تلعب شركات الطيران دوراً مهماً في تدخل قوات الحرس في المنطقة، بما في ذلك توفير الدعم اللوجستي للجماعات الإرهابية والميليشيات وتستخدم قوات الحرس، وعلى وجه التحديد، ذراعها العاملة في الخارج قوة القدس، هذه الشركات لنقل قادة الحرس والمرتزقة والمعدات واللوجستيات وفرضت عقوبات على بعض هذه الشركات منها شركة الخطوط الجوية الإيرانية (شركة الطيران الوطنية) وشركة ماهان الجوية، وشركة معراج للطيران أو كاسبين على مر السنين لأسباب مختلفة، منها الإرهاب العالمي الخاص، والمشاركة في إنتاج وانتشار أسلحة الدمار الشامل، أو كانت مملوكة لقوات الحرس أو تحت سيطرتها غير أن شركة ماهان للطيران لها دور خاص. وفي دراسة أجرتها لجنة الشؤون الخارجية للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بخصوص الشركة التي أصبحت أكبر شركة طيران في إيران على المدى القصير، تظهر أنه على الرغم من أن هذه الشركة ولو يبدو أنها شركة أهلية وتعمل تحت هذا الغطاء، الا أنها في الواقع مؤسسة حكومية وتم تأسيسها منذ البداية برأس مال وامتيازات حكومية وتواصل نشاطاتها. ومن أهم النتائج التي توصل إليها هذا التقرير وأهمها هي، أنه على عكس الصورة العامة، فهذه الشركة لا تتعاون مع قوات الحرس، ولا سيما قوة القدس الإرهابية فقط، إنما مملوكة فعلاً لقوات الحرس وأظهرت الدراسة أن الموظفين الرئيسيين والمعنيين لشركة الطيران هذه، كانوا من كبار المسؤولين في قوات الحرس وجميعهم لديهم علاقات وثيقة وطويلة الأمد مع قاسم سليماني، قائد قوة القدس حيث إن العديد من كبار موظفي شركة الطيران هذه، بما في ذلك مؤسسها، هم من مدينة كرمان، مسقط رأس قاسم سليماني، ومنذ عام 2011، عند احتدام انتفاضة الشعب السوري ضد الدكتاتور بشار الأسد، وتزايد تدخلات نظام الملالي وإرسال عناصره إلى سورية، كانت شركة ماهان عملياً تخدم قوة القدس لنقل الأفراد الأجانب والوكلاء إلى سورية، فضلاً عن معدات للنظام السوري، وحزب الشيطان ويأتي معظم تنقلات قادة قوات الحرس وقوة القدس إلى دمشق برحلات ماهان. وكجزء من صفقة هامشية لإدارة أوباما مع النظام الإيراني ودفع فدية مقابل الإفراج عن أربعة رهائن أميركيين -إيرانيين في 16 يناير / كانون الثاني 2016، وافقت إدارة أوباما على أنه بالإضافة إلى الإفراج عن سبعة من عملاء النظام المسجونين لمدة سنوات في الولاياتالمتحدة لجرائم خطيرة، بما في ذلك معدات التهريب للمشروع النووي والمشروع الصاروخي الإيراني وبرنامج صناعة القنبلة، أن تلغي الإشعارات الحمراء للإنتربول، ووقف ملاحقة 14 من عناصر النظام وجميع الادعاءات ضدهم، وأظهر إلغاء قائمة هؤلاء الأشخاص ال14 وإسقاط التهم الموجهة ضدهم أن ثلاثة ممن طالبت طهران بإلحاح بإلغاء ملاحقتهم دولياً عن طريق الولاياتالمتحدة، هم من كبار المسؤولين في شركة الخطوط الجوية «ماهان» الذين كانوا مطلوبين بسبب انخراطهم في أنشطة غير مشروعة للشركة، بما في ذلك تجاوز العقوبات الأمريكية. وشركة ماهان، هي شركة مملوكة للحكومة تحت غطاء شركة أهلية خاصة، لا تقتصر على شركة ماهان والواقع أنه وبسبب السياسات العامة لنظام الملالي، وخاصة في الربع الأخير من القرن الماضي، لم يعد للقطاع الخاص في إيران أي معنى، وعلى وجه الخصوص، فإن جميع الشركات والمؤسسات الكبيرة تخضع لسيطرة الحكومة، وعلى وجه الخصوص قوات الحرس وقد حاول نظام الملالي استبعادها من العقوبات الدولية من خلال الايهام بأن هذه الشركة والشركات المماثلة هي مؤسسات خاصة، وقد أصبح من الواضح الآن أن جزءاً كبيراً من الاقتصاد الإيراني هو في أيدي قوات الحرس والمؤسسات التابعة لها، وأن أرباح العلاقات الاقتصادية الإقليمية والدولية مع هذا النظام تذهب مباشرة إلى جيب قوات الحرس، إلى جانب تكلفة القمع الداخلي وتصدير الإرهاب والتطرف والحرب في المنطقة والعالم.