سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المستقبل القريب هل يحمل البشرى لمريض «السيلياك» أن يأكل ما يشاء دون ظهور الأعراض عليه ؟ تجيب عليه المستجدات العلاجية الحديثة التي يتم عرضها ضمن المؤتمرات الطبية
يستضيف مستشفى الملك خالد الجامعي بالرياض مؤتمرا حول داء السلياك يوم بعد غد الأحد 13 ربيع الاول 1433 ه الموافق 5 فبراير 2012م والذي تقيمه جامعة الملك سعود ممثلة في كرسي أبحاث مرض السيلياك حيث يشارك فيه أساتذة من جامعة مينيتوبا بكندا ، جامعة شيكاغو بالولايات المتحدةالامريكية وجامعة فيدريكو بايطاليا ويناقش المؤتمر أحدث الطرق لتشخيص وعلاج هذا المرض . حول هذا الموضوع نتطرق اليوم للحديث عن ماهية هذا المرض ، أسبابه ، أعراضه ، طرق تشخيصه وعلاجه. السيلياك وقد يدعوه البعض "حساسية القمح" مرض يصيب الجهاز الهضمي والامعاء ويؤدي إلى ضمور وتلف اهداب الامتصاص المبطنة للأمعاء الدقيقة وبالتالي ضعف او توقف امتصاص الغذاء والمعادن والفيتامينات المهمة لجسم الانسان وذلك بسبب الحساسية ضد مادة الجلوتين التي تحتويها بعض المواد الغذائية وهي أحد أنواع البروتينات الموجودة عادة في القمح والشعير والشوفان .وقد يسمى ايضا حساسية الامعاء ضد مادة الجلوتين مما يحدث استجابة مناعية من الجسم ضد انسجته حيث يتفاعل معها الجهاز المناعي في جسم الطفل فينتج مواد مضادة تعمل على ضرر الاهداب او النتوءات الصغيرة المهمة لعملية امتصاص الغذاء حيث تعمل هذه الاهداب على زيادة المساحة لامتصاص كمية اكبر من العناصر الغذائية ونتيجة لتلك الاصابة يضعف او يتوقف الامتصاص فيحدث الضعف العام مع الاعراض الاخرى المرافقة لهذا المرض . ومن ذلك نفهم ان المرض لايظهر الا اذا اكل الشخص او الطفل المصاب مواد غذائية تحوي مادة الجلوتين . ويظهر عادة هذا المرض عند الاطفال من سن 6اشهر وحتى سنتين كما انه يظهر ايضا لدى البالغين . وللاسف انه تمر بعض الحالات على عيادات الاطفال الذين يعانون من ضعف النمو دون تشخيصها بالشكل الصحيح نظرا لتشابه اعراضه مع الالتهابات المعوية الاخرى فيعاني المصاب من تلك الاعراض التي تعزى احيانا الى قلة الأكل او لأسباب عضوية اخرى في حين ان مادة الجلوتين التي يتناولها الطفل في غذائه هي اسباب تلك الاعراض التي يعاني منها ويعتبر ذلك المرض شائعا الى حد ما في مجتمعنا. الأعراض: تشير العديد من الدراسات الى ان الرضاعة الطبيعة تؤدي الى تأخر ظهور الاعراض . تظهر الاعراض عادة بعد تعرض الامعاء المزمن لمادة الجلوتين في بعض الغذاء والتي تحوي المادة النشطة التي تدعى علميا "جيليادين" حيث تحدث التفاعل المناعي مع الغشاء المبطن للامعاء وبالتالي ضمور وتلف اهداب الامتصاص عندها يتوقف امتصاص الغذاء وتنشأ الاعراض المرافقة لهذا المرض وعادة يكون الجزء القريب من الامعاء هو الاكثر تأثرا .يتأثر الأطفال المصابون بهذا المرض وتظهر عليهم اعراض متفاوتة ولكن الغالبية العظمى منهم يبدأ باعراض الاسهال وضعف النمو بينما تظهر الاعراض الاخرى على الشكل التالي: 1) تأخر النمو وضمور في العضلات 2) الإسهال المزمن ونقص في الوزن 3) آلام بالبطن واستفراغ 4) انتفاخ البطن 5) زيادة الشهية للأكل أو تناقصها 6) القلق وعدم الارتياح 7) الشحوب 8) قد يحدث امساك واسهال متقطع 9) براز باهت وكريه الرائحة 10) تنميل ووخز في الاطراف 11) خمول وتعب عام 12) هشاشة في العظام 13) عدم انتظام الدورة الشهرية عند الاناث البالغات تشخيص المرض قد يكون تشخيص مرض السيلياك عائقا نوعاً ما لتشابه أعراض المرض مع أعراض مرضية أخرى مثل القولون العصبي