تدعم قطر كل الجماعات الإرهابية في المنطقة العربية، وكان غريبا أن تمارس ذات النهج مع دولة شقيقة كالبحرين حينما سخرت وسائل الإعلام ولم تتورع عن دعم الإرهابيين، الذين غذت أعمالهم وغطتها إعلاميا عبر قناتها المسمومة «الجزيرة»، التي عادة ما تصف إرهابيي البحرين بأوصاف الثوار، وهي أعلم بمن يقف خلفهم. ولم تمض الأيام حتى تكشفت الصلات التي تجمع بين نظامي قطر والملالي في طهران، واتفاقهما على ضرب استقرار المنطقة عبر دعم التنظيمات الإرهابية المتطرفة التي يدعمها نظام طهران، وتلك التي صنفت في عدد من بلدان بأنها إرهابية وترعاها الدوحة، وهو ما حدا بالبحرين ودول الخليج لاتخاذ موقف حاسم من أجل استقرار مجلس التعاون وبقية دول المنطقة. خروج على الإجماع وبينما يرى مراقبون أن قطر لا يمكن أن تنفصل عن محيطها الطبيعى، أو أن تخرج في إطار مصالحها الطبيعية عن المصالح الوطنية لدول مجلس التعاون الخليجي، إلا أن تساؤلات عديدة برزت عن ما الفائدة التي تجنيها الدوحة من دعم المعارضة الإرهابية فى البحرين، ودعم الخطاب الإعلامى الذى تقوده قناة «الجزيرة» والمنصات الإعلامية التي تكلف الميزانية القطرية مليارات الدولارات والتى يتولاها عزمي بشارة ووضاح خنفر في تسويق الاضطرابات بالبحرين. وتأتي هذه التساؤلات المشروعة خاصة في الشارع الخليجي عن المسار الذي تسلكه القيادة القطرية بما يتعارض مع مصالح دول الخليح العربية، في تضارب للمصالح مع مصالح قاسم سليمانى والحرس الثوري الذي يتحمل مسئولية قتل عشرات الآلاف من الأبرياء في العراق وسوريا واليمن والبحرين والمنطقة الشرقية في المملكة وفي غيرها. دور مشبوه دأبت قناة الجزيرة القطرية على دعم الإرهابيين بمملكة البحرين الشقيقة عبر تغطيتها غير الحيادية والمشبوهة لاحداث البحرين، حينما وصفت الإرهابيين بالمحتجين. ومعلوم أن قطر اعتمدت إعلاميا على قناة الجزيرة ذات التوجه المشبوه، وسلمتها الخيط والمخيط، وتصور أميرها، أن وجود هذه القناة، مع بقاء القوى والمنظمات الإرهابية في قطر، يجعل منها دولة كبيرة، فدخلت إيران -كما كان متوقعا - على الخط في دعم الشيخ تميم بن حمد آل ثاني للنيل من التفاهم والتعاون مع بقية الدول الشقيقة. ووظفت قناة الجزيرة لنقل ما يجري في البحرين وغيرها من الدول دون أن تفرق بين رحم أو صلة خليجية، أو مراعاة للأمن القومي، فاتصلت مع اعداء البحرين ومدت لهم حبال الوصل. تحريض الجزيرة وسبق للجهات المختصة في البحرين أن حجبت قناة الجزيرة الفضائية على خلفية خطابها التحريضي ضد المنامة في حربها ضد الإرهاب، وضد التطرف المدعوم من إيران في قرية الدراز، حينما كانت قوات الأمن في البحرين تخوض حربا ضروسا ضد رؤوس الفتنة في منطقة الشمالي، لضبط أمنها واستقرارها. وكان موقف قناة الجزيرة القطرية التحريضي غريبا، فبدلا من أن تقف الجزيرة مع البحرين في حربها ضد التطرف والانحراف الفكري، حرضت القناة ضد العملية الأمنية، وحاولت النيل منها وتشويهها. وحجبت الجهات المختصة في البحرين، مواقع قنوات الجزيرة القطرية، ومواقع الصحف القطرية، وذلك بسبب تصريحات أمير قطر الأخيرة، التي نقلتها وكالة الأنباء القطرية«قنا»، ومواقف الدوحة من دعم الجماعات المتطرفة، والتحريض على الأحداث في مملكة البحرين، والتي تسببت في حالة استياء على مستوى الشعوب العربية والإسلامية. خروج على الثوابت حتى الآن لا يوجد مؤشر جاد على أن قطر على استعداد للتراجع عن مواقفها في الخروج عن الثوابت الخليجية المشتركة، خاصة فيما يتعلق بالإجماع الخليجي على مكافحة الإرهاب والعنف والحركات المتشددة والمتطرفة، وهي المسألة التي تأتي في قمة أولويات دول مجلس التعاون. بل من الظاهر والمعلن أن هناك إصرارا قطريا على السير في هذا النهج، وخاصة ما كشف عنه الاتصال الهاتفي الذي جرى بين أمير قطر والرئيس الإيراني، إذ وصف أمير دولة قطر علاقات بلاده مع إيران بأنها «عريقة وتاريخية ووثيقة»، وأن قطر تريد تعزيز هذه العلاقات أكثر مما مضى، وأنه سيوعز إلى الجهات المعنية في قطر اتخاذ الجهود لتنمية العلاقات مع إيران ، يأتي ذلك في الوقت الذي تمثل فيه أن إيران رأس الحربة في الإرهاب الذي تعاني منه الدول العربية كافة، وأنها المسؤول الأول عن العمليات الإرهابية وزعزعة الأمن والاستقرار الذي تعاني منه منطقتنا الخليجية، والمذابح البشرية التي حصلت في العراق وسوريا واليمن وغيرها من الدول التي عانت كثيرا وطويلا من الإرهاب الإيراني. مؤشرات سيئة صحيفة الأيام البحرينية أكدت في افتتاحية لها، عدم وجود مؤشرات تدل على إمكانية عودة قطر إلى الإجماع الخليجي في محاربة الإرهاب والتشدد، خاصة بعد إصرار الدوحة على توثيق علاقاتها مع إيران أكثر من أي وقت مضى، على الرغم من أن طهران هي رأس حربة الإرهاب الذي تعاني منه الدول العربية. وركزت «الأيام» البحرينية في افتتاحيتها التي حملت عنوان «إنها ليست مجرد اتهامات!!»