يعد فن التصميم الداخلي من الفنون التي تعكس حضارة الدول وتاريخها من خلال وضع بصمة المصممين والمصممات السعوديات في رسم الشكل الذي يجسد واقع البيئة في المملكة، من خلال ربط الألوان بالكتل في تصميم الغرف واشتقاق تلك العناصر من البيئة المحلية، التي تعد أكثر جمالاً في وجود منزل مصمم وفق طبيعة المجتمع، مع إدخال التطوير والتحديث من أجل وجود فكر جديد في مجال التصميم الداخلي لنوعية الديكورات والأثاث في منازل السعوديين. وفي الآونة الأخيرة تزايد إقبال السعوديين على احتراف مجال تصميم الديكور، والذي لاقى رواجاً كبيراً بين أوساط الشباب، وتنوعت المجالات إلى العمل على تنفيذ كافة التصاميم الحديثة والقديمة، بما تتناسب مع ذائقة الزبائن كل حسب ميوله الشخصية، ويُساهم المصممون في وضع المناخ الملائم لطبيعة الامكان كالبيوت والمنشآت سواء كانت سكنية وحتى استثمارية. وعلى الرغم من كثرة العاملين في مجال تصميم الديكور من العمالة الوافدة، أدت هواية السعوديين لهذا المجال إلى كسر الاحتكار وتحولت إلى مشروعات قائمة تعود بالنفع على إصحابها، وزادت طبيعة المجتمع السعودي إلى تقبل تصاميم الهواة نظراً لمعرفتهم بعادات وتقاليد واحتياجات المجتمع. وفي ظل المطالبات التي يطلقها « الهواة» في مجال التصميم، لإنشاء أكاديمية متخصصة للتصميم والديكور لإعداد كوادر وطنية سعودية في هذا الجانب، الذي يعاني نقصاً شديداً في السوق السعودي وتطغى عليه العمالة الوافدة التي كثيراً ما تكون غير متخصصة، الإ أن انتشار الطلبات عبر مواقع التواصل زادت من ثقة العاملين في هذا المجال، شملت الجنسين من الذكور والإناث. وقال المصمم متعب الرحيلي، إن هواياته مع التصميم انطلقت منذ الصغر، بدأها مع الرسم بكافة أشكاله، لكن سرعان ما تحولت تلك الهواية إلى مشروع قائم على أرض الواقع، ليحقق من خلاله العديد من النجاحات على الصعيد المعنوي والمادي، مضيفاً أنه قام بتأسيس مؤسسة متخصصة في تصميم الحفلات والمناسبات، وشهدت العديد من الطلبات والتي تتزايد يوماً عن أخر بفضل ثقة المتعاملين في المجال. وبيّن الرحيلي أن دقة العمل وإنجاز التصاميم في الوقت المحدد، يعتبر أحد أهم عوامل الثقة بينه وبين الزبائن، خصوصا في ظل التناغم الذي يجده مع الفرق التي تعمل في نفس المجال، لافتا إلى إن فكرة إنشاء مصانع وطنية سعودية لتوظيف الفتيات وإتاحة فرص العمل في هذه المصانع التي تتوافق إلى حد كبير مع ثقافة المجتمع وعاداته وتقاليده، سوف تُسهم في إيجاد فرص عمل للحد من البطالة. ولفت الرحيلي إلى أن الوقت حان لتوجه السعوديين لمجال تصاميم الديكور والمنافسة على المسابقات العالمية التي تقام بشكل مستمر، لأجل إبهار العالم بما تتميز به المملكة من موروث أصيل نابع من قلب أبنائها المخلصين، إضافة إلى عرض التصاميم التي تحاكي واقع البيئة المحلية خلال العصور الماضية والحديثة. من جانبه قال المصمم سلطان المسلم أحد المنظمين في هذا المجال،أن السوق كبير وأن الثقة بدأت تزداد في الشاب السعودي كمصمم أو كمنظم للاحتفالات الكبرى ، مبيناً أنّ بدايته كانت منذ زمن طويل حيث كان ينصح بعض أصدقائه وزملائه في الديكورات الأمر الذي تطور إلى أن تحول إلى محل صغير للديكور ومنه أصبح له اسم معروف في مجال التصميم الداخلي أدى به إلى افتتاح ورشة خاصة بأعماله . وأضاف المسلم أن أكبر دليل على نجاح الشباب السعودي في التصميم أن العديد من البرامج التلفزيونية أصبحت تعتمد عليه حتى أن بعض الاحتفالات والزواجات الخليجية بدأت تطالب بالمصممين السعوديين. متعب الرحيلي جانب من أعمال الرحيلي