما عليك أن تفعل لتبقى أنت المخلوق لعيش اللحظة والحياة والموت!.