، على إمكانية تصنيف قطر ضمن الدول الراعية للإرهاب، وأن ذلك لن يتم بناء على مجرد اتهامات، في ظل وجود أدلة وإثباتات تؤكد تورط قطر بممارسات تستدعي معاقبتها واتخاذ إجراءات صارمة ضدها قطر. وقالت الصحيفة من الظاهر والمعلن ان هناك اصرارا قطريا على السير في هذا النهج، وخاصة ما كشف عنه الاتصال الهاتفي الذي جرى بين أمير دولة قطر والرئيس الإيراني حيث وصف أمير دولة قطر علاقات بلاده مع إيران بأنها "عريقة وتاريخية ووثيقة"!! وأضافت الصحيفة: «يأتي ذلك في الوقت الذي نعرف فيه جميعا بأن طهران هي رأس الحربة في الارهاب الذي تعاني منه دولنا العربية كافة، وانها المسئول الاول عن العمليات الارهابية وزعزعة الامن والاستقرار الذي تعاني منه منطقتنا الخليجية، والمذابح البشرية التي حصلت في العراق وسوريا واليمن وغيرها من الدول التي عانت كثيرا وطويلا من الارهاب الايراني». عقود من الإرهاب أمعنت قطر في نهجها الداعم للشقاق والفرقة والإرهاب منذ عقود، واستقطبت الجماعات الإرهابية والمتطرفة كلها، بحيث أصبحت الدوحة وكرا لهم، إلى جانب تورطها في تكوين وتمويل العديد من الجماعات والعصابات والميليشيات الإرهابية والمسلحة التي نفذت وتنفذ عمليات إرهابية في العديد من الدول العربية من بينها البحرين. وقد حاولت دول الخليج، وانطلاقا من واجب الأخوة، مرارا ثني قطر عن انتهاج هذا السلوك، لضرره البالغ على الجميع، ولمعرفتها بأبعاد المسألة وانعكاساتها «في حال إذا ما تم اتخاذ أي إجراءات ضد قطر» على أبناء الشعب القطري الشقيق الذي لا ذنب له فيما جرى ويجري، والذي لا يرضى ابناء الخليج أن يقع عليه أي ضرر. وفي مقابل ذلك، يأمل أهل البحرين وكل دول الخليج أن تتخلى قطر عن هذا النهج والسلوك الذي يُعد لعبا بالنار التي بدأت شراراتها تطال الثوب القطري، وكان من الأفضل لها أن تعود إلى بيتها الخليجي، لتعمل يدا واحدة مع أهل الخليج وبينهم البحرينيون من أجل تنمية واستقرار ورخاء الشعوب كافة. الإرهاب في البحرين في عام 2015 اكتشفت السلطات الأمنية البحرينية، مصنعا ضخما لتصنيع القنابل وألقت القبض على عدد من المشتبه في صلتهم بالحرس الثوري الإيراني، وفق ما جاء على لسان وزارة الداخلية آنذاك. وقالت الداخلية البحرينية إنه تم تجهيز المنشأة لاستيعاب شبكة موسعة من المخابئ تحت أرضية فيلا، مشيرة إلى أنه لا يوجد سوى مدخل واحد للمصنع، يوجد بشكل مخف وراء خزانة المطبخ. وتفاجأت شرطة البحرين عندما وجدت عددا كبيرا من المخارط والمكابس الهيدروليكية لصنع قذائف خارقة للدروع، كما عثرت على صندوق للمتفجرات العسكرية من نوع C-4، وجميعها من أصل أجنبي، بكميات يمكن أن تغرق سفينة حربية. وقال المحققون في العملية، في تقرير تقني سري قُدِم لمسؤولين أمريكيين وأوروبيين «معظم هذه المحجوزات لم يسبق رؤيتها في البحرين». ويكشف التقرير، الذى عرضت نسخة منه على صحيفة «واشنطن بوست»، القلق المتزايد لبعض المسؤولين في المخابرات الغربية حول البحرين. البحرين شهدت تفجيرات إرهابية من جماعات تلقى دعما خارجيا (بريسوفوتو) تهديد متزايد ويرى المحللون الأمريكيون والأوروبيون أن هناك تهديدا متزايد الخطورة في البحرين، حليفة الولاياتالمتحدة، من خلال انتشار خلايا كثيرة مدججة بالسلاح تمول من طرف إيران. وقالت «واشنطن بوست» إن المسؤولين البحرينيين اتهموا، أكثر من مرة، طهران بالتحريض على العنف، مضيفة أن وكالات الاستخبارات الغربية لاحظت «جرأة جديدة» من قبل إيران في دعم المتمردين المسلحين في البحرين. وكشف التقرير، من خلال الوثائق والمقابلات التي أجريت مع مسؤولي الاستخبارات الحاليين والسابقين، أن المسلحين يستفيدون من برنامج تدريبي متقدم، ينظمه الحرس الثوري في طهران، حول تقنيات التفجير المتقدمة وحرب العصابات.