استضافةٌ جديدة واحتفاءٌ يتجدد بالمخرج السعودي عبدالله آل عِياف؛ وبتجربته المثابرة في إنتاج وإخراج أفلام روائية قصيرة بلغتِ الخمسة أفلام فاز من بينها فيلم (عايش) بالجائزة الأولى في مهرجان الخليج السينمائي. جمعية الثقافة والفنون بالدمام، دعت المخرج السعودي مساء الاثنين، ليتحدث عن تجربته المثابرة، في أمسية فنية أدارها الممثل عبدالمجيد الكناني وشهدت لأول مرة، عرض فيلم آل عياف الجديد (ستُ عيونٍ عمياء)؛ إلى جانب عرض فيلم (عايش). وتحدث المخرج السعودي في البداية عن الصعوبات التي واجهته خلال إنتاج فيلمه الأول (السينما 500 كلم) عام 2006 والذي كان باكورة أعماله السينمائية؛ مشيراً إلى انجذابه نحو فكرة عدم وجود صالات سينمائية في المملكة واستثمار هذه المفارقة من أجل صناعة عمله الفني الأول والذي جاء تسجيلياً بعد حيرة وقع فيها آل عياف بين اختيار الفيلم التسجيلي أو الروائي. وحول اختيار الفكرة علّق المخرج السينمائي السعودي: "السينما في السعودية قضية تشغلني سابقاً ولا تزال؛ فالمسألة ليست افتتاح صالات وحسب؛ بقدر ما هي مسألة الرغبة في تقديم فن وثقافة تعكس المستوى الذي وصل إليه مجتمعي". داعياً إلى التفريق بين مسألة مهمة وهي وجود حراك سينمائي سعودي شاب يحتاج إلى دعم وهي مسألة فنية وثقافية وبين مسألة افتتاح صالات سينما في السعودية التي هي مسالة اجتماعية بالدرجة الأولى. وحول شغفه بكتابة سيناريوهات أفلامه يعلق آل عياف، قائلا: "أحب أن أكون الشخص الذي يصنع الحدث وأن أعيش متعة صناعة الحدث نفسه" مشيراً إلى أنه لا ينوي التوقف عن الكتابة السينمائية للأفلام حتى لو لم يخرج أفلاماً؛ مؤكداً أن "السينما ككل لا تزال هواية بالنسبة لي، "لذا أحب أن أختار الموضوعات التي أحب" بخلاف لو كان العمل السينمائي احترافياً ومرتبطاً بجهات إنتاجية محددة. مستذكراً بدايات اهتمامه بالصورة السينمائية في مرحلة الطفولة المبكرة وخاصة أفلام الكرتون القائمة على المشاهد المتحركة والصامتة مثل توم وجيري؛ الذي يقول عنه "هنالك مشاهد في توم وجيري لا تنسى". وحول واقع كتابة السيناريو لدى شباب السينما، أشار المخرج السعودي إلى أن الشباب الخليجي ككل لم يتفرغ للكتابة. مضيفاً: "هو مجال صعب ويحتاج إلى معرفة جيدة". داعياً الشباب إلى عرض نصوص مسوداتهم السينمائية على ذوي التجارب السينمائية قبل الشروع في إنتاج الأفلام القصيرة. مشيراً إلى أنه غالباً ما يقلل الحوارات (الديالوغ) في أفلامه؛ كما يبرز في النصف الأول من فيلم (عايش) الذي يؤكد فيه على أن وجود "ممثل محترف قوي هو إبراهيم الحساوي، كان من أهم أسباب نجاح الفيلم"؛ إلى جانب قرب الفيلم من الناس عبر واقعيته. ودعا صاحب فيلم "مطر" إلى عدم ظلم الحركة السينمائية الشبابية في المملكة، بسبب أن من بين "250" فيلما، ثمة عشرة فقط "10" أفلام ناجحة؛ مؤكداً أننا مازلنا في البداية، "ومع ذلك كسبت السينما السعودية ما يقارب ال "13" جائزة؛ في "3" سنوات تقريباً. وحول مشكلة تطوير الحراك السينما السعودي؛ أعلن آل عياف الحل قائلاً: "أن يحدث معنا ما حدث في دولة الإمارات العربية المتحدة؛ حيث وجد لديهم شخص هو مسعود أمر الله دافع عن الملف السينمائي لدى الشباب وساهم في تدخل الدولة لدعم هذا القطاع؛ من خلال إقامة مهرجان وافتتاح معاهد تدريب سينمائية.