أكد سياسيون خليجيون بأن ما عرضه تلفزيون البحرين من تسجيل لعدة محادثات هاتفية جرت في شهر مارس من العام 2011 بين مستشار أمير قطر حمد بن خليفة العطية والإرهابي البحريني الهارب حسن سلطان، جزء بسيط من تآمر الحكومة القطرية على مملكة البحرين ودول الخليج، والتي تسعى الدوحة من خلال منبر "قناة الجزيرة" توجيهها حسب السياسية القطرية وتنفيذ توجهاتها الإرهابية ضد دول الخليج، وكشف التسجيل بأنه تزامن مع دخول قوات "درع الجزيرة" للبحرين، الذي بدد أوهام السلطات في قطر وقضى على الانقلاب الإيراني خلال أربعة ساعات فقط. وقال عضو مجلس الشورى في مملكة البحرين بسام إسماعيل البنمحمد ل"الرياض": "بأن التسجيل الذي يكشف تآمر دولة قطر على مملكة البحرين غير مستغرب، فالبحرين تعاني منذ سنوات من التدخلات القطرية. وحاولت البحرين بكل الوسائل والطرق المعروفة والمعهودة بالمنطقة بالحشمة والكرم وكل خير، ولكن للأسف حكومة قطر استمرت وظنوا بأن حلم وصبر حكومة البحرين ما هو إلا ضعف". وأضاف: "اليوم اضطرت البحرين لكشف ما كان يعاني منه الشعب البحريني عبر السنوات الطويلة، فالتدخلات القطرية لم تبدأ من 2011 بل سبقت ذلك بكثير، وهذا مجرد كشف لجزء بسيط مما عانت البحرين منه خلال الأزمة، وقت كانت التدخلات الإيرانية واضحة جداً، وقت كان فيه مجموعة خونة من أبناء الوطن يطعنون في وطنهم، ووقفت ولله الحمد في ذلك الوقت المملكة العربية السعودية والإمارات، بخلاف قطر التي طعنت البحرين بدلاً من الوقوف معها، ولم تكتفِ على الأقل بالحياد بل كانت ضد البحرين بالتآمر والخيانة، فهذا التسجيل يكشف جزءًا مما عانت منه البحرين من تآمر قيادة قطر الإرهابية على أهالي البحرين وحكومتها الخليجية". وذكر النائب البحريني بأن "قناة الجزيرة" مجرد أداة في يد الحكومة القطرية، حيث قدموا عدة شكاوى لدى مسؤولين قطريين بأن القناة تبث مواد تحريضية على البحرين وبعض الوثائقيات التي فيها كثير من المغالطات وغير المهنية، وكان المسؤولين يتعذرون أنها قناة غير رسمية وقناة حرة، ولكن واضح أنها قناة مسيرة وتحت خدمة السلطة القطرية لتحقيق أهداف سياسية، وأشار البنمحمد إلى التسجيل الذي انتشر قبل فترة وفضح هذه القناة عندما كان أحد المذيعين يتكلم مع ضيفه ويقول له "كأنك زودتها شوي على البحرين" ويرد عليه المذيع "بيضت وجه المؤسسة"، وأضاف: "مثل هذه القناة لم تتوقف حتى قبل أسابيع في التهجم على البحرين والوقوف بجانب الإرهابيين، فهي تثير الفتنة في دول الخليج، وتحاول تحقيق أهداف الجماعات الإرهابية وإيران من أجل تحقيق مصالح سياسة قطر، وكل هذا يؤكد صحة الإجراءات التي اتخذتها المملكة والإمارات والبحرين وجمهورية مصر ضد دولة قطر الإرهابية". كذلك بين النائب البنمحمد أن التسجيل الذي عرضه تلفزيون البحرين يكشف الوجه الحقيقي لمستشار أمير قطر حمد بن خليفة العطية وتعاونه مع الإرهابي البحريني الهارب حسن سلطان عضو جمعية الوفاق التي تم حلها من قبل الحكومة البحرينية، مستغرباً أن يقوم شخص بمنصب مستشار أمير دولة يتواصل مع شخص مجرم إرهابي مدان ومطلوب لحكومة خليجية، ليصبح منسقاً للجماعات