رعد الشمال

قُدنا المعاركَ في بطحاءِ ذي قارِ
واليومَ فيها رصاصُ الجيشِ مِدرارِ
بالأمسِ قاد ابنُ مسعودٍ جحافلها
واليومَ سلمانَ حامي الدينِ والدارِ
كِلاهُما من بني بكرٍ أرومَتِهِمْ
يواجهونَ عبيدُ الحقدِ والثارِ
"ذي قارُ" مسعرها النعمانُ منذرنا
و"الرعدُ" هبَّت شمالاً تُسعِرُ النارِ
حدُ الجنوبِ بها حزمٌ وعاصفةٌ
أما الشمالُ فطوفانٌ وأمطارِ
جيشٌ تشكَّل من عُرْبٍ ومن أُممٍ
يسعون للحربِ وِرْدَاً غيرَ فُرَّارِ
يجمعهم الدين فالإسلامُ مذهبهم
لا مذهبُ الشركِ والتطبيرِ والعارِ
يكافحون عدواً جُلَّ من معهُ
منافقينَ وأشراراً وفُجارِ
ورايةُ الحقِ فوق الجمعِ خافقةً
والكُلُّ في الحقِ أبطالاً وأحرارِ
درعاً لدارٍ بها بيتٌ لخالِقِهِمْ
وقبرُ من أبدلَ الظلماتِ أنوارِ
حتى تكونَ أماناً للجموع وقد
أتوا لحجٍ وعُمَّارٍ وزوارِ
بيتُ الإلهِ له ربٌ ليَحْرِسَهُ
أمَّا البلادُ فجيشُ الحقِ كرارِ
هذا شعورٌ لما في القلبِ أُعْلِنُهُ
وأنظمُ الشِعْرَ جهراً دونَ إسرارِ