أقام مجلس حمد الجاسر الثقافي صباح أمس ندوة تكريمية للأديب سعد البواردي والأستاذ عبدالله شباط بمناسبة اختيارهما الشخصية الثقافية في المهرجان الوطني للتراث والثقافة الجنادرية، وقد أدار اللقاء سعادة الدكتور عبدالعزيز الهلابي وشارك فيها كلٌ من الدكتور عبدالرحمن الشبيلي والأستاذ محمد القشعمي. افتتح الدكتور عبدالرحمن الشبيلي الندوة بسرد سيرة ومسيرة الشاعر سعد البواردي الأدبية الحافلة بالعطاء فقد وصفه بأنه قامة سامقة في أدبنا السعودي شعره ونثره، وهو يمتاز بالقدرة على اقتناص الفكرة الطائرة، كما أنه أحد رموز الأدب والثقافة في المملكة العربية السعودية، تربت على أدبه أجيال من الشعراء والأدباء ومحبي الثقافة، وهو شاعر متميز عرف الناس له قصائده الوطنية التي تتحدث عن فلسطين والجزائر، وغيرها من الأقطار التي ناضلت وما زال بعضها يناضل من أجل الحرية، كما وصفه بأنه وطني منصف لا يصبر على الخطأ، وعن قدرته الكتابية فقد وصفه بأنه كاتب اجتماعي قدير وكاتب مقالة وكاتب سيرة ذاتية وقاص، معتبراً أن القصة القصيرة هي التي قادته في مطلع حياته إلى حظيرة الأدب. كما أشار إلى أن أول تجربة كتابية للمحتفى به عندما كان يافعاً حيث أعلنت صحيفة البلاد في أوائل الستينات عن مسابقة للقصة القصيرة، ورغم صغر سنه، ومحدودية ثقافته في ذلك الوقت، فقد دخل المسابقة بقصة لا يتجاوز طولها الصفحات الثلاث، وكان عنوان القصة «على قارعة الطريق»، وقد فاز سعد بالجائزة الثالثة لهذه المسابقة، ولا شك أن هذا الفوز كان نقطة تحول في حياته الأدبية». وعن إصدارات الأديب سعد البواردي فقد أشار إلى أنه قد أصدر في حياته 12 ديواناً شعرياً، وأكثر من تسعة مؤلفات نثرية ومجموعة قصص قصيرة بالإضافة إلى مؤلفات كثيرة تنتظر النشر بينها 13 ديوان شعر، و20 مؤلفاً نثرياً، إضافة إلى عدد من المجموعات القصصية، كما وصف المواضيع التي طرقها البواردي في دواوينه بأنها متنوعة ومختلفة ومتجددة إذ تتصدر الجوانب الوطنية والاجتماعية. كما تحدث الأستاذ محمد القشعمي عن البدايات الصحفية للأستاذين سعد البواردي والشباط في عصاميتيهما الفكرية والثقافية، رغم اختلاف البيئة التي ضمتهما فقد عمل كل منهما على تثقيف نفسه، وخوض دائرة الكتابة والإبداع شعراً ونثراً، مستعرضاً التجربة الإعلامية والإبداعية للشباط، معرباً عن تقديره للدور الذي يقوم به مهرجان الجنادرية تجاه المفكرين والأدباء، ممن أسهموا في ثقافة وفكر وإعلام هذا الوطن الكريم المعطاء، مشيراً إلى أن عبدالله الشباط عندما كان شاباً يافعاً كان مشهوداً له بالنبوغ لما يتمتع به من نشاط وحيوية لازمته حتى في شيخوخته، فقد كان طالباً في معهد الأحساء العلمي عام 1376ه الموافق 1956م، فتجده وهو طالب يشارك أستاذه مدير المعهد الأديب عبدالله بن خميس في إصدار مجلة (هجر)، التي أصدرها المعهد، وتولى ابن خميس رئاسة تحريرها، بينما تولى الشباط سكرتاريتها وهو ما زال طالباً بالمعهد، وصدر عددها اليتيم بثوب جميل وعدد كبير من المقالات الأدبية والمقطوعات الشعرية وغيرها، وطبعت على مطابع المصري ببيروت. ولم يلبث أن أخذه الحماس فأصدر بعد أشهر مجلة تحمل اسم (الخليج العربي)، صدر منها خمسة أو ستة أعداد، توقفت لتصدر بعد ذلك كجريدة بعد أن شاركه مدير مرور المنطقة الشرقية.