خالد الربيعان أكد مستشار التسويق الرياضي خالد الربيعان على أن الخصخصة في دول العالم المتقدمة رياضياً تم تطبيقها منذ أكثر من ربع قرن وأصبحت أمثلة ونماذج للربحية والمداخيل والنجاح داخل الملعب وخارجه وتأخر الكرة السعودية في إطلاق يد الاستثمار والتسويق الرياضي بالمنظومة الرياضية جعل الأندية تعاني من شح الموارد المالية وتعجز عن جلب لاعبين ومدربين بطريقة احترافية، ما يجعلها تعجز عن تقديم مستويات مشابهة لما نراه خارج آسيا وبالتالي أخفقت في تحقيق البطولات القارية في الفترة الأخيرة. وأضاف في حديثه ل"الرياض": "تطبيق أنظمة الاحتراف في الماضي من دون عملية تخصيص الأندية أو تفعيل دور التسويق الرياضي السليم واستلزم من الأندية تحمل مصاريف اللاعبين المحترفين من دون أن يكون هناك تمويل كاف ومداخيل تسويقية بالمقابل، وزاد هذا من حجم ديون الأندية السعودية حتى وصلت لمليار ريال، ما أدخلها في دوامة من تأخير رواتب اللاعبين والقضايا والبلاغات التي وصلت إلى "الفيفا" وقرارات منع تسجيل لاعبين جدد، والأندية في ظل افتقادها منظومة الخصخصة خسرت العديد من الملايين، تمثل مستحقات النقل التليفزيوني ونسب الإعلانات الخاصة بها واستغلال شعاراتها تجارياً ولاعبيها في الدعاية والإعلان، وعدم تحقيق الربحية من ملابس الفريق، وحقوق أخرى ضاعت الملايين، والفترة المقبلة مع وجود اتحاد كرة قدم جديد ستشهد العديد من التغيير والقرارات والخطوات مبشرة ومنها زيادة رعاة المنتخب السعودي والقيادة السياسية اطلقت يد الاستثمار والتخصيص في الرياضة السعودية، وإقرار لائحة حوكمة الأندية ومراقبة نشاطها المالي، كل هذا سيخرجنا من الحالة التي عانينا منها في السابق، وسيُلزم جميع الأطراف بلوائح وقوانين ثابتة تسري على الجميع، وسيزيد من مداخيل الأندية، وسيعطي لإداراتها الجديدة حرية أكبر في التصرف على أسس تضمن لها تحويل كل شيء بالنادي إلى مداخيل، بدءاً من تذاكر المباريات ومرافق الإستاد، مروراً بقميص النادي وإعلانات الملعب، وانتهاءً بمتاجره وموقعه الإلكتروني ومنصات تواصله الاجتماعي". وعن الأندية السعودية وتوقعاته لما بعد الخصخصة قال الربيعان: "الخمسة الكبار في دوري المحترفين ممثلة بالأهلي والهلال والنصر والاتحاد والشباب أندية ناجحة في الخصخصة بنسبة كبيرة جداً وتكاد تكون مضمونة لأن كل منها بالفعل لديه تاريخ وبطولات وأرضية جماهيرية ومنشآت جاهزة وكل هذه العناصر من أسس التسويق الرياضي وموجودة بالفعل على أرض الواقع، وتوقعي لأغلى الأندية السعودية بعد الخصخصة سيكون من نصيب الهلال، لما له من تاريخ وبطولات كبيرة، وجماهيرية طاغية وصلت به أن يكون الجمهور الأكثر حديثاً عنه في وسائل الإعلام والمفاجأة ستكون من أندية الوسط والأندية الصغيرة لأن التجارب التسويقية الناجحة عالمياً توصي بالاستثمار في هذه الأندية وهناك لايبزيج الألماني الذي تم انشاؤه من العدم في 2009، ووصل إلى أن ينافس على مسابقة الدوري بفضل التسويق الرياضي الجيد، وهناك أندية مثل موناكو الفرنسي الذي كان بالدرجة الثانية قبل بيعه والاستثمار فيه ليكون من كبار أوروبا وليستر سيتي الانجليزي الذي صنف في الماضي كنادي درجة ثانية حتى انتقلت ملكيته لمستثمر أجنبي ووصل به الحال لاعتلاء منصة التتويج بالدوري الإنجليزي، لذلك أندية مثل التعاون والرائد والفتح والخليج وغيرها هي أندية قوية جداً بمقاييس التسويق الرياضي وفرص نادرة للاستثمار فيها لما لها من خصوصية ومميزات كالبعد عن الزخم الإعلامي والجماهيري الزائد عن الحد والذي ربما يعطل الإدارات الجديدة في بداية الأمر" . واختتم مستشار التسويق الرياضي حديثه بالقول: "لا فرق بين نادٍ كبير وصغير والمعوقات والحواجز والصعوبات ستواجه الجميع بلا استثناء، ولكن الأفضل هو من يتخطاها أسرع من غيره ويتلافاها ويتجمع محبو النادي الواحد لإنجاحه والجمهور يدعمه بالحضور ومبيعات التذاكر والإدارة الجديدة وتفعيل التسويق الرياضي وخططه ومحاولة اللاعبين تقديم أفضل مستوى ممكن داخل أرض الملعب مما سيؤدي في النهاية لنتائج مالية مبهرة خارجه". الأندية الكبيرة لديها الكثير من العوامل لإنجاح مشروع الخصخصة