عاد العيد وعادت معه مظاهر الفرح والبهجة في عيون الأطفال، فمع العديد من العادات والتقاليد والطقوس التي يربي الآباء عليها أبنائهم يزيد ارتباطهم وشغفهم وانتظارهم للعيد، مما يطبع تلك الأيام بذكرى جميلة ينقلها الأبناء إلى الأحفاد، لتبقى مظاهر الفرح بالعيد تتناقل من جيل إلى جيل طابعة في ذاكرة الجميع السعادة والفرح والبهجة كلما تذكروها. فمنذ الساعات الأولى ليوم العيد، يرتدي الأطفال ملابسهم الجديدة، ويذهبون مع والدهم ووالدتهم إلى صلاة العيد، في مظهر يبعث السعادة في النفوس، يجتمع فيه الغني والفقير والصغير والكبير في المصليات والجوامع، ومن ثم يذهبون للسلام على الأجداد وقضاء الوقت معهم، وتلقي ما أعده الأجداد من العيديات النقدية أو الحلوى اللذيذة لأحفادهم. ويعد اجتماع الأحفاد بالأجداد أحد أبرز اللحظات في العيد والمحببة للقلوب، فمن خلال تلك اللحظات يسترجع الأجداد ذكريات طفولتهم، ويستذكرون عبر زرع الفرحة في عيون أحفادهم كيف كانوا يقضون ليالي العيد في بهجة وسرور، ويشاهد الأحفاد في عيون أجدادهم مقدار والحب الذي يكنونه لهم، وتبقى تلك النظارات مزروعة في مخيلتهم عندما يكبرون. ومن مظاهر العيد التي مازالت بعض العائلات والأحياء تحافظ عليها وتحرص على إقامتها إلى وقتنا الحاضر "الحوامة"، وهو تقليد قديم يجتمع فيه أهالي الحي الواحد في ليلة العيد أو ساعات صباح العيد الأولى، مرتدين الملابس التقليدية ويطوفون بين البيت لتلقي هداياهم وعيدياتهم، والحلوى الممزوجة ببعض المكسرات، فضلاً عن العيديات النقدية التي توزع على الأطفال. كما لاتزال بعض الأحياء تقيم وليمة العيد الجماعية في المساجد، حيث تأتي كل عائلة بوجبة من الأكل في المسجد، وتنشر كلها على سفرة واحدة، ويتنقل أهالي الحي من طبق إلى طبق، متذوقين أصناف الأكل جميعاً، في مظهر أخذ في التلاشي مع الحياة المدنية العصرية، لكن مازالت بعض الأحياء تحافظ على هذا التقليد الموروث وتحرص على إقامته كل عيد. العيد هو فرصة للتجمع العائلي، فتجد العائلة الكبيرة التي تجمع الأقرباء من أبناء العمات والخالات وأنسبائهم يجتمعون في ذلك اليوم، وتختلف كل عائلة في عاداتها ووقت اجتماعها، فمنهم من يجتمع بعد صلاة العيد مباشرة، ومنهم من يكون اجتماعهم بعد الظهر على وقت الغداء، ومنهم من يجتمع العصر، وآخرون يجتمعون في المساء على وقت العشاء. وبخلاف التقاليد الأسرية في العيد، تتنافس المولات والأسواق التجارية في جذب العائلات لها في العيد، عبر تنظيم فعاليات ومسابقات موجهة بشكل أكبر للأطفال، كما تنظم أمانات المدن في المملكة برامج احتفالية بمناسبة العيد في الحدائق والساحات العامة، تعرض خلالها نماذج من الموروث الشعبي، متيحة خياراً إضافياً للمتعة العائلية بعد الانتهاء من الواجبات الاجتماعية. «الحوامة».. أحد التقاليد التي لاتزال صامدة توزيع الهدايا والعيديات على الأطفال مأدبة العشاء في مسجد الحي يشارك بها كل الجيران العيد فرصة للتجمع العائلي (عدسة/ افتخار أحمد)