مما يميز هذه المنطقة طيبة أهلها وطيبهم على مختلف فئاتهم وانتماءاتهم، ولأنني لست بصدد الحديث العام فسوف أخص بعض رجال الأعمال في هذه المنطقة الذين دأبهم فعل المواقف المشرفة، حيث يلفت نظرك إليهم حياء مفعم بأريحية ونبل، ويشدك إليهم كرم منقطع النظير. تسود فكرة عامة مفادها: أن من عادة بعض المشتغلين بالتجارة الاستغلال وتصيد فرص الربح قبل أي شيء آخر، لكن هنا الوضع مختلف، فهؤلاء النبلاء يُستَغلون ويقبلون بطيب خاطر هذا الاستغلال، وربما ناصفتهم المناسبات والمواقف -على اختلافها- شطر دخلهم ومع هذا فهم لا يردون من جاءهم، ولا يضطرون صاحب الحاجة أو المناسبة أن يريق ماء وجهه، بل يكفيه رسالة جوال واحدة لعرض موضوعه ثم تتبعها استجابة، فآخر ما يفكرون فيه الأعذار، وكلما ظننت فيهم حسناً وجدته، لا أدري لماذا كلما رأيت ما يصنعون تذكرت أبياتا قلتها في صديق حميم يشبههم: أغليك يا محمد غلا ود وإكبار غلا أخوة والبقية ميانة فعلك يفسر للعرب كلمة "أحرار" ويعطي لها بعد التغيب مكانة يا آخر رجلْ بالأرض فكر بالأعذار عندك أحس العذر مثل الخيانة ومن المؤكد أن من لم يتعامل معهم قد فسر كلامي تفسيرا آخر ويحمله غير ما يحتمل، لكن الله وحده يعلم كم تهزني مواقفهم وتحدث لي نشوة، وفي الوقت نفسه أرحم حياءهم الذين سمح لبعض الانتهازيين من غير ذوي الحاجة أن يستغل كرمهم، ويقوم بمشروعات ذات رجع شخصي عليه دون أن يسأل ضميره، أو يحرج من إحراجهم.