فيصل العتيبي: غياب الدعم يدفعنا للكتابة تفاوتت آراء عدد من المخرجين السعوديين حول غياب كتاب السيناريو في المملكة مما عجل بإيجاد مخرجين يكتبون السيناريو بما يتوافق مع رؤيتهم الصورية، وكان الدعم المادي أحد الأسباب المهمة التي جعلت المخرجين يعيشون هذه التجربة، وكذلك غياب المعاهد المتخصصة التي تخرج كتاب سيناريو للأفلام سواء كانت طويلة أو قصيرة. وأكد المخرج محمد سلمان، بأن كتابة سيناريو الأفلام لا تقتصر على المخرجين السعويين فقط بل معظم المشتغلين في عمل الأفلام القصيرة بكل العالم يكتبون أفلامهم، لاسيما وأن الفيلم القصير عمل إبداعي ينتمي للفن وليس عملا تجاريا تنطبق عليه صناعة الفيلم الطويل، كذلك لا توجد لدينا صناعة متكاملة والتي تبدأ بكتابة السيناريو وتطويره فليس هناك سيناريو قابل للتصوير قبل أن يدخل مرحلة ما قبل الإنتاج وهي المرحلة الأهم وهي شبة غائبة عن مراحل صناعة الفيلم لدينا. وأضاف أن السيناريو هو خريطة طريق لصناعة الفيلم لذلك يعمد المخرجون لكتابة أفلامهم دون الاتكال على كتابات آخرين قد لا تتفق في معظم الأحيان مع رؤية المخرج أو مع الإمكانات الإنتاجية. وبين أن السيناريو الجيد يحتاج لفن كتابة القصة وإلمام الكاتب بمواصفات وخصائص صناعة الفيلم وتحديدا الفيلم القصير لأن هدف كتابة السيناريو تحويلها لفيلم. وزاد، كما أن هناك من يعتقد أن الفيلم نسخة مصورة عن السيناريو وهذا غير صحيح فالسيناريو يمر بمراحل عدة يضعها المخرج حسب رؤيته الفنية تتشكل بشكلها النهائي في مرحلة المونتاج، لذلك نلاحظ العلاقة المضطربة بين المخرج وكاتب السيناريو والتي تتلاشى عندما تكون لدينا صناعة متكاملة تبدأ من الاهتمام بورش تطوير السيناريو. ويعتقد المخرج عبدالعزيز الفريح، أن المخرجين الذين يكتبون أفلامهم كثر على مستوى العالم، ولا يعود السبب إلى أنه لا يوجد قصة جيدة أو كتاب سيناريو جيدون ولكن قد تخطر على بال المخرج فكرة أو قصة ويتحمس لها فيبدأ في كتابتها للصورة كما يتخيلها كمخرج وفي الغالب الأفلام التي يؤلف قصتها ويكتبها للصورة (سيناريو) ويخرجها شخص واحد تكون أفلاما عظيمة كما فعل مايكل مان في فيلم "هيت" وأيضاً سيلڤستر ستالون في سلسلة أفلام "روكي" وكذلك اورسون ويلز في فيلم "سيتيزن كين" ومعظم أفلام وودي آلان، وفي الجانب الآخر يتمنى بعض مؤلفي القصص أن يكتبوا السيناريو وأن يخرجوا قصصهم لاعتقادهم بأن المخرج قد لا يخرجها كما تخيلوها هم. وأكد أن كتابة السيناريو فن وعلم مستقل وكتابة السيناريو تُدرس في الغرب في مراحل متقدمة كالماجستير والدكتوراه لما لها من أبعاد وعمق، وليس بالضرورة أن يكون كاتب السيناريو كاتباً لأن الكاتب قد يكتب القصص ويؤلف الروايات ولكن ليس باستطاعة الكاتب دائماً كتابة السيناريو لفيلم معين لأنها مختلفة تماماً ولها قواعد وأسس. ويقول يعقوب المرزوق، الكثير من المخرجين السعوديين هم من يقوموا بكتابة أفلامهم بأنفسهم ليس من أجل رؤية أو مضمون هم يرونه بل مضطرين للكتابة، لقلة كتاب السيناريو السينمائي في المنطقة بسبب توجه الكثير في المجال الفني والسينمائي إلى الإخراج والتمثيل بشكل كبير وعدم الاهتمام بالتخصصات الأخرى من تصوير وإضاءة وتأليف موسيقي وهندسة صوتية وكتابة سيناريو وغيره من التخصصات الكثيرة التي لا يتم إنجاز أي فيلم سينمائي متكامل إلا بوجودها، إضافة إلى عدم وجود معاهد سينمائية تقوم بصقل المواهب السينمائية السعودية أكاديمياً في شتى المجالات من ضمنها فن كتابة السيناريو ليخرج لنا كتاب سيناريو لديهم إلمام بهذا الفن قادرين على سرد السيناريو بلغة فنية وسينمائية عالية، كذلك ألقي باللوم على بعض المهرجانات السينمائية ومسابقات الأفلام في المملكة على عدم الاهتمام بتخصيص جوائز للتخصصّات الفنية في صناعة الفيلم لتحفيزهم على المزيد من العطاء وتشجيع مواهب جديدة على اللحاق بالركب السينمائي ليصبح لدينا الكثير من الطاقات الفنية السعودية القادرة على العمل في الكواليس بكل احترافية، في نهاية الأمر المخرج السعودي