تتعدد صور الفرحة والاحتفال بالعيد لدى الاطفال، وتتجلى معاني الابتهاج الصادقة التي تتلألأ في عيونهم البريئة وسط أجواء أسرية مفعمة بالسرور في تلك المناسبة السعيدة. فللعيد فرحة خاصة لدى الأطفال، حيث يفرحون ويمرحون من ليلة العيد ويستعدون بتجهيز ثيابهم وكسوتهم بمساعدة أمهاتهم، ومن شدة فرح بعضهم بالعيد لا ينامون في تلك الليلة، ابتهاجا بالعيد الذي يحمل لهم معه الحلوى والعيدية والنزهات. حضور المشهد فمن المدينةالمنورة تقول الطفلة يارا ناصر وصديقتها ندى محمد النزاوي: نحن نحب العيد، وننتظره من الليل، فنخاف أن ننام خوفا من ألا نستطيع الذهاب للمسجد النبوي الشريف لصلاة المشهد، فننتظر ونذهب للحرم نصلي مع بابا وماما ونرى الناس والأطفال في الحرم وهم يلبسون ملابس العيد مثلنا ونعود للمنزل نعيد على جدتي وجدي ويعطونا العيدية، ثم نذهب مع باقي زميلاتنا لنعيد على الجيران ونجمع حلوى العيد وكذلك النقود، وفي الليل يأخذنا والدنا إلى الملاهي لكي نلعب ونفرح ونحتفل بالعيد. الملابس الجديدة ومن أهم صور الاحتفال بالعيد السعيد لدى الأطفال ارتداء الملابس الجديدة، فيقول عبدالعزيز الغامدي: إن ملابس العيد عند الأطفال هي من الموروث الشعبي وهي تقليد ممتلئ بالبهجة والأبهة لا يشعر بحلاوتها إلا الاطفال، ورغم ذلك فإن عيد الاطفال في الماضي كان أكثر متعة، حيث أن أطفال الحي كانوا يتجمعون معا ويلعبون جميعا، أما الآن فكل هذه المظاهر اختفت تقريباً وبقي أطفال كل أسرة مكتفين بأنفسهم ومنعزلين عن الآخرين. أما خالد ضيف الله فيقول إن الاطفال يبدأون نهارهم الأول في العيد بعد أن يقوموا بتحضير ثيابهم وألعابهم بتلقي العيدية من الوالد والوالدة بداية، ثم تمتد الحلقة اإلى الجد والجدة وجميع الأقارب. فرحة العيدية ولفرحة تلقي العيدية معنى مختلف لدى الطفل والتي تبقى محفورة في وجدانه، وهو ما يؤكده ابراهيم الشريف، مبينا أنه لا ينسى فرحته بتلقي العيدية عندما كان طفلا، لذلك هو يحرص على توزيع العيدية على الأطفال في أسرته. ويقول سعد الكناني ان فرحة الطفل بتلقي العيدية لا تعادلها فرحة. فالعيد للاطفال يعني العيدية والألعاب واللهو وتناول الحلوى وزيارة الملاهي وأماكن الترفيه المختلفة ولا شيء غير ذلك. ولدى سؤال العديد من الأطفال عن انتظارهم وترقبهم للعيدية وفرحهم بتلقيها، أجاب تركي “9سنوات” : إن العيد يعني له الذهاب للملاهي وشراء الألعاب وتلقي العيديات، أما ريان “5سنوات” فينتظر العيدية ليشتري لعبته المفضلة، وتقول غادة: إنها تنتظر العيد لتحصل على العيديات من أشقائها الميسورين واقاربها، وتقوم بجمعها من اجل الاستفادة منها أيام الدراسة. الملاهي والنزهات وقالت الطفلتان غصون محمد وجود أحمد الطيار: إن العيد من الأيام الجميلة، فنذهب قبله بأيام إلى السوق واشترت لي ماما فستانا جديدا وشنطة وحذاء. ويوم العيد يأتي أقاربنا لبيتنا ويعيدون علينا، ونحن نذهب ونعيّد عليهم ونجمع العيدية عند ماما، وفي الليل نذهب للملاهي والتنزه ونشتري الألعاب ونلتقي بصديقاتنا. وترى رغد عبدالرحمن وكنوز إبراهيم محمد وسعود علي أن كل شيء في العيد جديد، حتى بيتنا يصبح جديدا، كما نلعب مع أطفال أقاربنا والجيران ونتجمع مع بعضنا في سيارة واحدة ونذهب للملاهي ونلعب هناك ونفرح بالعيد.