فتحي الجبال يبدو أن قرار إدارة التعاون بإلغاء عقد مدربه الهولندي داريو كالزيتش، كخامس الأندية في "دوري جميل" للمحترفين، الذي يقيل مدرب الفريق الكروي في بعد أندية الخليج، الهلال، الفتح والأهلي، لن يكون القرار الأخير، إذا يبرز أكثر من مدرب مهدد بإلغاء عقده، مع توالي الجولات المقبلة. ولم تعد هذه الظاهرة مستغربة على متابعي "دوري جميل" للمحترفين في كل موسم، بل أضحت متوقعة مع نهاية كل جولة من الدوري، وقرار تترقبه الجماهير قبل حصوله، ولعل حتى الحديث في هذا الجانب أصبح مكرراً وممجوحاً ولم يعد للانتقاد مكان في زحمة القرارات المتوالية، التي ترتجلها إدارات الأندية، في تقديم المدرب ككبش فداء موسمي، يخفي معه بعض إخفاقات لا يتحملها المدرب وحده، بينما ظل ذلك موضة تسير عليها إدارات الأندية معظمها، لمحاولة الخروج من نفق تراجع النتائج وضعف المستويات. وعلى الرغم من توجه إدارات الأندية لتنظيم وتنفيذ المعسكرات التحضيرية التي تسبق الموسم، للاطمئنان على استعدادات الفرق الكروية خلال فترة الصيف، إلا أن الأخطاء ذاتها تتكرر وتستنزف معها خزائن الأندية، بين توديع مدرب واستقبال مدرب جديد، بل إن بعض إدارات الأندية تتجاوز ذلك إلى التعاقد مع مدربين، وثلاثة وقد يصل العدد إلى أربعة في نهاية الموسم. على الصعيدين الجماهيري والإعلامي يندر إن لم يستحيل سماع أو قراءة تصريحات من روؤساء الأندية، تحمل اعترافاً صريحاً بأخطاء إدارية، أو تحميل اللاعبين المسؤولية، وفي المقابل تتوجه سياط النقد والتقريع نحو الأجهزة الفنية، كأسهل الحلول لمواصلة الهروب إلى الأمام، وقد يكون الهروب إلى المجهول. لا يُعفى بعض المدربين في هذا الصدد من المسؤولية، تجاه أي قصور فني، واستحقاق بعضهم للإقالة، لكن أن تحدث الإقالات بهذه الصورة المتكررة، حينها يكون الحديث منطقياً عن غياب الوعي الإداري، والخطط الاستراتيجية في كل ناد، لتتناثر معها علامات الاستفهام، وفي مقدمتها السؤال إلى متى تستمر هذه الظاهرة المزعجة؟ خصوصاً أن ما يحدث هذا الموسم تجاوز إقالة المدرب إلى العودة لمدرب سابق، لم تمضي على إقالته هو الآخر سوى أشهر معدودة، حتى بات بعض المدربين الوافدين للدوري يفكر في الشرط الجزائي المنصوص عليه في عقده، قبل حتى استلام مهام عمله، تحسباً لحزم حقائبه من جديد بعد الإقالة، وهو جانب واحدٍ من تداعيات هذه الظاهرة، التي تهدد استقرار الأندية المالي قبل الفني، دون حلول منتظرة شافية، أو عمل مدروس لمستقبل النادي يجنبه تكرر الأخطاء الإدارية وتراكمها. جلال قادري