يتمنى أن يقع بين يديه سيناريو سينمائي متكامل ليضع رؤيته الفنية والإخراجية عليه وينفذه. وأرجع المخرج فيصل العتيبي، اعتماد المخرجين على كتابة السيناريو بأنفسهم، إلى أن البدايات تكون هكذا نظرا لغياب الدعم المادي لدى المخرج، مما يضطره إلى كتابة السيناريو بنفسه مما قد يولد لديه ملكة الكتابة، مستشهدا بمخرجين أفلام عالميين هم من يكتب السيناريو وهم من يخرج أفلامهم. وشاطر زملاؤه المخرجون بوجود ندرة في كتاب السيناريو بالمملكة والعالم أجمع وهي مشكلة عامة. المخرج محمد الهليل، يقول أعتقد أن قلة كتاب السيناريو يجبر الكثير من المخرجين على كتابة أفلامهم، ومن جهة أخرى يفضل بعض المخرجين كتابة أفلامهم لتكون الكتابة متوافقة مع رؤيتهم، كما أنني أعتقد في حال وجود أكاديميات متخصصة ووجود بيئة سيساعد وبشكل كبير في ازدياد كتاب السيناريو، ومهرجان أفلام السعودية في دورته القادمة أوجد جوائز للسيناريو وللتصوير وللإضاءة وغيرها من الجوائز، هذه الخطة الرائعة من المهرجان ستساعد على وجود متخصصين في كتابك السيناريو أو في أي مجال آخر. وعلق الناقد السينمائي د. فهد اليحيا، على ذهاب معظم مخرجي الأفلام القصيرة إلى كتابة السيناريو بأنفسهم حيث قال إن المخرج المؤلف فكرة ظهرت بقوة في الموجة الجديدة في السينما الفرنسية في أواخر خمسينيات القرن الماضي، وإن كان بعض كبار المخرجين قبلها كانوا يقومون بكتابة سيناريو أفلاهم أو يشاركون فيها مثل تشارلي تشابلن. من جانب آخر هناك كتاب سيناريو تحولوا إلى إخراج أفلامهم مثل رأفت الميهي، وكذلك منتجون تحولوا إلى الإخراج مثل صلاح أبو سيف وممثلين وغيرهم، فالانتقال من جانب في صناعة الفيلم إلى جانب آخر أمر ليس مستغربا. وأشار، أنه وعلى الرغم من وجود عدد من كتاب السيناريو السعوديين المتمرسين عندنا إلا إن كثيراً من المخرجين يشكون من قلة النصوص الجيدة وقد يكون هذا سبب في توجههم للكتابة بأنفسهم، ولكن يبدو لي إن الأكثرية ينطلقون من فكرة سينما المؤلف؛ لأنهم يرون أنهم أقدر على تقديم رؤيتهم. ولفت إلى أن كتابة السيناريو مجال فني مستقل بذاته وليس بالضرورة أن يكون السيناريست كاتبا قصاصا أو روائيا أو حكواتيا، فمفردات السيناريو وأدواته تختلف عن أي عمل إبداعي آخر بل حتى زمن الفعل مختلف وثابت فهو دائماً بصيغة الفعل المضارع، من لديه القدرة على التفكير بالصور (مناظر ومشاهد) لديه قدرة كامنة على أن يكون سيناريست ماهراً. ويرى الكاتب فايز الخالد، أن المخرج السينمائي السعودي هو نفسه كاتب السيناريو، ولا ننسى أيضاً بأن التجارب السينمائية في السعودية لازالت بدائية مهما كانت تحصد من جوائز في المحافل العالمية بقصد التشجيع ودفع عجلة السينما في السعودية بأي ثمن، فهي لا تتعدى كونها تجارب لصياغة أفكار فردية في مخيلة المخرج السينمائي نفسه عن المجتمع المُصغَّر الذي يعيش فيه ويراه ويعارض أطروحاته الشخصية. هي ليست أبداً مرآة حقيقية تعكس ما يدور في المجتمع السعودي من إنجازات وتطورات أو ما يحدث داخل الإطار الثقافي للمجتمع السعودي. ونبه أن المخرج الذي كتب أو جاء باسم جديد لكاتب أو كاتبة بزعم الخبرة في كتابة السيناريوهات السينمائية، لن يتمكن من إقناع غالبية المتابعين في المجتمع بأنه سيناريو حقيقي من كاتب أو كاتبة ذي خبرة يستطيع أن يعالج ويلفت الانتباه لما يريد المجتمع أن يسارع في تحسينه. وقال أنا أثق بقدرات وإمكانيات المتابع السعودي في حال تواجدت محاولات سينمائية. فهو قادر أن يقف بوجه من يفرض نفسه عليه ككاتب سينمائي، وقادر أيضاً على تشجيع من يحاول أن يكون منصفاً تجاه المجتمع السعودي وتاريخه. حينها فقط سنرى كاتباً أو كاتبة بخبرة كافية وقدرات مؤهلة لاكتساب لقب كاتب سينمائي. عبدالعزيز الفريح: كتابة النص فن مستقل فايز الخالد:تجاربنا السينمائية لازالت بدائية د. فهد اليحيا:الانتقال لصناعة الأفلام غير مستغرب محمد سلمان: السيناريو يحتاج لفن كتابة القصة يعقوب المرزوق:نفتقد المعاهد السينمائية محمد الهليل:المخرج يكتب ليدعم رؤيته