الفرج لم يكن مجرد شاعر ومؤرخ، بل كان مفكراً، يحمل رؤية ويحشد طاقاته لتحقيقها، مؤمناً أن قوة الأمة العربية تكمن في وحدتها وأن العلم والفهم المستنير هما السبيل للخروج من أسر التخلف والضعف. بهذه الكلمات بدأ د. عبدالرحمن الشبيلي ورقته صباح امس في مجلس حمد الجاسر الثقافي عن سيرة الشاعر خالد الفرج رائد الملاحم الوطنية في سيرة الملك عبدالعزيز، حيث تناول مسيرة الفرج الشعرية والتي من أبرزها ملاحمه الثلاث التي نظمها في سيرة الملك عبدالعزيز وتوحيد المملكة؛ وقد أشار إلى أنه على الرغم من تنقل خالد الفرج المكاني عبر كل دول الخليج تقريبا، إلا أن إقامته في المنطقة الشرقية كانت الأكثر خصوبة من ناحية الفكر والإبداع، فقد تنافست الساحتان الثقافيتان السعودية والكويتية بالاحتفاء بسيرته وتراثه عبر العديد من المؤلفات والدراسات النقدية والمقالات التي تليق بمكانته. وبين الشبيلي أحد رواد الإعلام بالمملكة بأن تراث خالد الفرج الفكري تضمن مجموعة من الكتب المطبوعة والمقالات التي نشرها في حياته، وبعض المخطوطات التي لم يتمكن من استكمالها أو طباعتها قبل وفاته، مشيرا إلى أن العلامة حمد الجاسر كان من أقدم من تناول سيرة ومؤلفات وشعر الفرج بالتفصيل، إذ رثاه بمقال مطول في مجلة اليمامة مستعرضا فيه أبرز محطات حياته وإنتاجه الفكري. مستشهداً بالباحث الكويتي خالد سعود الزيد الذي وصفه بأنه أفضل من استقصى تراث الفرج وخدم سيرته، حيث ألف عنه كتابا بعنوان "خالد الفرج: كتابه وشعره" الذي صدر في طبعتين الأول سنة 1389ه، والثاني سنة 1400ه، كما أنه عمل على تحقيق دواوينه وحفظ معظم تراثه الشعري، لافتاً أن الفرج استجاب في منتصف العشرينات لتشجيع صديقه هاشم الرفاعي - الكاتب في الديوان السلطاني في مطلع تأسيسه - للعمل في السعودية، وأن الملك عبدالعزيز أحسن استقباله واختاره مشرفاً على بلدية القطيف، ثم تناول الشبيلي مسيرة الفرج في الإذاعة والتلفزيون مشيرا إلى دوره وعلاقته بهما، حيث عمل في الإذاعة السعودية بجدة عام 1370ه، مؤكدا أنه ليس هناك ما يثبت أن الفرج قد عمل بالإشراف عليهما كما ذكروا، وربما قد يكون أسهم في إعداد بعض البرامج وتقديمها فقط. وذكر الشبيلي أن خالد الفرج عاش بدايات المخاض السياسي في الوطن العربي وتفاعل مع التحولات السياسية التي مرت بتلك الحقبة، كالاحتلال البريطاني للخليج وقيام الشيوعية واغتصاب فلسطين وغيرها، وقد غلب على شعره نبرة التندر أحيانا تجاه بعض التيارات، لكنه لم ينتهج في تفكيره منهجا متطرفا.