بفضل من الله سبحانه وتعالى ثم بفضل ما هيأته حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- من إمكانات ضخمة وترتيبات متميزة لينعم ضيوف الرحمن بالأمن والأمان والراحة والاطمئنان، تؤدي جموع حجاج بيت الله الحرام صباح اليوم الجمعة أعمال يوم النحر ورمي جمرة العقبة الكبرى بسبع حصيات ثم الاتجاه للمسجد الحرام لأداء الركن الثالث من أركان الحج، وهو طواف الإفاضة والسعي لمن لم يسعَ بين الصفا والمروة وسائر أعمال يوم النحر من حلق وتقصير وذبح للهدي والأضاحي والفدي، ثم يعودون مساء الليلة لقضاء الليلة الأولى من ليالي أيام التشريق، تمهيداً لرمي الجمرات الثلاث بعد زوال الشمس من يوم غد بإذن الله. وكان حجاج بيت الله الحرام توافدوا منذ وقت مبكر إلى مسجد نمرة في مشعر عرفات أمس لأداء صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً؛ اقتداء بسنة النبي المصطفى محمد -صلى الله عليه وسلم- والاستماع لخطبة عرفة، وامتلأت جنبات المسجد الذي تبلغ مساحته (110) آلاف متر مربع والساحات المحيطة به التي تبلغ مساحتها ثمانية آلاف متر مربع بضيوف الرحمن. وتقدم المصلين صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، وسماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، حيث ألقى المستشار بالديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء الشيخ د. سعد بن ناصر الشثري، خطبة عرفة. وحث حجاج بيت الله على تقوى الله بالتزام شرائعه وترك نواهيه للفوز بمحبة الله ومعيته، والفلاح في الدنيا والأخرة. وبين أن دين الإسلام شدد على مبادئ الأمن والاستقرار في المجتمع لتزدهر به الحياة، وتنمو به التجارات، وتطمئن به القلوب، وليتمكن الناس فيه من عبادة علام الغيوب، لذا امتن الله على عباده بنعمة الأمن. وأكد الشيخ د. سعد الشثري أن المسلم مساهم في الأمن في كل مكان فهو لا يعتدي. وحذر معاليه من جعل موسم الحج من أوامر الجاهلية بأن يجعل موسماً للمزايدات أو مكاناً للشعارات أو المظاهرات أو الدعوة للأحزاب والتجمعات، وقال: "يجب أن يجعل الحج لله وحده، كما قال تعالى ( وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ )، حيث لا مكان للشعارات الحزبية ولا للدعوات المذهبية ولا للحركات الطائفية التي نتج عنها تشريد الملايين.