السلياك وقد يدعوه البعض "حساسية القمح": مرض يصيب الجهاز الهضمي والأمعاء ويؤدي إلى ضمور وتلف أهداب الامتصاص المبطنة للأمعاء الدقيقة وبالتالي ضعف أو توقف امتصاص الغذاء والمعادن والفيتامينات المهمة لجسم الإنسان وذلك بسبب الحساسية ضد مادة الجلوتين التي تحتويها بعض المواد الغذائية وهي أحد أنواع البروتينات الموجودة عادة في القمح والشعير والشوفان، وقد يسمى أيضا حساسية الأمعاء ضد مادة الجلوتين مما يحدث استجابة مناعية من الجسم ضد أنسجته حيث يتفاعل معها الجهاز المناعي في جسم الطفل فينتج مواد مضادة تعمل على ضرر الأهداب أو النتوءات الصغيرة المهمة لعملية امتصاص الغذاء حيث تعمل هذه الأهداب على زيادة المساحة لامتصاص كمية اكبر من العناصر الغذائية ونتيجة لتلك الإصابة يضعف أو يتوقف الامتصاص فيحدث الضعف العام مع الأعراض الأخرى المرافقة لهذا المرض، عند تناول الشخص أو الطفل المصاب مواد غذائية تحوي مادة الجلوتين، ويظهر عادة هذا المرض عند الأطفال من سن 6 أشهر وحتى سنتين كما انه يظهر أيضا لدى الأطفال والبالغين في كل الأعمار. وللأسف انه تمر بعض الحالات على عيادات الأطفال الذين يعانون من ضعف النمو دون تشخيصها بالشكل الصحيح نظرا لتشابه أعراضه مع الالتهابات المعوية الأخرى فيعاني المصاب من تلك الأعراض التي تعزى أحيانا إلى قلة الأكل أو لأسباب عضوية أخرى في حين أن مادة الجلوتين التي يتناولها الطفل في غذائه هي أسباب تلك الأعراض التي يعاني منها ويعتبر ذلك المرض شائعا إلى حد ما في مجتمعنا. الأعراض: الأطفال المصابون بهذا المرض تظهر عليهم أعراض متفاوتة ولكن الغالبية العظمى منهم يبدأ بأعراض الإسهال وضعف النمو بينما تظهر الأعراض الأخرى على الشكل التالي: تأخر النمو وضمور في العضلات، الإسهال المزمن ونقص في الوزن، آلام بالبطن واستفراغ، انتفاخ البطن، زيادة الشهية للأكل أو تناقصها، القلق وعدم الارتياح، الشحوب قد يحدث إمساك وإسهال متقطع، براز باهت وكريه الرائحة انيميا الدم مع نقص الحديد، قصر في القامة ونقص فيتامين د، خمول وتعب عام، هشاشة في العظام وعدم انتظام الدورة الشهرية عند الإناث البالغات. تشخيص المرض: قد يكون تشخيص مرض السلياك عائقا نوعاً ما لتشابه أعراض المرض مع أعراض مرضية أخرى مثل القولون العصبي والالتهابات المعوية المزمنة. يظهر فقر في الدم مع بعض المرضى مع هبوط في مستوى البروتينات، وأول فحص للكشف عن وجود المرض هو عمل فحص أكثر حساسية وهو الكشف عن الأجسام المضادة Endomyseal-antibodies وإنزيم الجلوتامين Tissue transglutaminase، ولتأكيد التشخيص يعمل عادة منظار للجهاز الهضمي العلوي حيث تؤخذ عينات من الجدار المبطن للأمعاء والتي قد تظهر ضمورا في أهداب ونتوءات الامتصاص. عادة تعود النتوءات والأهدابإلى طبيعتها بعد الامتناع عن الأغذية التي تحتوي على مادة الجلوتين. * أخصائي أول جهاز هضمي وكبد أطفال وعضو كرسي الأمير عبدالله بن خالد لأبحاث حساسية القمح (سلياك)