شهدت الساحة السياسية القطرية العام 1996 العديد من الانقلابات بدأها أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بالانقلاب على والده الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني ونفيه خارج دولة قطر، واعتقال المقربين له من الأسرة الحاكمة وعدد من أفراد الشعب القطري المعارضين لهذه الخطوة الصادمة، وما تبعها من انقلابات سياسية كان أخطرها الانقلاب على الوحدة الخليجية عبر العديد من الممارسات الطائشة التي كثيراً ما هددت أمن دول مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمتها مملكة البحرين التي عانت أمنياً من التجاوزات، إضافة إلى ما شهدته بعض الدول العربية في العام 2011 من تدخل سافر للسياسية القطرية في الشؤون الداخلية لتلك الدول من خلال دعم قطر للجماعات الإرهابية وإيواء المطلوبين من عناصرها. والبحرين عانت من التجاوزات القطرية الطائشة، والتي أتت ضمن أجندة الممارسات العدائية القطرية تجاه دول مجلس التعاون الخليجي منذ الانقلاب المشؤوم عام 1996، ويرى مراقبون أن قرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر أمر كان متوقعاً في ظل إصرارها على سياستها الرامية إلى تعريض أمن البحرين واستقراره وتماسك نسيجه الاجتماعي للخطر، ضاربة بمحاولات البحرين لرأب الصدع في العلاقات عرض الحائط، ومستمرة بذلك في نهجها العدائي ضد البحرين ومنظومة دول المجلس، معرضة بتلك الممارسات العدوانية الأمن الخليجي والعربي للخطر، خاصةً وأن قطر وخلال ما يزيد عن 21 عاماً سلكت كل السبل من أجل التدخل في الشؤون الداخلية لدول التعاون الخليجي وعدد من الدول العربية وفي مقدمة تلك الممارسات دعمها للجماعات الإرهابية المسلحة خاصة المرتبطة منها بإيران مادياً وإعلامياً من خلال ذراعها الإعلامي الخبيث قناة "الجزيرة"، منتهكةً بذلك كافة الأعراف والمواثيق الدولية، وناكثة للعديد من تعهداتها من خلال مراهقتها السياسية التي ضاق العالم العربي بها ذرعاً. ومن المؤكد أن العام 1996 هو عام النكسة لمجلس التعاون الخليجي الذي كان مؤملاً فيه أن يتحول بعد سنوات إلى اتحاد لولا الممارسات العدائية التي دأبت على نهجها حكومة قطر منذ ذلك العام والتي تسببت تجاوزاتها في إحداث العديد من التهديدات الخطيرة للمنظومة الخليجية بعد 17 عاماً من قيام مجلس التعاون الخليجي الذي تم إنشاؤه على ثوابت رصينة يأتي في مقدمتها عدم التدخل في الشؤون الداخلية أو الاضرار بمصالح أي دولة من دول مجلس التعاون الخليجي. والبحرين كثيراً ما عانت من النزعة العدائية للنظام القطري خلال 21 عاماً، الأمر الذي جعل العلاقة بينها وبين قطر تعيش فترات من التوتر بسبب ما تبثه قناة الجزيرة القطرية من تقارير ملفقة وممنهجة للحالة الأمنية بمملكة البحرين، سعياً لإحداث الفوضى وإثارة الانقسام في المجتمع البحريني المتماسك، إضافة للدعم الإعلامي السافر لعدد من التنظيمات الإرهابية كحزب الله اللبناني والحشد الشعبي العراقي والاصطفاف مع ايران التي تعلن جهاراً عداءها للبحرين قيادة وشعباً. كما عمدت دولة قطر إلى العبث بالتركيبة الديمغرافية في البحرين. وكثيراً ما تعهدت قطر بالالتزام بتعهداتها بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة من دول المجلس بشكل مباشر أو غير مباشر والتي كان آخرها اتفاق الرياض في شهر نوفمبر من العام 2013، إلا أن قطر لاتزال مستمرة في دعم كل من يعمل على تهديد أمن واستقرار دول مجلس التعاون من إعلام ممنهج ومنظمات أو أفراد الأمر الذي فاقم من الأزمة، خاصة بعد التصريحات التي أطلقها أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في أواخر شهر مايو الماضي بعد حضوره مع العديد من قادة الدول العربية والإسلامية لقمم الرياض التاريخية.