ضمن احتفالات المنطقة الشرقية بذكرى اليوم الوطني الرابع والثمانين اقام منتدى الثلاثاء بالقطيف يوم أمس وبالتعاون مع دارة الملك عبدالعزيز بالرياض بمشاركة عالمين في التاريخ والأدب هما الدكتور عبدالرحمن بن صالح الشبيلي والأديب الشاعر عدنان العوامي تناولا سيرة شاعر الوطن خالد الفرج. في البداية أكد الدكتور عبدالرحمن الشبيلي أنه عندما يستدني موضوعا للكتابة ينتابه شعور بأن الحاضر سيكون ادرى من المحاضر، وأن على المحاضر الغوص في أعماق البحث من أجل الإتيان بالجديد قدر الإمكان، وكان قد كتب بمناسبة الاحتفال بالذكرى المئوية مقالاً موجزاً بعنوان: خالد الفرج، كويتي بحريني سعودي، مارس الطباعة في الهند (جريدة الجزيرة 9522 لعام 1998م) متضمّناً أبرز النقاط عن حياته وعن آثاره الفكرية، فأحس منذ ذلك التاريخ أن سيرته تستحق أكثر من مجرد مقال. وقال: "لكن اسمه- بالرغم مما كتب عنه حتى الآن- بدأ يتوارى عن الأذهان تدريجيّاً، فلا يكاد يُذكر إلا لماماً، ولم يعُد يُعرف إلا بتعريف، فأصبح التذكير به وبتراثه الأدبي دافعاً قويّاً لعقد هذه المحاضرة، وهو ما جعله يسمى في سوريا ولبنان ب"شاعر الخليج" في لقب أطلقه عليه الصحفي الفلسطيني محمد علي الطاهر منشئ مجلة "الشورى" المصرية عام 1343ه (أكتوبر 1924م) وهي تسمية للفرج لم تنطلق من فراغ". فيما حملت ورقة الاديب عدنان العوامي عنوان (الاندماج الوطني، خالد محمد الفرج نموذجًا) ذكر فيها أنه يثور بين الحين والحين جدل بين الادباء والمثقفين بشأن نسبة الأديب أو الشاعر أو الكاتب إلى البلد الذي ينبغي أن ينسب إليه، هل هو مسقط رأسه، ام البلد الذي قطنته أسرته، أم هو البلد الذي يقيم فيه وإن لم يكن ولد فيه، مشيرا الى أن هذا الإشكال لم يكن معروفاً عند الأجداد الذين تغلبوا عليه باتِّباع منهجٍ يرضي البلدان ذات الصلة بالأديب بأن ينسبوه إليها جميعًا، بذلك جنبوا أنفسهم التورط في مأزق التحيز الشوفيني المقيت، كذلك الذي نراه في أقطار أخرى كالعراق مثلاً، حيث درج كتاب السير والتراجم فيه على نسبة المقيمين فيه للدراسة، أو المارّين به للزيارة ونحوها من كتابٍ وعلماء إلى العراق، وإن لم يكونوا منه مولدًا ونشأة، وفي هذا ما فيه من غمطٍ لحقوق البلدان التي أنجبتهم، والتنكر لها بتبني أبنائها وحرمانها من الفخر بإنجابهم. من جهته أكد راعي المنتدى جعفر الشايب أن الندوة تأتي في اليوم الذي تحتفل فيه المملكة بيومها الوطني كتأكيد للدور الوطني الذي عاشه المحتفى به وملاحمه الوطنية المعروفة وتجربته في التعايش والاندماج مع أهالي المنطقة الشرقية التي قضى فيها ردحا من عمره، كما أن هذا الفعالية تمت بالتعاون المشترك مع دارة الملك عبدالعزيز وبحضور مسؤوليها وتشريفهم لنا في المنطقة الشرقية، متطلعين الى المزيد من التواصل والتعاون مع الدارة ومع بقية المؤسسات والجهات الرسمية والأهلية التي تعنى بالعمل الثقافي في المملكة.