أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن قطع العلاقات مع قطر جاء بعد «فشل جميع المساعي مع الدوحة وعدم التزامها بعد مطالبات متكررة كان آخرها في 2013 و2014 بوقف دعم التطرف والإرهاب والتدخل وتأجيج الصراعات في الدول الأخرى». وأضاف في تصريحات صحافية في مقر السفارة السعودية في لندن: «تم اتخاذ القرارات الأخيرة لإرسال رسالة للدوحة مفادها، لقد طفح الكيل»، مؤكداً أن المملكة تعتبر قطر «حليفاً في دول مجلس التعاون الخليجي ولا نسعى لإلحاق الضرر بالمواطنين القطريين، ولكن لا بد من تصحيح الوضع الراهن، إذ لا يمكن أن تستمر الدوحة في سياستها الحالية، ويجب عليها وقف تمويل الإرهاب». وبث التلفزيون البحريني أمس، تسجيلات صوتية للمستشار الخاص لأمير قطر حمد بن خليفة بن عبدالله العطية والمعارض البحريني حسن علي محمد جمعة سلطان، يتآمران فيها على إثارة الفوضى في البحرين وبثها على قناة «الجزيرة». وتضمنت التسجيلات المسربة أسماء المصادر التي كانت ستظهر على قناة «الجزيرة» القطرية، وتبادل المعلومات وشرح الأوضاع في البحرين، ووصف المعارض البحريني قوات «درع الجزيرة» بأنها «قوات احتلال»، على حد تعبيره، ودعا قطر إلى الامتناع عن المشاركة فيها، ورد العطية مؤكداً أن قوات «درع الجزيرة» لا تضم ضباطاً قطريين بسبب تحفظات الدوحة على المشاركة. وأقر خليفة نجل مستشار أمير قطر حمد العطية بدور والده في تلك الفترة في أحداث البحرين، مشيراً إلى أن دور والده كان يقتصر على الوساطة، وذلك بعلم السلطات البحرينيةوالقطرية. من جهته، شدد وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش، أمس، على أنه يصعب الدفاع عن الموقف المستند إلى التآمر ونكث العهود وغياب الصدقية، ويسهل حين تكون صادقاً شفافاً. وأضاف: «أشفق على الصوت الإعلامي الوحيد... غدت مهمته أصعب في ظل أدلة تؤكد زرع الفتن ونقض العهود، جوهر الإعلام المؤثر الصدقية». وأجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء أول من أمس (الخميس) اتصالاً مع ولي ولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان كما أجرى أمس اتصالاً بكل من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد. وقالت الرئاسة الفرنسية إن ماكرون جدد دعوته للتهدئة وخفض التصعيد وأكد الرغبة في التبادل مع جميع شركاء فرنسا من أجل استقرار المنطقة ومكافحة فعالة للإرهاب، وخصوصاً اقتلاع مصادر التمويل الحكومية والقريبة من الحكومات للتنظيمات الإرهابية. من جهة أخرى، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس إنه واثق من أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز قادر على إنهاء الأزمة بين دول الخليج وقطر في أقصر وقت. وفي شأن ما قيل من أن تركيا ستتصرف في شكل مختلف مع مواطني دول الخليج بعد أزمة قطر، قال أردوغان: «هذه الادعاءات كذب وافتراء وحملة تضليل ضد تركيا»، مضيفاً: «تركيا ستبقى البيت الثاني لجميع إخواننا في الخليج». وأوضح أن أنقرة تربطها علاقات قوية جداً وذات أبعاد متعددة مع جميع دول الخليج وعلى رأسها السعودية. من جانبه، أوضح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أنه تناول مع الملك سلمان خلال زيارته إلى جدة أول من أمس، الأزمة القطرية الخليجية، مؤكداً أهمية دور العاهل السعودي وزعامته في حل هذه الأزمة. وقال أوغلو: «أكدنا خلال اللقاء وجهة نظر تركيا بضرورة حل الأزمة في أقرب وقت، كما أكدنا الدور المهم للملك سلمان وأهمية زعامته في هذا الحل». ونقلت «رويترز» أمس، عن مصدرين مطلعين أن جهود قطر لإعادة فتح الأجواء الخليجية أمام طائراتها «باءت بالفشل» بعدما قالت السعودية إن الإغلاق «يأتي في إطار خلاف سياسي أكبر لا يمكن أن تحله منظمة الطيران التابعة للأمم المتحدة».