الإرهابية. من جانبه استغرب الخبير الأمني والاستراتيجي الكويتي د. فهد الشليمي تصرفات الحكومة القطرية، وتساءل عن ما إذا كانت هذه التصرفات تعكس سياسية حكومة قطر أم خلفها بعض الأطراف في الحكومة. وقال: "إذا كانت سياسة من الحكومة القطرية فهذا ضد المجلس الخليجي وضد حتى ميثاق الذي قام على حماية المجلس، وإذا كان هذا الشريط صحيحاً واعتقد أنه صحيح لأنه عرض على تلفزيون البحرين فهو ضد إحدى الدول المهمة في مجلس التعاون الخليجي، وهموم الدول الخليجية لم تكن وليدة الساعة وإنما نتيجة تراكمات عديدة ظهرت على مستوى الحرب الخفية وعلى المستوى الإعلامي، ولو تم ملاحظة التحريض التي كانت تقوم به "قناة الجزيرة" خلال السنوات الماضية لاتضح أن ما تقوم به هو تهيئة الأجواء لتغيير تعم فيه الفوضى وينعدم فيه الاستقرار، وهذا المشروع لا تقوم به قطر لوحدها بل هو مشروع كبير قد تكون القيادة القطرية رأس الحربة فيه وخصوصاً القيادة السابقة". وأوضح د. الشليمي بأنه رغم كشف دول الخليج للحساب إلا أنها لم تغلق الباب، وطرحت شكواها وملاحظاتها عل الأمر أن ينتهي داخل البيت الخليجي، مشيراً أن هذا يضع القيادة القطرية أمام خيارين، إما أن تواصل العمل لهدم مجلس التعاون، أو أن تنتهي وتبدأ بمعالجة ملاحظات بقية الأعضاء. وقال: "زعزعة أمن البحرين زعزعة لأمن الكويت وأمن المملكة وهذه بادرة وسابقة خطيرة كنا نعرف ولكن همساً، أما بعد أن كشف تلفزيون البحرين الأمور عرف المواطن العادي أن هذا التسجيل مؤامرة لإسقاط دول مجلس التعاون الخليجي وليس البحرين فقط، وهذا المستشار يعد إرهابياً فهو محرض على تغيير أنظمة وعلى زرع الإرهاب ونحن كنا نعامل هذه المجموعات على أنها إرهابية في البحرين، وكذلك هناك قانون في الأممالمتحدة يعتبر حتى من يمولها أو يؤويها إرهابي، وبالتالي إذا ثبتت مسؤوليته عن هذا الموضوع فهو بالدليل القاطع رجل يدعم الإرهاب ولابد من تقديمه للعدالة، لا نعرف ما هي المبررات، حتى الآن لا يوجد أي تعليق من قطر أما أن ينفوها أو يعترفوا بالخطأ". وقال الشليمي: "لم نتوقع أن تقدم قطر على طعن مجلس التعاون في ظهره، وتدعم إيران والإرهابيين، وهذا ليس من شيم العرب يا قطر، ولا زال المجتمع الخليجي مصدوم من هذه التسجيلات وهذه الأفلام التي كشفت عن قيادة قطر وما تقوم في إيواء الإرهابي البحريني وأمثاله ممن يهددون استقرار الدول الخليجية". وحول تطرق الإرهابي البحريني خلال المكالمة عن الكويت موضحاً بأن المعارضة الكويتية تثير قضية المشاركة بقوات كويتية ضمن "درع الجزيرة" في البرلمان الكويتي، بين الشليمي بأن البرلمان الكويتي لم يناقش أصلاً ذلك، وأكد أنه كانت هناك قوة كويتية مجهزة للتحرك وتم دفع عناصر استطلاع لها إلى البحرين، ولكن تم سحبها بعد أن وجد سمو أمير الكويت أنه من الأفضل أن يتم بعث مواد طبية واسعافات وزورق حربي لحماية المياه الإقليمية البحرينية لصد أي تهديد من إيران. ودعا الشليمي الحكومة القطرية إلى توضيح مواقفها قبل فوات الأوان، وتآمرها واضح ومكشوف على دولة البحرين الخليجية التي إن تأثرت تتأثر جميع الدول الخليجية. د. فهد الشليمي