والالتهابات المعوية الاخرى . يظهر فقر في الدم مع بعض المرضى مع هبوط في مستوى البروتينات . واول فحص للكشف عن وجود المرض هو البحث عن الاجسام المضادة لمادة الجليادين في الدم الا ان ذلك الفحص لايعتبر فحصا تأكيديا وعندها يلزم عمل فحص اكثر حساسية وهو الكشف عن الأجسام المضادة Endomysial-antibodies وانزيم الجلوتامين Tissue transglutaminase ، ولتأكيد التشخيص يعمل عادة منظار للجهاز الهضمي العلوي حيث تؤخذ عينة من الجدار المبطن للامعاء والتي قد تظهر ضمورا في اهداب ونتوءات الامتصاص .عادة تعود النتوءات والاهداب الى طبيعتها بعد الامتناع عن الاغذية الحاوية لمادة الجلوتين . مقطع للامعاء يبين زوائد الامتصاص العلاج اتباع حمية خالية من الجلوتين Gluten Free Diet كفيل باذن الله للتخلص من اعراض ذلك المرض حيث يلحظ التحسن في بعض الاعراض خلال فترة قصيرة من البدء في الحمية قد تصل تلك الفترة الى اسبوع وقد تمتد الى اكثر من ذلك تتوقف أعراض المرض ويشفى التلف الذي أصاب الأمعاء الدقيقة ويتحسن امتصاص العناصر الغذائية ، يجب ان يمتنع المريض عن جميع الاغذية التي تحتوي على الجلوتين وفي حال انه تناول ذلك ولو بكميات قليلة فان التحسن الحاصل سوف يعود الى نقطة البداية لذا يجب ان تكون الحمية عن الاغذية التي تحتوي على الجلوتين بصفة قطعية ودائمة كما انه لايوجد أي مضاعفات من الاستمرار على تلك الحمية وتناول المواد الغذئية الخالية من الجلوتين على المدى الطويل. الجلوتين يوجد في القمح والشعير والشوفان والحنطة وبعض انواع المكرونة والخبز ، والوجبة الخالية من البروتين تعني الامتناع عن تناول هذه الأغذية لذا من المهم الابتعاد عن تلك المنتجات والاستعاضة عنها بمنتجات خالية من الجلوتين مثل دقيق الذرة والبطاطا والأرز والصويا لعمل بعض المعجنات المناسبة للمريض وتوجد تلك المنتجات في بعض المحلات الخاصة الا ان الكثير من المرضى يواجهون صعوبات كبيرة في الحصول على تلك المحلات وذلك لندرتها وغلاء ثمنها .كما يحتاج المرضى الى عقد دورات ارشادية وتثقيفية لتلك الفئة من المرضى واسداء النصح لهم فيما يتعلق بنظامهم الغذائي والعلاجي الجديد وكيفية التكيف معه . من المهم جدا عدم تناول أي غذاء او منتج لا يعرف محتواه بصورة دقيقة كما انه يجب الحذر عند تناول أي مأكولات خارج المنزل مالم يكن المريض متأكدا انها لا تحوي مادة الجلوتين ضمن المقادير المكونة لها او المضافة اليها . ولا ننسى التأكد من محتويات بعض الادوية او معاجين الاسنان او الحلويات . ويجب دوما الحرص على خلو الاطعمة التي يتناولها المريض من مادة الجلوتين . الزوائد في مقطع اخر الاطعمة الخالية من الجلوتين:. 1) الخبز يجب عدم تناول جميع أنواع الخبز العادي المصنوعة من القمح والشعير والحنطة والشوفان والسميد او النكهات المصنوعة منها ، ويستبدل بالخبز المكون من دقيق الذرة والأرز . 2) اللحوم يمكن تناول جميع أنواع اللحوم والدواجن والأسماك ويجب الحذر من أي نكهات او اضافات غير معروفة ويجب دائما معاينة محتويات المنتج قبل تناوله كما يجب الحذر عند تناول أي طعام خارج المنزل لايعرف محتواه ومايضاف اليه من نكهات. 3) الخضروات يمكن تناول جميع أنواع الخضروات الطبيعية الطازجة دون إضافة أي نكهات غير معروفة 4) الفواكه يمكن تناول جميع الفواكه الطازجة وعصيراتها دون أي اضافات غير معروفة ..ويبقى لاخصائيي التغذية دور كبير في مساعدة مرضى السيلياك للاغذية المناسبة لهم. الابحاث جارية المؤتمرات العلمية متواصلة لتبادل الخبرات قد تسفر الابحاث عن علاج شاف قد لايُحرم منها المصاب مستقبلا