أكد عميد كلية الدراسات العربية بجامعة الدراسات الأجنبية ببكين د.ليو شين ليو أنّ الصين ترغب في توثيق العلاقات العلمية والمعرفية بالمملكة، وهدفها هو تقديم الصين إلى السعوديين سواء أكانوا باحثين أم رجال أعمال أم من عموم الشعب السعودي. جاء ذلك في حلقة النقاش التي عقدها مركز البحوث والتواصل المعرفي بالرياض أخيراً، بعنوان: "التواصل العلمي المعرفي بين المملكة والصين"، بمقر المركز الإثنين الماضي، وحضرها لفيف من الأكاديميين والمثقفين السعوديين والدبلوماسيين الصينيين. وقال الدكتور لو: إن هدف زيارة الباحثين والأكاديميين الصينيين المملكة هو نشر معلومات عن الصين، وإيجاد وسائل تواصل ثقافية صينية سعودية، مسمياً ذلك "القوة الناعمة" التي وصفها بأنها لا تزال ضعيفة بين الصين والمملكة. وقال: على رغم أنه لا توجد أي خلافات بين البلدين إلا أن التواصل الثقافي بينهما في أدنى مستوياته، وتقتصر العلاقات بينهما على المادة والتكنولوجيا فقط. وأوضح أن المملكة لم تتأثر ثقافياً بالصين، في حين تأثرت الصين بالمملكة ثقافياً، "حيث يوجد 20 مليون مسلم حالياً هنالك". واستطرد: ظل الصينيون يبذلون جهوداً في نشر الثقافة الصينية الكلاسيكية، باللغة العربية، ولكن حتى الآن لا يوجد تبادل ولا عدد كافٍ من المترجمين يمكنه أن يجعل هذه الجهود تؤتي أكلها على الوجه المطلوب. وأكد عميد كلية الدراسات العربية بجامعة الدراسات الأجنبية ببكين أن الصينيين لديهم شغف بمعرفة الدول العربية، وما يجري فيها، "فعلى سبيل المثال، عندما ترجمنا كتاب رؤيتي لمحمد بن راشد آل مكتوم لقي صدى واسعاً هنالك، وبيعت منه نسخ كثيرة، وأصبح الكتاب رائجاً، وكذلك نريد أن يعرف الصينيون شيئاً عن برنامج عام 2020، ورؤية 2030، وينبغي للعرب أن يوصلوا إلى الصينيين عن أنفسهم أموراً أكثر من الصورة النمطية، التي تقتصر على الصحراء والنفط وقضايا الإرهاب". وتحدث عن تطور الدراسات العربية في الصين قائلاً: في عام 2000 كانت في الصين سبع جامعات فقط تدرس العربية، والآن ثمة 50 جامعة تدرس العربية، ومعظم طلابها غير مسلمين؛ وهذه الجامعات لا تكفي جميع الراغبين في دراسة العربية؛ وسبب هذا الإقبال هو توسع مجال الأعمال والتعاون التكنولوجي؛ وهذا يجعل كثيراً من الصينيين في حاجة إلى تعلم العربية. وتابع: عملنا عقوداً لترجمة أعمال كلاسيكية مع بعض البلدان العربية، ونفذنا المطلوب من جهتنا، إلا أن تلك البلدان عجزت عن الوفاء بدورها؛ بسب عدم توافر مترجمين عرب يتقنون اللغتين على النحو المطلوب. وحول المعلومات التي تصل إلى الصينيين أو السعوديين عن البلدين، أصرّ على أنها لا يمكن أن تكون دقيقة ما الطرفان يحصلون عليها باللغة الإنجليزية من وسائل إعلام غربية؛ فالباحثون الصينيون يقرؤون عن المملكة بالإنجليزية، وكذلك الباحثون السعوديون. وأردف: نحن والعرب دول نامية، وعلينا أن نتواصل ونعمل معاً، عوضاً من أن نتواصل عبر الغرب.